مفرح الشمري
اطلالة مميزة لعاصي الحلاني وايهاب توفيق في برنامج «تاراتاتا» في حلقته غدا على تلفزيون دبي والتي تقدمها مريم امين والتي تستضيف ايضا الفنانتين الموهوبتين رويدا عطية من سورية واماني السويسي من تونس.
الحلقة مميزة فعلا بالاصوات الموجودة، باختيار الاغاني كما بالاجواء الحماسية غالبا والرومانسية والحساسية في بعض الاحيان، واثبت الحلاني من خلال هذه الحلقة انه فارس حقيقي للاغنية العربية على مختلف انواعها واشكالها وانغامها واثبت فيها برنامج «تاراتاتا» انه خير قالب يبرز فيه اي فنان حقيقي عريقا كان او صاعدا.
البداية كانت مع عاصي الحلاني وصولو اغنيته «صوت الحدى» تلاها ديو لعاصي الحلاني وايهاب توفيق لعبدالحليم حافظ و«أنا كل ما اقول التوبة».
اللحظة كانت مميزة ومؤثرة، فلكل من عاصي الحلاني وايهاب توفيق مكانته ولونه وطبقته الصوتية والغنائية الخاصة، لذلك ان تراهما يغنيان معا بهذا التناغم وبهذه العفوية والسلاسة دون ان يحاول احدهما منافسة الآخر هو حدث بحد ذاته استمتع فيه كل من حضر تصوير الحلقة تلك الليلة، فرأينا الجمهور متفاعلا ومنسابا ومتحمسا كما لو اننا في مهرجان يحضره عشرات الآلاف من الحاضرين.
وربما ما يميز عاصي الحلاني هو قدرته كفنان على اداء جميع الالوان الغنائية باحساس كبير على حد سواء، فبعد ان غنى عبدالحليم عاد عاصي الحلاني الى اللون الفولكلوري الجبلي اللبناني الذي اشتهر به وانطلق من خلاله في بداياته فأدى مع رويدا عطية اغنية «عالعين موليتين» لسميرة توفيق.
الاغنية الفولكلورية التي غناها عاصي مع رويدا عطية محطة مميزة اخرى في هذه الحلقة اعاد فيها كلا الفنانين زمن نصري شمس الدين وصباح ووديع الصافي في هذه المحطة «دبك» ــــ أي رقص الدبكة ــــ ابن البقاع والتراث اللبناني وزمهرت معه الطبلة وصاح معه الطبل، وقالت رويدا الاوف، فماج معهما الجمهور راقصا ومصفقا ومغنيا في لحظة من الفن النادر رؤيته على شاشاتنا أخيرا.
وعن هذه اللحظة قال عاصي الحلاني في كواليس «تاراتاتا» انها كانت مميزة الى درجة انه عازم على تقديم تعاون غنائي مع الفنانة رويدا عطية ذات الصوت الهدار فيعيدان الى الاغنية التراثية الجبلية بريقها.
بذلك يكون «تاراتاتا» تعدى طابعه الانتاجي الترفيهي ليصل الى هدفه الحقيقي وهو احداث زلزال وضخ دم جديد ورؤية جديدة للفن العربي من خلال جمعه اهم العناصر على مسرح واحد فيختبر هؤلاء ويرون بأم العين الوقع الايجابي لتعاونهم وتترجم هذه الخبرة اعمالا موسيقية وغنائية جديدة وقوية.
وربما تجدر هنا الاشارة الى ان برنامج «تاراتاتا» من خلال جمعه بين النجوم والفنانين الصاعدين الواعدين على مسرحه، يعطي من ناحية دفعا جديدا للفنانين العريقين كما يعطي من ناحية اخرى فرصة للفنانين الشباب للاختلاط مع الذين سبقوهم لاثبات قدراتهم من خلال التعاون الغنائي معهم، فمجال الاغنية العربية اليوم «ملوث» بالتصنيفات الفئوية للفنانين مما يجعل كل «فئة» متقوقعة على ذاتها وغير منفتحة على الآخرين، وهذه حواجز يريد «تاراتاتا» كسرها ليرقى الفن العربي بكل عناصره.
بعد الديو الجبلي، ديو باللهجة الخليجية غناه عاصي الحلاني مع الفنانة التونسية من نجوم ستار اكاديمي اماني السويسي واغنية «ابعاد كنتم» لفنان العرب محمد عبده، اضافة الى اغاني الديو التي تميز طابع «تاراتاتا» كانت مشاركات فردية لفناني الحلقة، فأدى عاصي الحلاني اغنيته من الألبوم الاخير «باب عم يبكي» بلحظة جد مؤثرة ومن ثم اغنية «جن جنوني» اما ايهاب توفيق فقدم اغنيته «الله عليك يا سيدي» كما قدمت اماني السويسي اغنيتها «يلي شايف نفسو».
اما ختام الحلقة فكان كما اراده عاصي الحلاني لبنانيا فولكلوريا وجبليا بامتياز مع تريو «يا مارق ع الطواحين» لنصري شمس الدين مع كل من رويدا عطية واماني السويسي.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )