مفرح الشمري
انطلق مساء امس الأول على خشبة مسرح الدسمة اول العروض الرسمية لمهرجان ايام المسرح للشباب السابع عبر مسرحية «المكيد» لفرقة مسرح الخليج العربي من تأليف يوسف السريع واخراج ناصر الدوب وبطولة يوسف البغلي ومنال الجارالله وميثم بدر وأريج العطار ومجموعة كبيرة من شباب الفرقة.
أحداث المسرحية تستحضر الموروثات الثقافية بصورة مباشرة عن طريق «المكيد» وهو المكان الذي عرف في الكويت قديما لإقامة حفلات «الزار» وذلك من خلال استخدام العديد من الفنون الشعبية التراثية وآلاتها مثل «الطنبورة» وفن «القادري» اللذين ساعدا على أن يتعرف الشباب المسرحي الواعد على ماضيهم الثقافي خصوصا ان هذه الموروثات منعت في الكويت وهذا الامر يحسب للمؤلف يوسف السريع الذي يخوض تجربة الكتابة المسرحية للمرة الأولى رغم بعض العيوب التي اخذت على نصه، ومنها عدم شرحه الكافي لـ «المكيد» وتركيزه على الغناء أكثر من الحوار وغياب العمق عندما ناقش عددا من القضايا الاجتماعية والسياسية واعتبر البعض أن الفكرة حلوة، لكن عابها النص الضعيف.
ديكور رائع
على صعيد الديكور، تفوق م.محمد الربيعان من خلال تصميم يتماشى مع اجواء «المكيد» ومن الواضح انه بذل جهدا كبيرا في تنفيذه وكان بالفعل أقوى عناصر المسرحية، بالإضافة الى الأداء الرائع الذي قدمه يوسف البغلي خاصة لحظات إخراجه «المرأة» التي تسكن في داخله كذلك اداء «الينانوة» ميثم بدر واريج العطار اللذين لفتا الانتباه بحركاتهما الجميلة وتنقلاتهما التي اتسمت بالسرعة بينما ذكّر أداء الممثلة منال الجارالله الجمهور بأداء الفنانة القديرة حياة الفهد في شخصية «خالتي قماشة».
ولو تطرقنا للرؤية الإخراجية لناصر الدوب فهي جيدة حيث استطاع ان يحكم سيطرته على المجاميع ولكن عابه المبالغة في استخدام الغناء طوال وقت المسرحية لإيصال اجواء «الزار» ما انعكس على الحضور الذين اعتقدوا انهم امام عرض مسرحي غنائي لأن مساحات الحوار فيه ضعيفة جدا.
طقوس خاصة
في الحلقة النقاشية التي أدارتها المذيعة سودابة علي بعد العرض بحضور مجموعة من الفنانين منهم منصور المنصور وعبدالعزيز الحداد واحلام حسن، تحدث مؤلف المسرحية يوسف السريع قائلا: «المكيد» مكان لعزف الطنبورة وهي جزء من التراث الكويتي لها طقوس خاصة وقلة في الكويت تعزفها وقد حاولت ان اضع اكثر من شخصية في المسرحية منها علية القوم الذين يترددون عليه.
وتابع مخرج المسرحية ناصر الدوب قائلا: لقد أحببت النص وفكرته وأقمنا ورشة عمل مع المؤلف فكان كل من التأليف والإخراج جماعيا وقد أضفت بعض الفانتازيا في العلاقة بين الانس والجن.
بدوره قال حمد أشكناني: اشكر فرقة الخليج التي اتاحت لي الفرصة للمشاركة في هذا العمل الذي اجتهدنا فيه ونتمنى ان نكون عند حسن ظنكم.
اما منال الجارالله فقالت: لقد كان دوري في تلك المسرحية بمثابة التحدي الكبير لي ولقد شعرت بالسعادة من ردة فعل الجمهور واشكر المخرج وبقية فريق عمل المسرحية الذين تعاونوا الى ان ظهرت في تلك الصورة.
بينما الناقد الزميل عبدالمحسن الشمري فقال: انه لشيء جميل ان نرى المؤلف والمخرج يقدمان عرضا ولأول مرة وهي مغامرة من مسرح الخليج الا ان التعامل مع التراث اشكالية لأنه عملية شاقة وصعبة كما ان الغناء طغى على الحوار فلم نر مسرحية بسبب عدم وجود حوارات كافية.
ومن جانبها قالت الناقدة الزميلة ليلى احمد ان الفن لا يصح الا بعمل جماعي وامتدحت الممثلين الا انها اشارت الى ان المؤلف لم يتعمق بشرح المكيد رغم التوفيق الكبير للديكور وتساءلت عن شكل الجن الظاهري.
فخ النص
أما المخرج هاني النصار فقال: نحن نقيم العمل بقدر ما نتحدث عنه وبالنسبة لي فقد استمتعت بالغناء وكانت عناصر المسرحية جيدة لكن المخرج لم يوفق في توظيفها وقد وقع في فخ النص وبسبب المجاميع جعل خشبة المسرح تضيق على الممثلين.
بدوره حيا الفنان القدير منصور المنصور جهود الشباب الذين اعادوا مسرح الخليج الى اعماله التراثية الجادة وان كنت قد تمنيت مشاهدة دراما اكثر من الغناء وشكر فوزي التميمي على دعمه للفرقة.