مفرح الشمري
ضمن العروض المسرحية الرسمية المشاركة في مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته السابعة، قدمت مؤسسة «الحشاش جروب للإنتاج الفني» عرضها المسرحي الذي حمل عنوان «مجلس الشياطين»، وتدور أحداثه في إحدى المقابر التي لجأ إليها شابان في منتصف الليل أحدهما يريد أن يستعين بالشياطين ليفسد زواج حبيبته بعد أن أوصته «العرافة» بنثر الرماد الذي أعطته إياه في المقبرة رغم محاولات صديقه المسالم لثنيه عن الإقدام على مثل هذه الأمور «الخرافية»، ودعوته اياه لعدم الالتفات لكلام المشعوذين والسحرة واقناعه بان «حبيبته» هي التي وافقت على الارتباط برجل آخر، إلا انه لم يبال بكلام صديقه وأخذ ينثر الرماد في المقبرة ليفاجأ بأن كلام «العرافة» ليس هراء ولا شعوذة وإنما حقيقة وان هناك «شياطين» يساعدون «الإنس» في التخلص من بعض المشكلات التي يعانون منها! ومع توالي الأحداث تظهر «الشياطين» امام هذا الإنسان «المتهور» فيشعر بهم بينما صديقه لا يراهم ثم يبدأ في قص مشكلته عليهم فيقررون مساعدته والوقوف معه لتخريب حفل زفاف حبيبته من الرجل الذي اختارته حيث استطاعوا الدخول الى غرفة نوم «العرسان» وبثوا سمومهم في نفوسهما حتى استطاعوا تفريقهما ولكن الشياطين لم يستطيعوا الصمود حتى النهاية بعد اكتشافهم ان «الزوج» لديه صديق مؤمن بالله عز وجل، حيث عجزوا عن التغلب عليه ليفاجأ الحضور بأن ما عرض أمامهم ما هو إلا «مقلب» بطله الشاب «المتهور» لينتهي بعد ذلك «مجلس الشياطين».
غير ناضج
النص الذي كتبه الشاب محمد النشمي في اول تجربة مسرحية له بدا فقيرا وغير ناضج وبحاجة لاعداد افضل قبل تقديمه كعرض مسرحي، فقد غابت عنه الحبكة.
الرؤية الإخراجية
تصدى لإخراج المسرحية المخرج الشاب إبراهيم بوطيبان الذي قدم العديد من الأعمال في المهرجانات السابقة وابتعد عن «العبثية» هذه المرة، لكنه لم يستطع ترجمة ما يدور في فكرة المسرحية كما يجب حيث ركز على الشكل وترك المضمون للمتلقي، وهذا أمر خاطئ، خاصة ان المخرج المسرحي لابد ان يلعب على «المضمون» حتى تكون بصمته واضحة على النص الذي لم تكن ملامحه معلومة لدى بوطيبان، فقد أظهر لنا شخصية «الشياطين» بصورة نراها في أفلام السينما وذلك لجذب المتلقين لعرضه الذي استحوذ عليه الاستعراض الراقص دون إبراز القيمة التي يريدها فجاءت رؤيته الإخراجية متواضعة رغم السينوغرافيا الجميلة الموجودة في العرض من خلال الديكور والأزياء والماكياج التي تصدت لها زينب دشتي، بالاضافة الى الإضاءة التي وظفت بشكل جميل وساعدت في إبراز أهم أحداث المسرحية، خاصة عندما تحول الشاب المتهور الى شيطان للقضاء على من أخذ حبيبته منه.
أداء الممثلين
أداء الممثلين جاء متفاوتا، وبرز منهم إبراهيم بوطيبان الذي جسد شخصية «ملك الشياطين» وعبدالله الشطي الذي لعب شخصية الزوج، بالاضافة الى خالد مال الله بينما كان أداء فهد النبهان متذبذبا نوعا ما، خاصة في المشاهد الأولى من العرض.
أما الممثلة الواعدة منى فاضل فهي تحتاج الى تدريبات مكثفة لتصل الى ما تريده، حيث جاءت مشاهدها غير مقنعة، خاصة عندما «انقلبت» على زوجها وكانت حواراتها إنشائية دون تعابير مؤثرة لدى المتلقي.
رقص غير مبرر
الاستعراض الراقص في المسرحية كان في احيان كثيرة غير مبرر، حيث حوّل خشبة «الدسمة» الى مسابقة لرقص «البريك دانس» من قبل «الشياطين» الذين كانوا يريدون من خلاله ان يعبروا عن فرحتهم بإنجازاتهم بمواجهة «الإنس» ما جعل «سحرهم» ينقلب عليهم بعد ان أضاعوا فكرة النص الأساسية باستعراضاتهم المصطنعة!
يذكر ان المسرحية من تأليف محمد النشمي وإخراج إبراهيم بوطيبان ومن بطولة إبراهيم بوطيبان، عبدالله الشطي، خالد مال الله، فهد الشطي، منى فاضل، فهد النبهان، مساعد الحداد، بالاضافة الى مجموعة من الشباب الاستعراضيين.
في الحلقة النقاشية الخاصة بالمسرحية
تساؤلات واستفسارات عن ماهية العرض!
|
جانب من الحلقة النقاشية |
جاءت الحلقة النقاشية الخاصة بمسرحية «مجلس الشياطين» وأدارتها الفنانة المتألقة أحلام حسن، مليئة بالتساؤلات والاستفسارات التي وجهها النقاد والحضور لمؤلف العمل محمد النشمي والمخرج ابراهيم بوطيبان، عن الهدف من هذا العرض الذي لم يحمل جديدا في فكرته ومضمونه وركز بشكل كبير على اظهار مواهب الشباب في «البريك دانس» دون اعطاء الهدف من وراء عرض المسرحية خاصة انها تحمل موضوعا مهما وهو لجوء بعض البشر الى «السحرة» لتحقيق أهدافهم الشخصية.
واشار النقاد الى ان المخرج ابراهيم بوطيبان لم يستطع توصيل ما أراده المؤلف محمد النشمي من خلال نصه الذي وصفوه بأنه غير ناضج فكريا داعين النشمي لإعادة ترتيب أوراقه حتى يقدم عملا مسرحيا ناضجا.
وذكرت الكاتبة القديرة عواطف البدر في مداخلتها ان الجهد المبذول في العرض يستحق الإشادة خاصة بالممثلين الشباب الذين جسدوا شخصياته مؤكدة ان هذا لا يعني ان العمل خال من العيوب ومتمنية التوفيق للمؤلف الشاب محمد النشمي والمخرج ابراهيم بوطيبان في أعمالهما المقبلة.
وطلبت البدر من فريق العمل عدم التأثر بما يقوله النقاد لأن ذلك يصب في مصلحتهم حتى يبدعوا في أعمالهم، موضحة ان النقاد ليسوا أعداء لهم وانما أحباب وما قالوه نابع من حرص كبير على مستقبلهم الفني.
ومن جهته شكر مؤلف العمل محمد النشمي جميع من تحدث في الحلقة النقاشية مثمنا آراءهم واعدا إياهم بأن يأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار.
بدوره ذكر المخرج ابراهيم بوطيبان ان العمل يوجد به هدف وهو عدم اللجوء الى السحرة لتحقيق ما يريده الإنسان وان يكون إيمانه بالله قويا لأن الله ينصر عبده في جميع الأحيان مهما كانت القوة التي تواجهه ولكن يجب عليه ان يكون لديه إيمان قوي بقدرة الله عز وجل على كل شيء لتذليل الصعاب التي يواجهها.
واضاف قائلا: هي رسالة واضحة المعالم فإذا وفقنا في توصيلها فهذا بفضل الله عز وجل وإن قصرنا فيها ولم تصل للمتلقي فهذه تجربة والإنسان يتعلم من تجاربه.
استضافها المركز الإعلامي للحديث عن الدمى في مسرح الطفل
الرشيدي: مسرح العرائس في الكويت مظلوم
|
رئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري مع خلود الرشيدي في المؤتمر |
استضاف المركز الاعلامي لمهرجان ايام المسرح للشباب بدورته السابعة استاذة قسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية خلود الرشيدي للحديث عن «الدمى في مسرح الطفل كعنصر سينوغرافي».
بدأت الندوة بكلمات ترحيبية من عريفها رئيس المركز الاعلامي الزميل مفرح الشمري، بالحضور وبالضيفة وقدم سيرة ذاتية مختصرة عنها ومن بعدها تحدثت الرشيدي قائلة: المسرح وجه مشرق لحضارة الشعوب ومرآة ثقافتنا وفنوننا فهو بقدر ما يمنح ويبث من متعة وترفيه وبهجة ايضا يمنح ويروج للقيم المعرفية والجمالية.
وأضافت: ظهرت عدة تعريفات للمسرح الشمولي أو السينوغرافيا التي هي تنسيق الفضاء والتحكم في شكله بغرض تحقيق اهداف العرض المسرحي أو الغنائي أو الراقص الذي يشكل اطاره مكانا تجري فيه الاحداث.
واستطردت: عرفت الدمى والعرائس والاقنعة بأنواعها المختلفة مع بدايات الحياة الانسانية، حيث بدأ الانسان البدائي استخدامها في شعائره وطقوسه الدينية، ملمحة الى ان «العروسة» تخرج في شكلها الفني لتحاكي اشكالا اخرى سواء كانت حية أو جامدة يحاكيها ايضا المشاهد، خاصة الطفل لما لديه من ميل طبيعي الى اللعب والمحاكاة، فهناك علاقة بين اللعب والحرية الابداعية.
وعن تصميم العرائس للمسرح أوضحت الرشيدي ان هناك ثلاث مراحل وهي: النص والمنظر والشخصيات المصممة لمسرح العرائس، وذكرت بعضا من أنواعها. كما ذكرت المراحل العمرية المختلفة وأنواع النصوص التي تقدم لها.
وتمنت الرشيدي على الجهات المختصة بالفن والثقافة، الاهتمام بمسرح العرائس لأنه مسرح قائم بذاته.