مفرح الشمري
اختتمت فرقة المسرح الشعبي عروض مهرجان الكويت المسرحي التاسع من خلال تقديمها مسرحية «الزفاف» تأليف كريم جثير واخراج وبطولة سامي بلال وشاركه في تجسيد ادوارها كل من: فاطمة الصفي، عمر اليعقوب، يوسف البغلي، فهد المذن، محمد الخالد، احمد السعيد وعلي الشقيح.
قدم العرض في جو احتفالي وكأننا مدعوون لحضور حفل «زفاف»، وذلك من خلال الدعوات التي وزعها «المسرح الشعبي» للحضور لهذه الحفلة، ورغم التجهيزات اللازمة الا ان حفل «الزفاف» تأخر بعض الوقت لظروف فنية عالجها القائمون على العرض بصورة سريعة حتى لا يتسرب الملل الى نفوس الحاضرين.
وتوقع الحضور ان يشاهدوا حفل «زفاف» حقيقي، لكن بعد فتح الستارة تفاجأوا بمجموعة من الاشخاص على خشبة المسرح يعانون من الاحباط وخلفهم عدة «بوابات» يصعب الخروج منها، وفي اقصى اليسار باب وحوله اسلاك شائكة تقف امامه فتاة (فاطمة الصفي) وفي اقصى اليمين يجلس الشاعر عمر اليعقوب الذي كان يتحدث عن الظلم الذي وقع عليه ولكن دون تحديد لنوع القضية.
وبطريقة «الفلاش باك» التي استخدمها مخرج المسرحية وبطلها سامي بلال ليعرف الحضور بعلاقة الفتاة بهذا المشهد، خاصة بعد ان كانت تنتظر «حبيبها» الغائب الذي لم يحضر حفل الزفاف والتي انتظرته طويلا ليبدأ حوار بينها وبينه حول سبب غيابه الطويل، لكن دون انت تحصل على جواب، فالعريس المنتظر نسي كل شيء الامر الذي دفعها لبذل جهد كبير في تذكيره بها ليسرد لها بعد ذلك وبعد هذا الجهد قصته التي ادخلته الى مستشفى المجانين!
الاضاءة المستخدمة في العرض وُظفت توظيفا جميلا، عندما قام كل بسرد قصته التي تظهر أنه من الأشخاص النافذين اجتماعيا.
فالمحامي (يوسف البغلي) بعد اصطدامه بالسلطة جاءوا به الى المصحة، وكذلك الشاعر عمر اليعقوب والصباغ علي الشقيح الذي يتخفى من المسؤولين في الحكومة لأنه معارض شرس، وساعد الديكور الذي صممه بدر المهنا المخرج على توصيل فكرته للحضور.
أما اداء الممثلين فكان متفاوتا حسب مساحات الدور حيث اجاد يوسف البغلي وفاطمة الصفي التي كانت تمثل «الامل» لهؤلاء الاشخاص الذين استطاعوا بعد ان تمسكوا بها ان يقاوموا القهر والظلم ويخرجوا الى «الدنيا» مرة اخرى، أكثر من الباقين.
ولا بد من التاشارة الى أن عازف الموسيقى جماــل الخــلب لعـــب دورا مهما في توظيف مقطوعاته التي جاءت متماشية لابعد الحدود مع احداث المسرحية.
مسرحية «الزفاف» عانت من كثرة الأخطاء اللغوية والتطويل في حواراتها، وهذا ما تحدث عنه عدد من النقاد في الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض،لكنها تبقى خطوة جيدة من فرقة المسرح الشعبي لاعطاء فرصة لجيل من الشباب لاثبات أنفسهم.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )