عبدالحميد الخطيب
«يا زهور ارقصي.. وانشري كل العبير.. يا طيور غردي.. واملئي الدنيا سعادة.. صحبنا يا أهلنا.. شاركونا فرحنا.. انها فرحة كبيرة.. عيد ميلاد الأميرة».
بهذه الكلمات بــدأت أحـــــداث مسرحية الأطفال الهادفـــــة «الفارس وأميرة الغابة» والتــــــي قدمتها فرقة الجيل الواعي على مسرح الجمعية الثقافية بميدان حولي فترة العيد وتستمر حتى الجمعة المقبل.
الصورة لقصر كبير وسط الغابة تحيط به الزهور والأشجار يعيش فيه حاكم طيب يحبه شعبه فيأمر بأن تتزين المدينة لتحتفل بعيد ميلاد ابنته الأميرة وردة لكن تخرج الأميرة من القصر وتعتلي احد أبراج المراقبة فتقابلها الساحرة العجوز التي تقنعها بأن تستعمل المغزل فتصاب يد الأميرة وتنزف دما ويصل سحــــر العجوز إليها والى المدينـــــة كلها فتتحول الى مكان ملـــــيء بالأشواك وينام كل سكانها.
وسط هذه الأحداث لا ينجو إلا مساعد طباخ الحاكم الذي تسخره الساحرة العجوز لكي يخدمها وفجأة يظهر الفارس الذي يبحث عن قصر «الوردة الشوكية» لإنقاذ الأميرة من السحر الذي أصيبت به لكن تتصدى له الساحرة العجوز ويدور بينهما نزال بالسيوف ينتهي بمقتلها ويدخل الفارس الى القصر ويوقظ الأميرة وكل سكان المدينة وتعود الحياة الى طبيعتها وتنتهي المسرحية بزواج «الفارس من أميرة الغابة».
مفردات
يمكن القول إن المسرحية تجربة أولى ناجحة لفرقة الجيل الواعي وعمل خصب مليء بالمفردات المسرحية التي نفذت بطريقة منظمة وجاءت لتحاكي خيال الطفل وتجذب انتباهـــــه من خلال حثه على مراقبـــــة العالم الافتراضي الذي أمامــــه وتوقعه للاحداث المستقبليـــــة للقصة وهو ما يعتبر في مسرح الطفل السهل الممتنع خصوصـــــا ان اختراق مخيلة الطفل ليس بالامر الهين.
ويحسب للإخراج اعتماده على البساطة وعدم المبالغة وتقديم إبهار مسرحي مدروس، معتمدا على أغاني رائعة وديكورات مليئة بالمؤثرات البصرية والألوان الزاهية إضافة إلى استخدام السينوغرافيا والبلاي باك الذي اعطى وضوحا في حديث الممثلين ما خدم القصة فوصل هدفها بسلاسة إلى الأطفال.
صدى كبير
بعد انتهاء المسرحية التقت «الأنباء» المشرف على العرض د.حسين المسلم الذي قال: «الفارس وأميرة الغابة» أول مسرحية جماهيرية لفرقة الجيل الواعي وأردنا من خلالها ان يتعرف الناس على ما نقدمه من فن والحمدلله التجربة نجحت ولاقت صدى كبيرا وأعجبت الجمهور في ظل وجود أعمال مسرحية للأطفال عبارة عن «سلق بيض» ويكفي ان الناس قالوا لنا «هذا المسرح الذي نريده لان به جمال ومتعه وهدف»، معربا عن سعادته بالمسجات التي تصل من الجمهور الذي حضر المسرحية له وإلى جميع أعضاء الفرقة، وقرأ منها رسالة وصلته من معجب بالعمل وقصته قال فيها «يعطيكم العافية على الانتاج المبهر والسخي، أطفالنا استأنسوا كثيرا وتميزتم بحجاب الممثلات، نتمنى ان تزيد هذه الأعمال الهادفة للصغار والكبار مستقبلا».
لغة عربية
وأضاف: العمل قصته أسطورية ترمي احداثها الى الواقع الذي نعيشه لذلك اخترنا ان يكون الحوار فيها باللغة العربية واعتقد ان ذلك لم يكن عائقا امام الأطفال الذين تفاعلوا بشكل كبير مع أبطال المسرحية أثناء العرض، مشددا على ان «الجيل الواعي» لن تنتظر فترة الاعياد فقط لتمتع الناس بالأعمال المسرحية الهادفة وانما ستعمد الى تقديم عروض متنوعة للأطفال طوال العام مثلما يفعل الفنان طارق العلي الذي يقدم مسرحا للكبار وانهم يستعدون لعمل جماهيري جديد سيعرضونه قريبا، مشيرا الى ان الفرقة تهتم بطبيعة العرض ولا تهدف للربح المادي ولكن تسعى الى تقديم مسرح يحترم نفسه ويحترم الناس.
معدن طيب
واستطرد: للأسف طلبنا من احد أعضاء الفرقة والذي ظهر بالتلفزيون مؤخرا ان يشارك في بطولة العمل لكنه خاف من التجربة ولم يكن معدنه طيبا وتنكر لزملائه الذين صنعوا نجوميته واعتذر في اللحظة الأخيرة وكاد ان يضعنا في مأزق، لكن تداركنا الموقف وقدمنا العرض على أفضل ما يكون، متمنيا ان تنال أعمال «الجيل الواعي» اعجاب الجمهور في كل مكان.
الجدير بالذكر ان المسرحية عرضت تحت اشراف د.حسين المسلم ومن إخراج حسين سالم وتأليف د.فايق الحكيم وبطولة عصام الكاظمي (الحاكم) وفاطمة الطباخ (الساحرة العجوز) ورشا فاروق (الأميرة وردة) ومحمد المسلم (الفارس) وإبراهيم الشيخلي (مساعد الطباخ) وعدد من الوجوه الشبابية والاطفال الموهوبين.