بيروت ـ بولين فاضل
أكثر من خمس واربعين سنة هو عمر فرقة كركلا. عمر أمضته في الإبداع الذي لا يعرف الحدود رغم ان الفرقة بلغت مصاف العالمية وأعمالها تُعرض على خشبة مسارح عواصم عربية.
«كركلا» التي تحولت اليوم الى مؤسسة اساسها الأب عبدالحليم كركلا والابن ايفان والابنة اليسار تحلم بالكثير وتقدر على الكثير وفي العام 2012 ستكون الفرقة في واشنطن بعدما جالت في فرنسا وانجلترا وعواصم عربية عدة ووصلت «مواصيلها» حتى الى الصين.
«الأنباء» التقت إيفان كركلا في هذا اللقاء:
المعروف عن فرقة كركلا انها في ورشة تحضير دائمة، فما جديدكم بعد انتهاء عرض مسرحية «زايد والحلم» في بيروت؟
ثمة عرض في فرقتنا وهو أن نكون ليلة افتتاح اي عمل مسرحي جديد قد بلورنا او اخترنا فكرة العمل المقبل. من هنا بعد انتهاء عرض مسرحية «زايد والحلم» ثمة مشاريع كثيرة تنتظر الفرقة سواء في لبنان او في العالم العربي او حتى في عواصم عربية.
هناك انطباع بأن أعمال «كركلا» هي عربية اكثر مما هي لبنانية ما تعليقك؟
أعمالنا مبنية على مواضيع عربية وغير عربية، ففي مسرحية «الخيام السود» عملنا على التراث وفي مسرحية «الأندلس المجد الضائع» قدمنا الحضارة العربية وفي مسرحية «أليسار ملكة قرطاج» كانت الحضارة اللبنانية هي المحور وفي «اوبرا الضيعة» كان كل التركيز على الفولكلور اللبناني، يعني نحن نتنقل بين المواضيع ونعطي كل موضوع مقتضياته واجواءه.
كم تعـيشون هـــاجــــس الاستــمرار في النجاح؟
الاستمرار في النجاح امر في غاية الصعوبة، لذا السؤال الذي نطرحه دائما هو «الى اين سنتجه بعد؟» لأن هدفنا ليس تقديم مجرد مسرح راقص او عمل استعراضي راقص، بل ان تكون اعمالنا مرجعا للفن اللبناني العربي، من هنا كركلا طبعا ولهذا السبب المشاهد العربي يجد نفسه في مسرح كركلا، صحيح ان الفرقة هي فرقة لبنانية لكنها تتكل على الهوية العربية والتراث العربي في كل ما تصنعه، وفي كل عمل نعده هناك ابحاث نقوم بها كي نستوحي عملنا.
لماذا تحول مسرح كركلا من مسرح راقص الى مسرح غنائي يجمع بين الغناء والرقص؟
هذا التحول حصل منذ عشر سنوات لان الجمهور العربي يميل الى السمع والاذن اكثر منها الى النظر و«الفرجة»، من هذا المنطلق حاولنا في مسرح كركلا ان نقيم نوعا من التناغم بين العين والاذن ارضاء للبيئة التي نعيش فيها علما بأنه في الغرب يطغى المسرح الراقص على المسرح الغنائي وجمهور المسرح الراقص يفوق جمهور المسرح الغنائي.
تنتظر الفرقة جولة عالمية، ماذا عنها؟
مسرحنا صار معروفا في عواصم عالمية عدة وكما تقدم اي اوبرا او باليه في اي بلد غربي، فان فرقة كركلا تقدم ايضا عروضها على مسارح عالمية وفي شهر مايو سنكون في باريس على خشبة مسرح palais des cengres الذي يعتبر اهم المسارح في فرنسا، كما سنكون في لندن في شهر اغسطس وفي شنغهاي في الصين، كذلك طلبنا منذ اليوم كي نقف على احد المسارح الاميركية في واشنطن في العام 2012، وهذا يعني ان الغرب صار يدرك من فرقة كركلا وما مستواها.
كم يعني لكم الوقوف على خشبة مسارح غربية او عالمية؟
يعنينا لان في ذلك دليلا على ان الغرب بحاجة الى فن مصدره الشرق الاوسط، فالشرق هو منبع الحضارة والفن والابداع والغرب بحاجة الى التعرف الى صورة اخرى غير الصورة السياسية التي طغت على ما عداها في السنوات العشر الاخيرة، والاكيد انه لا يمكن تحقيق تقارب بين الشعوب والحضارات الا من خلال الفن والثقافة والرسالة الانسانية.