بيروت ـ بولين فاضل
عشر سنوات مرت على انطلاق الفنانة حنين في غمار الفن ولكن في سكة خارجة عن المألوف ولا تشبه السائد ،حيث اختارت العمل مع فرقة كوبية محترفة تحت رعاية المنتج ميشال الفتريادس، حنين الآتية من خلفية موسيقية مهمة تغني ما لا يقوى الآخرون على غنائه، خصوصا ان اغنياتها هي مزيج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الكوبية اللاتينية وهو الامر الذي صنع تفردها وجعلها تترك اثرا عند الناس رغم غيابها من وقت لآخر.
«الأنباء» التقت حنين فإلى التفاصيل:
بداية ماذا تقولين عن ألبومك الجديد وكيف تم اختيار اغنياته؟
بعض اغنيات الألبوم مأخوذة من مهرجانات شاركت فيها مثل بعلبك وبيت الدين الى جانب اغنيات تراثية بتوزيع كوبي لاتيني، كما ان ثمة اغنيات في الألبوم هي بمثابة تحية الى الاغنية اللبنانية بشكل عام والتراث اللبناني بشكل خاص من بينها اغنيتان لزكي ناصيف واغنية لصباح فضلا عن اغنيتين خاصتين واحدة للملحن سمير صفير بعنوان «راحوا» وأخرى للملحن نور الملاح بعنوان «على ناري».
موسيقى شرقية
التوزيع الكوبي هل يجب ان يكون حاضرا في كل عمل لك؟
نعم، لان هذا هو الخط الذي اخذته وانا اتفقت مع المنتج ميشال الفتريادس على هذا الاساس ولهذا السبب مازلنا نعمل على المزج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الكوبية.
الى متى ستستمرين في هذا الخط؟
سأستمر الى ان نشعر ان الناس طفحوا منه.
كيف تقيمين ردة فعل الناس واي جمهور يلامسه اكثر هذا اللون؟
هذا اللون يلقى رواجا اينما كان لكن ربما في الدرجة الاولى في لبنان لكون الجمهور اللبناني منفتحا على الموسيقى الغربية ولاسيما الموسيقى اللاتينية، كما يلقى رواجا في الخليج العربي والمغرب العربي وايضا في مصر.
هل لان هذا الخط جديد ومختلف عن السائد؟
هو جديد وفي الوقت نفسه محترم ومتقن، احيانا ما هو على مستوى يكون ثقيل الدم بينما ما تقدمه يجمع المجد من اطرافه ورغم انه على مستوى و«مرتب كتير» الا انه قريب من الناس وآذانهم.
اختيارك لاي اغنية خاصة هل يجب ان يأخذ بالاعتبار ملاءمتها الاجواء الكوبية؟
عندما اختار اي اغنية آخذ بالاعتبار ان لحنها سيقدم بتوزيع كوبي، اغنية «راحوا» للملحن سمير صفير أثرت في منذ اللحظة الأولى التي سمعتها وكنت أريد بأي ثمن ان تتماشى مع التوزيع الكوبي وبمجرد ان بدأنا نعمل عليها «مشي الحال بسهولة».
هذا يعني ان بعض الأغنيات لا تتماشى مع التوزيع الكوبي؟
صحيح والسبب ان ثمة مقامات شرقية مثل الراست والسيغا من الصعب ان تتماشى مع التوزيع الكوبي، أحيانا تكون موجودة في أغنية ولكن في جملة موسيقية وليس في الأغنية برمتها وفي هذه الحال نوقف الآلات اللحنية ونعتمد الآلات الإيقاعية فقط حتى نكون قد مررنا هذه الجملة، الكوبيون الذين أعمل معهم موسيقيون محترفون وانا خريجة معهد الموسيقى لذا كلانا يفهم موسيقى الآخر ويدرك متى يمكن تقديم التنازلات لإنجاح هذا المزيج.
شكل جديد
هل هناك ما يمنع تقديمك أغنية بعيدا عن الموسيقى الكوبية؟
لا شيء يمنع لكن أنا أعمل ضمن فرقة ومادام العمل يسير بشكل جيد ويلقى رواجا فانا مستمرة فيه لاسيما ان أكثر الفنانين الحاضرين على الساحة يفتقرون الى «ستايل» خاص بهم بينما أنا وقلة قليلة مثلي نعمل ضمن إطار خاص ولهذا السبب يجب ان استمر في هذه السكة.
كيف تنظرين الى إيقاع عملك وهل تريدينه أسرع مما هو عليه؟
لا أريده أسرع بقدر ما أريد ان يكون هناك عمل أكثر وأحب ان يقدّر الناس أكثر قيمة هذا الفن، لكن بشكل عام مثلما هناك أزمة اقتصادية في العالم هناك أزمة فنية لا يمكن ان ننكرها، فشركات الإنتاج تنتج أعمالا ليست بالمستوى المطلوب وأنا رغم هذا الواقع الفني لست على استعداد لتغيير قناعاتي وثوابتي وأساسا لا أتأثر بكل الأجواء السائدة ولا علاقة لي بها بل انا في ضفّة أخرى مختلفة.
هل يمكن القول انك وصلت الى الجمهور الغربي؟
أكيد، فأنا عندما أسافر لا يكون جمهوري فقط من العرب، ففي البرازيل كان الجمهور برازيليا وفي اليونان كان الجمهور يونانيا وهذا دليل على اني أصل اليهم بموسيقاي.
أكثر من حفل ألغي لك أخيرا في لبنان وخارجه بسبب إجهاضك في الشهر الثامن من الحمل، كيف تخطيت هذه التجربة الصعبة؟
تخطيتها بالأمل والإيمان بأن الحياة تستمر، عندما يحدث أمر كهذا، الإنسان مضطر ان يتقبله.
ماذا كان السبب وراء الإجهاض؟
خضعت لكل الفحوصات اللازمة وقد تبين ان ما من سبب مرضي جعلني أجهض، باختصار، ما حصل هو قضاء وقدر.
توحين بشخصية صلبة قادرة على التحمل، فهل أنت فعلا كذلك؟
أنا إنسانة صلبة ظاهريا، يعني أبدو صلبة في وقت أكون متألمة ومجروحة في الصميم.