عبدالحميد الخطيب
تأكد لكل من شاهد مسرحية «المدينة الثلجية» لفرقة ستيج جروب مساء امس الاول في مسرح تنمية المجتمع بالعدان انه من الممكن ان تكون الفكرة بحجم الحلم، خصوصا اذا ما اقترنت الفكرة بحالة فريدة من الإبداع وطموح شباب لديهم قـــــناعة بانه لا يــــوجد شيء مستحيل أمام تحقيــــــقهم حلمهم، فرغم الإمكانات الضعيفة للمسرح الذي اقيم عليه العرض، إلا ان «ستيج جروب» قدمت وجبة مسرحية متوازنة تصلح لكل أفراد الأسرة وشجعت الأطفال على للالتزام بالقيم التربوية.
أسطورة عالمية
ولو تطرقنا الى المسرحية التي استوحى رؤيتها الفنان والمخرج محمد الحملي عن أسطورة «نارليا» العالمية سنجدها تتمحور حول 4 إخوان هم أحلام وإيراج وزينة يتركهم والدهم (عبدالله الخضر) في حوش المنزل ويذهب لإحضار المفتاح من السيارة وعندما يغادر المنزل يسقط أصغر أبنائه (بدر الشعيبي) على الأرض ويفقد الوعي فيحلم انه يرى باب المنزل يفتح من تلقاء نفسه ويدخل هو إخوته الى المدينة الثلجية ويتفرق الإخوة فيها لكن يحاول الأخ الاكبر (احمد إيراج) بمساعدة أخته سمر (زينة كرم) ان يعيدوا إخوتهم فيواجهون خطر ملك الثلج الشرير (محمد الحملي) الذي يحتجز بنت الخير (زينة افتيميوس) ويغوي اخته سحر (أحلام حسن) لتكون ملكة الثلج لكنه مع تصميم الأخ الأكبر يُهزم ملك الثلج ويتم تحرير بنت الخير من السجن وتعود سحر الى رشدها ويعود الاخ الاصغر الى اخوته ويعم عليهم الخير من جديد وتنتهي المسرحية على حضور الأب وإيقاظ الابن الاصغر الذي يفاجأ بأنه كان يحلم.
تناغم
جمال مسرحية «المدينة الثلجية» يكمن في استغلالها لجميع فضاء خشبة المسرح، حيث كانت السينوغرافيا رائعة، لاسيما انها امتزجت مع الديكورات المختلفة التي استخــــدمت بتناغم، فلم يشعر الحضور بتغيرها الــسريع وعاشوا معها عــناصر «المـــــدينة الثلجية» من ألوان وثلوج وأعاصير وغيرها، وما زاد من تكامل العرض الإضاءة بإبهارها والمؤثرات الصوتية بتناسبها مع الأحداث، اضافة الى الاستعراضات المنظمة والاغاني والازياء والذين جذبوا أنظار الأطفال الى المسرحية.
التزام تام
ولو تحدثنا عن أداء الممثلين المشاركين ســـنجد ان أحلام حسن (سحر) بدا عليــــها الالتزام الفني التام فأدت دورها بحميمية واضحة وجسدت النرجسية والغرور وحب السلطة كما ينبغي، وتنقلت بسهولة من فتاة عادية الى ملكة، وهذا ايضا حدث مع زينة كرم (سمر) التي أثبتت ان اختيارها المشاركة في «المدينة الثلجية» كان موفقا وكانت طلتها أحد عناصر نجاح العمل، ويأتي احمد إيراج بخبرته الفنية الطويلة وقدرته على تجسيد كل الأدوار ليتفوق تمثيليا في ادائه لشخصية الأخ الأكبر لبدر، حيث لاقى استحسان الجميع وجاء الاداء المحترف الذي قدمه محمد الحملي (ملك الثلج) ليكمل هذا التميز حيث بدا في كامل لياقته الفنية ولا ننسى إجادة عبدالمحسن العمر وزينة افتيميوس ونورا العميري وبدر الشعيبي الذين أثروا العمل بأدائهم المنضبط لشخصياتهم.
الجدير بالذكر ان العرض كما تم التبليغ به كان خاصا فقط للصحافة وعدد من رواد الحركة المسرحية والفنانين الشباب للوقوف على ما أنجزته فرقة «ستيج جروب» ولإبداء الرأي في تــــجربتهم المسرحية، وذلك أثار استغراب البعض، الذين تساءلوا عن سبب إدخال جمهور كثيف في حين ان العرض خاصا وليس عاما؟
وكـــــان من ضمن المدعوين الفــــنان القدير غانم الصالح والكاتــبة عواطف البدر والفنانات إلهام الفضالة وشمياء علي وهبة الدري وهيا الشعيبي وبثينة الرئيسي والمخرج عبدالله عبدالرسول والفنان عماد العكاري ومشاري البلام والإعلامية ندى فاضل ونخبة من الفنانين الشباب والإعلاميين.