عبدالحميد الخطيب
حالة شديدة من الاستياء انتابت الفنان عبدالعزيز المسلم اثناء حديثه مع الصحافة التي دعاها لمشاهدة عرض مسرحية «ليلة رعب» للوقوف على أحداث المسرحية وللرد على ما تناولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ورسائل المحمول عن إساءته للشيعة.
رد المسلم جاء هجوميا وحمل عدة دلالات لعل أبرزها تشديده على انه من الفنانين الذين يقدمون أعمالا ترسّخ القيم الوطنية والمحافظة على تماسك الكويت وأيضا انه يتعرض لحرب شعواء للنيل منه ومن نجاحه فنيا، حيث قال: للأسف واجهت مسرحية «ليلة رعب» حملة مضللة عبر بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ورسائل النقال، وهو أسلوب لم تعتد عليه اعمالنا في الكويت أو الوسط الفني، وكنت أتمنى ممن قاموا بهذا السلوك غير السوي ألا يتعرضوا للأشخاص والطوائف لأن هذا من شيم ضعاف النفوس.
وأضاف: الذي لا يعلمه هؤلاء ان نص المسرحية مجاز من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب واذا كان به إساءة لأي أحد لمنع من العرض، كما ان «ليلة رعب» بها فنانون شيعة وأعتقد انها لو حملت إساءة لهم لما شاركوا فيها، ملمحا الى ان المسرحية مسجلة بالفيديو من اول عرض لها، متحديا اي احد أن يخرج من أحداثها مشهدا واحدا يسيء الى اي طائفة بالكويت.
وأوضح المسلم ان موضوع تهديد النواب بمنع عرض المسرحية هو إشاعة ولا أساس له من الصحة، مؤكدا ان الذين يروجون لمثل هذه الاشاعات هم قلة ولا يملكون دليلا وبرهانا على ما روجوا اليه.
وقال: للأسف استخدموا حيلة رخيصة لا يصدقها احد وتناولوا علاقتي مع الاخوة الشيعة الذين تربطني بهم صلات قوية، فلم يخطر على بالي ان يأتي اليوم الذي يردد هذا الكلام تجاهي.
مشددا على انه كان ومازال وسيظل مدافعا عن منهجه وأعماله وأفكاره التي يقدمها والتي تراعي حرمات الناس وخصوصياتهم وتساهم في بناء وتطوير المجتمع والأسرة الكويتية دون تفريق.
وأضاف قائلا: اعلم ان هذه ليست الإشاعة الأولى ولن تكون الأخيرة، وأتذكر انه عندما اهتممت بالعادات والتقاليد في الأعمال الفنية قالوا حينها انني محسوب على التيارات الدينية، وعندما حاولت تبني وجهة نظر مجلس الوزراء بضرورة التطوير والبحث عن حلول اتهموني بأنني حكومي وان الحكومة توجهني، لكن أقول للجميع انا محسوب على كل الكويت وأهلها جميعا دون استثناء، مشددا على انه لن يتراجع او يعود للخلف او يفكر كثيرا في مثل هذه الإشاعات والافتراءات غير المسؤولة وغير المخلصة التي تهدف الى الهدم فقط.
ودعا المسلم في نهاية حديثه الصحافة الى نقل ما شاهدوه للناس حتى يعرفوا ماذا تحمل المسرحية.
ولو تطرقنا الى احداث المسرحية التي اثارت الجدل في الشارع الكويتي سنجدها عبارة عن حكاية ورسالة فنية تحمل انتقادات واضحة لأوضاع موجودة في المجتمع من خلال قراءة متكاملة العناصر لفكرة الحياة بعد الموت، حيث تدور في أجواء من الرعب الجريء حول حياة شخص سكير مقصر في طاعة الله عز وجل فارق الحياة لكن تظل روحه معلقة في الدنيا، يكتشف ان حياته كانت على خطأ ويبدأ في الندم ويتمني ان يعود للحياة مرة أخرى ليصحح ما اقترفه من ذنوب حتى يدخل الجنة وبالفعل في آخر المسرحية يتضح ان كل ما دار هو حلم عاشه عبدالله الذي بمجرد ان يفيق ويتوب الى الله ومن ثم يفارق الحياة تنتهي المسرحية.
ومن خلال ملاحظة العرض سنجد انه جاء متكاملا سواء في القصة او الديكور والخدع المرعبة التي استخدمت فيه، وركز بشكل اساسي على انتقاد بعض الاوضاع السياسية وعادات البشر التي تتسبب في ان يعاقبهم الله جراءها في الآخرة مثل الرشوة والكذب والمعاكسات في الشوارع واللبس غير المحتشم وغيرها.
الجدير بالذكر ان مسرحية «ليلة رعب» من بطولة عبدالعزيز المسلم والذي جسد دور عبدالله العائد للحياة وعبدالرحمن العقل صديق عبدالله في الموت وباسمة حمادة زوجة عبدالله وأمل عباس والدة زوجة المسلم التي تسعد لوفاته ودائما تتحدث عن سلبياته بالإضافة الى هبة الدري التي تلعب دور ابنة المسلم التي تتأثر بوفاة والدها فتنقلب حياتها رأسا على عقب، وعبدالله البدر الذي يجسد شخصيتين الاولى الشيطان والثانية الصديق غير الوفي لصديقه عبدالله ويطمع في زوجته، ايضا الفنان يوسف الحشاش الذي يلعب دور ابن المسلم الذي يبحث فقط عن إرضاء نفسه بغض النظر عن رغبات الآخرين والطفل ضاري الابن الأصغر لعبدالله.