بيروت ـ ندى مفرج سعيد
انتقد الفنان اللبناني عاصي الحلاني الفنانين الذين ليس لهم مواقف وطنية، مؤكدا ان الفنان لا يمكن أن يكون حياديا في مثل هذا الظرف الذي يعيشه العالم العربي من حوله خاصة ما يحدث في غزة أو في لبنان، وأكد الحلاني أنه على الفنان أن يترجم وجع الناس ويحكي عن الوطن وإذا لم يكن يريد الحديث في السياسة مباشرة ومن لا موقف له ويعبر عنه فهو جبان، معتبرا أن الاختلاف السياسي في لبنان دليل حضارة وتنوع وغير صحيح أن لدينا مذهبية في لبنان ونحن نعيش في وطن معجون ومجبول بتداخله.
الحلاني الذي كان صوّر حلقة مع الإعلامية جومانا بوعيد هي سبيسيال به من مزرعته في الحلانية ـ البقاع قال: أنا أحب بيروت ولكن الحلانية أحبها أكثر لأن هوايتي ركوب الخيل وهنا نشأتي وهذا بيت أهلي وكلما ضاقت بي المدينة هربت إلى هنا حيث أجد الكلام انتهى لأبدأ في التفكير والتأمل والبحث عن مواضيع جديدة. والحلاني لا يعتبر حياته الفنية مغايرة أو مناقضة لحياته الانسانية، فإنجازاته في الفن لا تقل عن إنجازاته في الانسانية.
وحول ما إذا كانت قريته الحلانية تعبر عن عز وجاه ووجاهة لا يعبر عن تواضع الضيعة أجاب الحلاني: هذا المكان مفتوح للجميع وهذا المكان طبيعي 100% وهذا المكان لم يولد فجأة بل أنا من قام بتنميته على مدى 20 سنة. فكل تفصيل في هذه المزرعة بنيته بهدوء. فأنا ما زلت ابن الضيعة واحمل حقيقتي إلى المدينة عندما أكون فيها.
وأضاف: عندما أسست هذه المزرعة كان معظمها للخيل أما أنا والعائلة فكنا نشغل مكانا ضيقا والخيل ترفس على أبوابنا وتقلق نومنا، أنا مولع بتربية الخيل، وأحبها كثيرا فسرج الخيل وركوبه كفيلا بأن ينسيني الصعاب والمشاكل، فأنا لدي اكثر من 10 أحصنة في المزرعة هناك 3 منها هدية من الأمير خالد بن سلطان ولدي أحصنة قادمة أيضا من سورية ومصر والسعودية.
وعندما سئل لماذا لا يشارك في سباق الخيل فوضح بان الجوكي أو راكب الخيل المحترف يجب أن يكون وزنه 50 كلغ وهو وزنه أكثر من ذلك بكثير.
وأشار عاصي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بتربيتها، ومن هنا هو حريص على أن يكون ابنه الوليد متعلقا بالخيل ليس كهواية فقط بل كحب وتقدير وفروسية أيضا، ويعتبر الحلاني أن اقتناء الخيل لا يحتاج ثراء فأي إنسان بإمكانه أن يفعل ذلك لو أحب.
وتستطرد جومانا نحو الورود الذابلة لتقول له متى تذبل ورودك في الفن؟ فيقول لها: المهم الاستمرارية وليس حضور أغنية تكسر الأرض حسب التعبير الشائع والاستمرارية لا تأتي إلا بالأداء الجيد والكلمة واللحن الطيب ولو لم أتقن ذلك ما كنت لأصبح فنانا ونجما وأستمر حتى الآن.
وعن الأغنية الفلكلورية التي باتت اليوم ملاذا لكل الفنانين يقول: هذه الأغنية ملعبي والكل قلدني حتى بات الحصان نجما في كليباتهم بعد ان أدخلت أنا الخيل في الكليب، فأنا من أعاد هذه الأغنية الى بريقها. وعندما استفزته جومانا بأنه غادر الأغنية البلدية نحو لون آخر قال لها: في كل عمل لي هناك أغنية فلكلورية، أنا لم ابتعد كثيرا عنها ولكن عندما أغني ألوانا أخرى فهذا ضروري حتى أتنوع وأتطور ولا أسجن في قالب واحد.
وحول السبب الذي تم فيه تكريم وديع الصافي في جبيل بصوتي وائل ونجوى وسبب غيابه قال: هو أيضا موجود أو أنه لا يقبل الثنائية مع أحد؟ فرد: نحن كرمناه في بعلبك قبل ذلك، وجوده معنا في المسرحية كان تكريما لنا أولا.