- أي ممثلة من غير طراز سعاد عبدالله لم تكن لتقوى تمثيلياً على التعامل والتفاعل مع هذا الكم من المشاكل المنهالة بهذه السرعة
المحرر الفني
.. وبينما يستمر الجدل نواصل حديثنا عن مسلسل «زوارة الخميس» الذي أدخل بجدارة الأعمال المحلية هذه السنة على قائمة المسلسلات الرمضانية الجدلية من طراز «زهرة وأزواجها» و«ما ملكت أيمانكم» و«العار».. وغيرها.
اللافت انه مع دخول المسلسل حلقاته العشر الأخيرة تستمر الإثارة بوتيرتها التصاعدية نصا وإخراجا وتمثيلا مع مزيد من الخيانات والشكوك والعقد النفسية المتفجرة.
وتعكس التعليقات من جدية وساخرة يوميا في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والإنترنت وعبر أجهزة «البلاكبيري» المزاج العام للجمهور وردات فعله إزاء التطورات.
ومع عدم قدرة منزل «الأجيال الثلاثة» على الاتساع لمزيد من الساكنين الذين تفرض ظهورهم العلاقات الغرامية المتشعبة لأبطال المسلسل، شاهدنا وفاة الزوجة الثانية لسعود (خالد البريكي) خلال الولادة مترافقة مع صدمة الجدة موزة (سعاد عبدالله) بما جرى، وتحذيرها له من ان تعلم زوجته الأولى أمينة (مرام) بالخبر وهي المرأة الحادة الطباع «النسرة» التي تبرع مرام في تجسيد دورها.
ويبدو أن اتفاق أحمد (مشاري البلام) مع زوجته الجديدة على إبقاء زواجهما بعيدا عن منزله وعائلته سيجنب العائلة تخصيص مكان لها أيضا!.
وساعد انقطاع الكهرباء موزة على ضبط مكالمة ابنها الثالث فيصل (حسين المهدي) وهو يعد بالزواج احدى الفتيات التي ساعدها صدفة خلال حادث مروري قتل خلاله صديقها لتكون زوجته الثانية هو أيضا، وكان يتحدث وهو على بعد أمتار من زوجته الأولى في المنزل! أداء المهدي العفوي أعطى جدية للموقف رغم انه لم يكن مضطرا لإطلاق وعد بهذه الخطورة والسرية في المكان الذي كان فيه.
وتزامنا مع ذلك، تزداد شكوك المحقق مرزوق (خالد أمين) في زوجته دلال (لمياء طارق) بعد تلقيه رسائل عن خيانتها له، ثم عثوره على أدوات بينها برقع وحبوب لمنع الحمل قرب سريرها دستها فتاة انتقاما منه بعدما فضح علاقتها الغرامية بصديقها ما تسبب في وفاة والدها. ووصل الشك بمرزوق إلى حد التبول على نفسه في مشهد غريب على محقق يفترض أنه معتاد على كل أنواع المفاجآت.
يحدث ذلك بينما يعترف الابن الجعدة «عز» (حمد العماني) بمسؤوليته عن إعاقة شابة عندما صدمها بسيارته ليزيد من ارتفاع جبل الهموم الجاثم فوق صدر موزة.
وأخيرا وليس آخرا فإن مأزق ابنة موزة الوحيدة شاهة (بثينة الرئيسي) التي عادت الى ذمة طليقها سرا لتقع فريسة لابتزازه من جديد لا يقل مأساوية عما سبق.
مسكينة موزة وحدها تتلقى الصدمات بينما يهيم زوجها ثنيان (محمد المنصور) لحظة بعد لحظة في الظلام والنور بحب أختها اللعوب نادية (إلهام الفضالة).
هذا غيض من فيض مما يواجه موزة في قصة تستحق معها دخول موسوعة «غينيس» كأكثر أم تواجه مشاكل أسرية في العالم رغم انها أم صالحة وطيبة!
رغم مبالغة الموقف نجد أنفسنا مشدودين لمعرفة ما ستقرره لنا الكاتبة هبة حمادة من مخارج وحلول لكل هذه المشاكل، بعضها يرتبط بشخصيات جديدة تقتحم مسار الأحداث ومنها ابن شقيق ثنيان (عبدالله الزيد) الذي شاء له القدر ان يستقبل كطبيب أسنان زوجة عمه موزة وابنتها في عيادته حيث عرفنا ان والده فقد حقوقه على يد أخيه ثنيان، وربما يكون الموبايل الذي نسيته ابنة عمه المحطمة قارب النجاة من مأساتها مع زوجها الخائن (القذر بحسب وصفها) الذي ضبطته مع عشيقته في منزلهما الزوجي!
باعتقادنا ان أي ممثلة من غير طراز سعاد عبدالله لم تكن لتقوى حتى تمثيليا على التعامل والتفاعل مع هذا الكم من المشاكل المنهالة بهذه السرعة من كل حدب وصوب.
وبالمقارنة مع العديد من المسلسلات الرمضانية العربية المعروضة حاليا نجد ان موضوع تعدد الزوجات خاصة في صفوف الشباب حتى ممن يعتمدون في معيشتهم على أهلهم قد أصبح أمرا مألوفا ومشتركا ومطروحا على نطاق واسع.
سيل عبارات القذارة والخيانة والتحقير يذكرنا بالمسلسلات الغربية المدبلجة أو المترجمة، وعرض المسلسل مدبلجا في المكسيك أو البرازيل أو حتى الولايات المتحدة لن يكون ذا وقع غريب على المشاهد هناك في ظل تشابه الكثير من القصص مع ما يدور في تلك المجتمعات!.
واقرأ ايضاً:
«زوارة الخميس» على منصة الرقابة.. الشعبية
هل نشاهد «ليلة عيد».. أم نتابع حياة؟
«ساهر الليل».. تصوير واقعي لرومانسية زمن مضى
كاتب في العشرينيات أعاد الجمهور إلى حقبة الستينيات