أحمد الوسمي
يمتلك الفنان الكوميدي طارق العلي قدرة كبيرة على انتزاع البسمة من شفاه المشاهدين بسبب خفة دمه وعفويته والكاريزما التي يحظى بها كفنان خفيف الظل، فعلى الرغم من أن الكثير يعتبرونه فارس المسرح بلا منازع إلا أن العلي في كل رمضان يحاول تقديم عمل كوميدي يجمع بين الترفيه للمشاهدين من جهة ورسالة تحمل الكثير من القيم و«الأجراس» التي تدق أمام العديد من الجهات المعنية، وفي رمضان 2010 قدم لنا العلي مسلسله الكوميدي «زمن مريان» الذي اعاد ظهور العلي كممثل يحمل في داخله طاقة لم تستغل بعد. وحسنا فعل العلي عندما حرص على ان يكون «زمن مريان» مسلسلا متصل الحلقات بحيث يظل المشاهد في حال انتظار مستمر للأحداث، في «زمن مريان» يقدم العلي نموذجا للمواطن ذي الطبقة الاجتماعية المحدودة، المواطن الفقير الذي يتعرض للظلم والاضطهاد بسبب الآخرين، ويحمل المسلسل الذي كتبه أيمن الحبيل قضية مهمة وهي الفروقات الطبقية وسيطرة «الفوق» على «التحت» وكيفية التحكم بهم، إلى جانب حالة الغضب التي تظل بداخل المظلوم، فما ان خرج مريان من السجن الذي زج به فيه ظلما حتى صار أكثر قوة ورباطة جأش ليلعب دور الكبار واثر ذلك على المواطن العادي.
على صعيد الاداء التمثيلي برز بشكل واضح في المسلسل طارق العلي الى جانب جمال الردهان الذي كشف عن جانب ربما ظل خفيا لسنوات، نعم سبق له ان قدم أكثر من مسلسل كوميدي لكن في «زمن مريان» كان لـ «اللوك» الذي ظهر به «الكاركتر» الاثر الكبير في نجاح شخصيته كما ان العلي في كل عام يفسح المجال امام الفنان احمد الفرج الذي يملك طاقة كوميدية كامنة وشاهدناه في أكثر من مسلسل كممثل كوميدي أما في «زمن مريان» فقد اجاد تجسيد الشخصية العراقية بحرفية كبيرة، ولا نغفل الفنان محمد العجيمي وخالد العجيرب الذي كان من الأولى بالفنان طارق العلي ان يستثمر موهبته بشكل اكبر في حين ان الفنانة هند البلوشي كانت جيدة لكن يعيب أداءها الأسلوب الذي يشبه الى حد كبير الممثلة هيا الشعيبي. وبلا شك عندما نتحدث عن النص فكلمة حق تقال ان المؤلف أيمن الحبيل يعرف ما يناسب طارق العلي وهذا التعاون يضاف الى مجموعة من التعاونات المسرحية التلفزيونية، والجميل في «زمن مريان»، اعتماده على كوميديا الموقف وابتعاده كليا عن الكوميديا المصطنعة. ويظل في النهاية ان مسلسل زمن مريان انضم الى مجموعة من المسلسلات الكوميدية الناجحة لكن ذلك لا يعني انه لم يكن خاليا من بعض السلبيات أو الهفوات.