مفرح الشمري
متى نشاهد الفنان المصري محمد سعد في فيلم سينمائي يحمل قيمة فنية بعيدا عن التخبط الذي يعيشه منذ سنوات؟ هذا السؤال خطر في بالي وأنا أشاهد فيلمه الاخير «اللمبي 8 جيجا» المعروض حاليا في دور السينما المحلية والذي أحيا من خلاله محمد سعد شخصية «اللمبي» لحصد إيرادات كبيرة حتى يعود للمقدمة بعد أن ابتعد عنها لسنوات!
فيلم «اللمبي 8 جيجا» رغم ان فكرته جديدة على السينما المصرية فإنها قديمة بالنسبة للسينما العالمية، حيث قدمها المخرج الصيني جوفو من خلال فيلمه «باي شيك» الذي عُرض عام 2003 وهو من قصص افلام الخيال العلمي وحقق ايرادات كبيرة بالسينما في ذلك الوقت لاعتماده على الإبهار إضافة الى الأداء الجميل لبطله بن أفليك ولكن «اللمبي» لم يقدم في فيلمه الأخير إلا بعض الأفيهات المستهلكة التي حفظها جمهوره عن ظهر قلب رغم التصريحات الصحافية التي اطلقها القائمون عليه قبل عرضه بأنه سيشهد عودة محمد سعد للقمة بعد ان ضاعت منه في السنوات الماضية.
لكن تلك التصريحات تبخرت بعد عرض الفيلم، حيث اكتشف المشاهد تدخلات محمد سعد في أي لقطة دون اي دواع فنية وبأفيهات مكررة ويمكن وصفها أحيانا بالمملة.
ظروف اجتماعية
الفيلم يدور حول محام فقير يعاني من ظروف اجتماعية ومالية قاهرة يستغله احد دكاترة الأعصاب ليجرب عليه اختراعه في زرع «شريحة» في كتفه يحمل عليها كمية من المعلومات الخاصة بشغل المحامي تصل الى 8 جيجا ليتغير حاله ويصبح غنيا ومحاميا مشهورا و«يدوس» على اقربائه لتحقيق طموحاته الى الدرجة التي ينسى معها فضل الدكتور عليه بعدما تنكر لوعده بأن يظهر معه في مؤتمر للإعلان عن نجاح الاختراع، الأمر الذي يدفع الدكتور للانتقام منه بإرسال فيروس يدمر الشريحة المزروعة في كتفه ليتحول بعدها الى طفل صغير نتيجة المضاعفات التي حدثت له من ذلك «الفيروس» لتنتهي بعد ذلك أحداث الفيلم.
هذه النهاية المؤسفة لم يقتنع بها الجمهور خاصة انهم كانوا يتوقعون من محمد سعد ان يقدم لهم وجبة فنية دسمة في فيلمه الذي كان يراهن عليه.
ايرادات
مشكلة محمد سعد انه هو الذي يخطط ويفكر ويقرر وينفذ أفلامه دون اللجوء الى فريق عمله وعلى رأسهم المخرج، وذلك لأنه ربما يفكر فقط في تحقيق اعلى الايرادات بعد ان خفت نجمه في السنوات الماضية دون تقديم رسالة للجمهور من خلال افلامه لأن همه الأول والوحيد ان يضحك الجمهور على ما يقدمه في افلامه، وبهذا يعتقد انه وصل للقمة وهذا ما فعله في فيلمه الأخير بلجوئه الى شخصية «اللمبي» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أن شريحته الجديدة طلعت «بُط»!