- بسام الملا ابن منطقتي وأروع أعماله الفنية قدمها عن البيئة الشامية
- عدت بشخصية «أبو أحمد» في الجزء الثالث والرابع ووفاة «صالح» أثرت في الناس بشكل كبير
- المسلسل عبارة عن مجموعة قيم وحبكته الدرامية متقنة وقريبة من القلب
عبدالحميد الخطيب
في إطار حكايته الدمشقية الرائعة التي جذبت قلوب المشاهدين في جميع أرجاء الوطن العربي، يواصل «باب الحارة» سرد قصته من خلال الجزء الخامس، الذي سيعرض خلال شهر رمضان المبارك. الكثير من اللغط والانسحابات عاشها العمل في أجزائه السابقة ورغم ذلك لم يتأثر وظل يحتل المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة التلفزيونية، هذا ما أكده لنا الممثل إبراهيم كيكي، أحد نجوم العمل، الذي جسد شخصية صالح في الجزأين الأول والثاني و«أبواحمد» في الثالث والرابع والخامس. «الأنباء» التقت الفنان إبراهيم كيكي لتعرف منه جديده ونظرته لمسلسل «باب الحارة» وأصدائه وسبب عدم رغبته في الاستمرار بالتمثيل والعديد من الأمور الشائقة التي جاءت في هذا الحوار:
حدثنا عن مشاركتك في مسلسل «باب الحارة».
كانت بالصدفة، فالمخرج بسام الملا ابن منطقتي وقد تربينا معا في البيئة الشامية، ونتواصل بصفة مستمرة، ودائما أمدح وأنتقد أعماله، وهو من جانبه كان يدعوني الى مواقع عمله وأثناء تصويره الجزء الأول من «باب الحارة»، كنت موجودا في سورية، وذهبت للوكيشن التصوير وتحدثت إليه بخصوص مشهد أداه أحد الكومبارس في مسلسل «ليالي الصالحية» بطريقة خاطئة، فما كان منه إلا ان قال لي أريدك أن تعمل معي في «باب الحارة» وبالفعل اشتركت معه والمفاجأة هي ان أول مشهد لي كان «ون شوت» وقد جمعني مع الفنان الكبير عبدالرحمن آل رشي، حيث جسدت دور ابنه «صالح». وأشكر الملا على ثقته التي وضعها فيّ لأداء هذا الدور.
لكن شخصية «صالح» انتهت مع الجزء الثاني؟
بالفعل لأن «صالح» توفي ما اثر في الناس بشكل كبير، وقد عدت بشخصية جديدة في الجزأين الثالث والرابع وهي «أبواحمد» احد الثوار، واسمها بالأساس «أبوحطب» وللعلم مشاركتي في «باب الحارة» فقط من أجل الذكرى.
ماذا تعني بالذكرى؟
أقصد انني لا أفكر في الاستمرار بالتمثيل لأن لدي عملي الخاص الذي أعشقه جدا.
ألم تعرض عليك أعمال اخرى؟
لدي الآن عمل عن البيئة الشامية أيضا وآخر باسم «أبوبدر» احد شخصيات «باب الحارة» الكوميدية، لكني أخاف من أن يتضارب عملي بالتمثيل مع عملي الخاص، فبعد هذه السنوات الطويلة لا أستطيع التضحية بعملي الذي أسسته منذ ثلاثين عاما في الكويت وبالإمكان ان أشارك في أعمال فنية لكن ليس على حساب عملي الخاص.
ضيف شرف
تعني بكلامك اننا لن نراك في الجزء الخامس من «باب الحارة»؟
لا، سأكون موجودا لكن كضيف شرف بعد أن اعتذرت للمخرج بسام الملا عن أداء دوري في هذا الجزء وكان يتضمن 60 مشهدا لعدم مقدرتي على التفرغ للتصوير وقد تفهم الملا عذري وقبله.
كيف ترى «باب الحارة» وأصداءه؟
المسلسل عبارة عن مجموعة قيم ومخرجه بسام الملا، كما ذكرت سابقا، هو ابن البيئة الشامية وقد كتب عنه الكثير في هذا الخصوص وأروع أعماله الفنية قدمها عن البيئة الشامية ولاقت صدى كبيرا، وبالنسبة لـ «باب الحارة» فقد حالفه التوفيق واجتمعت عدة عناصر ساعدت على النجاح ولا أعتقد ان هناك مسلسلا عربيا حظي بهذه الجماهيرية العريضة المنتشرة من المحيط الى الخليج، هذا بالاضافة الى ان «باب الحارة» أزال الحواجز النفسية لدى المشاهد العربي لخلوه من الإسفاف والابتذال فهو مناسب لكل أفراد الأسرة لأنه مليء بالقيم التي اشتاقت اليها الناس، هذا الى جانب حبكته الدرامية المتقنة والقريبة من القلب والخالية من التعقيد، فالمسلسل عبارة عن حدوتة دمشقية خفيفة بقالب عربي.
دراسات
لكن هناك أعمالا مشابهة عرضت على الشاشة....
(مقاطعا) لكنها ليست بقوة «باب الحارة»، وأتذكر انني قرأت بالصحف ان هناك رسالة دكتوراه قدمت حول «باب الحارة» بجامعة الكويت وأخرى في إيطاليا وان العدو الصهيوني أجرى دراسات حول ظاهرة «باب الحارة» كما انه أثناء عرض حلقات «باب الحارة» كانت الشوارع خالية، فـ «باب الحارة» فتح أبوابا كثيرة كانت مغلقة.
ماذا تعني بأبواب مغلقة؟
اولا رفع اجر الممثل السوري وساهم في انتشاره بصورة اكبر والجزء الثالث عرض في تونس وليبيا ويكفي ان المسلسل مازال يمثل المرتبة الأولى حتى الآن كما ان المشاركين فيه جميعهم اصبحوا نجوما دون استثناء.
لكن الكثير يرى ان «باب الحارة» بعد الجزءالثاني بدأ يفقد بريقه خصوصا بعد اللغط الذي دار بين المخرج والكاتب؟
اعتقد ان ما قيل ليس كل الحقيقة وكل مسلسل ناجح يدور حوله اللغط وانسحاب الفنانين وارد في العمل الفني وامر طبيعي لكن ما يحدث مع «باب الحارة» هو لانه مسلسل لامع وأي حديث عنه يحدث ضجة والناس تتناوله باستمرار.
لكن هناك شخصيات خرجت وعادت بشكل آخر؟
لم يحدث إلا مع عباس النوري وللعلم لم يكن هناك جزء ثالث من هذا العمل فهو عبارة عن جزأين فقط، ولم يكن اسمه «باب الحارة» وانما «عودة سعاد» وكان يناقش قضية الطلاق في البيئة الشامية القديمة لكن مع الحاح «mbc» على وجود جزء ثالث لاستثمار نجاح الجزء الاول والثاني دار بعض الحوار بين المخرج والمؤلف الذي لم يكن عنده استطاعة لكتابة جزء ثالث لانشغاله باعمال فنية اخرى حيث تم الاتفاق مع مؤلف آخر وبالفعل تصدى للكتابة ونجح.
وماذا عن خروج سامر المصري؟
الشخصيات في العمل ملك المخرج ورؤيته هي التي تتحكم في مجريات الاحداث وخروج سامر المصري قد يكون بسبب ارتباطه باعمال اخرى واي شيء آخر امر وارد.
هل تعتقد ان «باب الحارة» محارب؟
لا تقذف بالاحجار الا الشجرة المثمرة، وهناك اناس كثيرون انتقدوا العمل ولم يعجبهم واخرون اشادوا به وبأبطاله ومخرجه واتذكر عندما حضر ابطال المسلسل الى الكويت حيث كرموا تقابل المخرج بسام الملا مع احدى الصحافيات التي قالت له «نحن منذ زمن بعيد ونسمع يقولون الشام شامك حتى لو الزمن ضامك» فعلقت بذهن الملا وانهى بها الجزء الثالث وبالفعل كان لها تأثير السحر ودغدغت مشاعر الناس في الوطن العربي، وللعلم هناك اناس قالوا ان المسلسل حارب المرأة، وآخرون قالوا انه اظهر المرأة بشكل جميل وكلها في النهاية وجهات نظر لا تتعارض مع النجاح الكبير للعمل.
لكن هناك اعمالا تناقش البيئة الشامية.
«باب الحارة» احدث حراكا كبيرا في الدول العربية كلها وهذه النوعية والاعمال ليست موجودة في سورية فقط بل في الخليج ومصر حيث بدأت هذه البلدان في عمل مسلسلات تناقش بيئتها واصبح هناك احساس بان العالم العربي يحتاج الى توعية المسلسلات التي تحيي قيم الماضي الجميل واعتقد ان العام الماضي كانت هناك ثلاثة او اربعة اعمال نجحت.
شخصية النمس
هل تؤمن بتأثر الدراما على المشاهدين؟
اكيد واتذكر انني في الجزء الرابع رأيت احد الاطفال يقلد شخصية «النمس» التي اداها مصطفى الخاني والتي حصل عنها على جائزة الممثل العربي الاول متفوقا على كثير من الفنانين العرب وذلك دليل على ان المسلسل خال من الاسفاف والابتذال وتقليد شخصياته لا يضر بالقيم والاخلاق.
وكيف ترى الدراما السورية؟
اصبحت مقبولة عند الناس وبها اعمال سنوية قوية ويكفي ان المسلسلات التركية لاقت نجاحها من خلال اللهجة السورية ولا انكر انه من خلال كلامي تواجد الدراما الكويتية والخليجية التي تنتج سنويا اقوى المسلسلات وكذلك الدراما المصرية صاحبة التاريخ الطويل والتي يتابعها كل الناس بالوطن العربي.
ما الذي اعطاه لك الفن؟
يكفي انني تعرفت على نجوم سورية الكبار والآن اصبحنا اصدقاء وعلى تواصل مستمر ومن خلال «الأنباء» اشكرهم على دعمهم لي وسعدت بالعمل معهم وللعلم دخولي للفن لم يكن بسبب المادة ولا الشهرة لكنها تجربة احببتها واتمنى ان اكون وفقت فيها.
هل اعمالك الخاصة كلها بالكويت؟
نعم ولدي شركة في سورية واخرى في دبي فانا اقطن الكويت منذ ثلاثين عاما وقد كون هذا البلد الكثير من شخصيتي واصبحت لا اطيق البعد عنه نهائيا.