مفرح الشمري
اختتمت فرقة «إنانا السورية» للمسرح الراقص مساء أمس الأول أنشطة مهرجان الموسيقى العاشر بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي والسفير السوري علي عبدالكريم وجمهور كبير الأغلبية منهم تابعت استعراضات الفرقة وقوفا لعدم وجود كراسي شاغرة في مسرح متحف الكويت الوطني.
بدأت المسرحية الاستعراضية بكلمات ترحيبية من عريفتها فاطمة الحسينان ومن ثم كرم مدير المهرجان محمد العسعوسي مدير فرقة «إنانا السورية» جهاد مفلح بتقديم درع تكريمية تقديرا لمشاركتهم في هذا المهرجان كما كرمه رئيس الجالية السورية وذلك لانجازات هذه الفرقة من المحيط الى الخليج.
وبعد ذلك قدمت الفرقة استعراضها المسرحي الذي كان بعنوان «السندباد.. رحلة الارجوان» والذي كشفت من خلاله «المستور» من خلال رحلة سندباد سوري يزور الصين على ظهر سحابة فيشهد اكتشاف طريق الحرير وولادة حب توج بزواج بين الأميرة الصينية التي اكتشفت «الحرير» مصادفة وبين أمير هندي يحمل على أكتافه حضارة بلد له موروث وتاريخ طويل، ولم يكتف «السندباد» عند ذلك فيزور بلاد فارس التي تدور فيها حرب ضروس بين الفرس والبيزنطيين وذلك للسيطرة على طريق «الحرير» والتفرد بتجارته.
ويواصل «السندباد» رحلته الى اليونان ليقدم اعضاء الفرقة الذين يفوق عددهم أكثر من 60 شخصا حكاية خطف «باريس» الأمير الطروادي لهيلين الأميرة الاغريقية مع ايضاح ما جرى من وراء هذا الخطف الذي حدثت من أجله «حرب طروادة» تلك الحرب التي راح ضحيتها العديد من الأرواح بينما ظل زوربا سليل الاغريق يسخر من هذه الحرب عبر رقصته الشهيرة وفلسفته الأشهر التي قوامها تمجيد الحياة وحبها مهما كانت الخسائر.
ويستمر السندباد رحلته فيدخل الأندلس مع القائد طارق بن زياد ليشهد فيها تمازج الثقافتين العربية الإسلامية والاسبانية وكان ثمار هذا التمازج ولادة الموشحات الأندلسية والتي قدمها اعضاء الفرقة باقتدار.
وبعد ذلك يزور «السندباد» مصر ويشهد طقوس مسرحية يستعيد فيها حكاية فرعونية قديمة مع أهل مصر، ومن ثم يدخل بلاد الشام في لحظة انتصار سيف الدولة الحمداني على أعدائه واستقباله للوفود العربية التي جاءت لتهنئته على هذا النصر العظيم.
ولم ينس «السندباد السوري» ان يزور الخليج العربي الزاهي بعاداته وتقاليده الجميلة في البر والبحر وقد جسد اعضاء الفرقة هذا المشهد بإتقان شديد خاصة في مشهد تناغم حياة الصحراء والبحر في خليج العرب والذي صفق له الجمهور كثيرا.
وكان «السندباد السوري» يحمل معه في أي مكان يزوره دعوة لزيارة بلده «سورية» وذلك للاطلاع على تاريخها المكتوب بدم وعرق وجهد أبنائها.
وفـــي تصريـح خاص لـ «الأنباء» أكد مدير الفرقة جهاد مفلح انه سمح لكاميرات تلفزيون الكويت بتصوير هذا العمل من دون مقابل وذلك لأنه يعتبر الكويت وأهلها لهم خصوصية لديه لأن الكويت كانت من أولى الدول الخليجية التي عرضت فرقته فيها عروضها الاستعراضية.
وتمنى جهاد ان يكون عرض «السندباد.. رحلة الأرجوان» نال اعجاب الجمهور رغم الظروف التي مر بها بعد تغيير المسرح حيث كان من المقرر ان يعرضوا في مسرح الدسمة ولكن لأعطال أجهزة التكييف فيه تم عرض العمل في مسرح متحف الكويت الوطني.
يذكر ان عددا من الفنانين السوريين شاركوا في هذا العمل من خلال صوتهم وهم: صباح عبيد، فاروق الجمعات، عبدالمنعم عمايري، عبدالمؤمن الحسن، رشا رزق وآخرون.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )