شن صحافيون ومدونون عمانيون حملة نقدية على مسلسل «درايش» الذي تعرضه الفضائية العمانية، في وقت طالب فيه كتاب المنتديات بإيقافه لأنه لا يمثل واقع الحياة الاجتماعية في عمان.
ويتكون المسلسل من 30 حلقة تناقش بالنقد قضايا يومية يعيشها المجتمع العماني.
وأثارت حلقة صورت المعلم العماني بشكل كاريكاتيري سطحي المعرفة حفيظة العاملين بمهنة التدريس في عمان، ما جعل الكثيرين يطالبون في منتديات حوارية ومجموعات (جروبات) على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باعتذار رسمي.
وكان المسلسل نفسه قد حظي بإشادة شعبية في جزئه الأول لأنه استطاع بجرأة انتقاد مؤسسات حكومية ومسؤولين في البلد، الأمر الذي جعله يوصف حينها بأنه أجرأ عمل درامي ينتجه التلفزيون الحكومي. ويخرج العمل السوري محمد وقاف الذي عرف سابقا بأنه مخرج أفلام وثائقية.
وترى الفنانة شمعة محمد أن أسباب ضعف العمل هذا العام تعود إلى ضعف بعض النصوص، وعدم اهتمام الممثلين بتطوير أعمالهم، وأضافت قائلة: الذين ينتقدون المسلسل في المنتديات الحوارية يطالبوننا بنقد عميق جدا ونحن ما زلنا مجتمعا لا يتقبل النقد العميق».
وتضيف: «هناك ممثلون يشاركون في الدراما العمانية من أجل الظهور فقط، فهم لا يملكون موهبة حقيقية ولا يشتغلون من أجل تطوير أنفسهم.
ويتحدث الكاتب والروائي محمد سيف الرحبي الذي دخل مؤخرا غمار الكتابة الدرامية عن تعامل الرقيب مع مسلسل درايش بالقول: الرقابة حاصرتنا بقوة في بدايات الاشتغال بهذا المسلسل، وفي الجزء الثالث تحسن الوضع إلى حد كبير، رغم أن مقص الرقيب عمل بصورة واضحة، خاصة باتجاه النقد الموجه للجهات الرسمية، لكن «مرقت» بعض الأفكار الجريئة التي عرضت للمرة الأولى في الدراما العمانية كصراع الأعيان في المدن والقرى على توزيع الأراضي الجيدة فيما بينهم والحديث عن الوالي وانتخابات مجلس الشورى وما يحدث فيها من جوانب سلبية.
ويستدرك قائلا: طلبت من وزير الإعلام وفي وجود مسؤول الرقابة أن يخفف الرقيب يده عن أعمالنا، ودافعنا عما كتبناه وكان هناك تفهم كبير منهم.
ورأى الرحبي أن مشكلة المسلسل تكون في النصوص أحيانا، وقال: أحيانا يكون ضعف العمل بسبب النصوص وعدم وجود كتاب محترفين للأعمال الدرامية، والقوة تبدأ من النص الجيد ليكتمل مع المخرج والممثل المؤدي لهذه الأدوار وكلها تكاملية، وللأسف هناك خلل في التمثيل يضعف بعض الحلقات ويحيد بها عن طريق التألق.
من جانبه، يتحدث النجم العماني سعود الدرمكي أحد المشاركين في المسلسل عن الهجمة التي يتعرض لها المسلسل في المنتديات الحوارية فيقول: نقد المنتديات نقد هدام بالضرورة. ورغم أن الدرمكي يرى أن هناك حلقات عرضها المسلسل كانت جيدة إلى حد ما إلا أنه يقر بضعف الحلقات الأخرى، منتقدا حتى معالجة المسلسل لبعض القضايا التي تناولتها الحلقات. ويطالب الدرمكي بوجود مشرف عام يتابع ما يمثل قبل عرضه، مشيرا إلى أن الرقابة غالبا ما تبحث عن نقاط بعينها ولا يعنيها ضعف العمل من قوته.
ويقول الدرمكي: «بعض الحلقات تسيء فعلا للمواطن العماني فهي تشوه صورته وتحصره في قالب كاريكاتيري لا يمثله مرجحا ضعف أداء الممثلين إلى الاعتماد على أسماء جديدة لا تملك الكثير من الموهبة فيما لم يتم استدعاء أسماء لها مكانتها، والبعض طلب الاشتراك فيما كان قد وقع عقودا مع فضائيات خليجية أخرى.
ويتريث الفنان صالح زعل الذي شارك في بعض حلقات المسلسل في حذر واضح في الحكم على المسلسل قبل نهايته فيقول: أفضل أن أشاهد العمل كاملا وبعد ذلك يمكن لي أن أتحدث عن تقييمه، في وقت لا يبدو أن الأمر سيستمر فيه حتــى نهايـة العمــل حيث انتقل النقد من المنتـديات الحوارية على الشبكة العنكبــوتية إلــى الصحـف الحكومية والخاصة.