مفرح الشمري
قدمت فرقة لوياك مساء أمس الأول مسرحيتها الاستعراضية «أيام عمر الخيام» على خشبة مسرح الدسمة ضمن المسابقة الرسمية لعروض مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته السابعة.
المسرحية تحكي قصة «عمر الخيام» العــــالم الفلكي والفيلسوف التي كتبها امين معلوف واعدتها فارعة السقاف كشفت احداثها للحـــضور الذي اكتظت به كراسي مسرح الدسمة عن بعض انجازات «الخيام» العلمية وفلسفته في الحياة وأخلاقياته في التعامل وعلاقاته بالساسة والسلاطين تدور احداث المسرحية في سمرقند واصفهان عندما كان الحكم السلجوقي التركي يفرض سيـــطرته ونفوذه على منطـــقة بلاد فــــارس والمــناطق المجاورة.
مرصد فلكي
سلطت المسرحية الضوء على الصراع القائم بين العلماء ورجال الدين المتشددين الذين كانوا يعتبرون انجازات «عمر الخيام» كفرا وإلحادا مما دفعه للانتقال من سمرقند الى اصفهان بحثا عن نظام قوي قادر على توفير مرصد فلكي له يكمل فيه أبحاثه ويوفر في الوقت نفسه له مناخا يكون أكثر حرية يمكنه من البحث واكتشاف المزيد من أسرار الكون.
ورغم الظلم الذي تعرض له «الخيام» الا انه عاش قصة حب جميلة ولكنها كانت محفوفة بالمخاطر والمجازفة مع نورهان الشاعرة الشابة الأرملة التي تعرّف عليها في قصر نصرخان لتصبح حبيبته التي لا يمكن الاستغناء عنها رغم الجو الذي يعيشه والمليء بالمؤامرات والمكائد السياسية الدائرة في القصور التي يتنقل فيها حيث كان بطل تلك المؤامرات زعيم المذهب الاسماعيلي ومؤسس فرقة الحشاشين الحسن بن علي الصبّاح.
مشاكل
واجهت الفرقة الكثير من المشاكل أبرزها تعرض بطلة المسرحية زينة الى كسر في رجلها قبل العرض بـ 5 أيام، غير ان زميلتها نورهان استطاعت ان تؤدي دورها المليء بالأحداث المهمة بكل إتقان وبراعة وساعدها في ذلك زملاؤها الذين اتسم أداؤهم بالخفة والرشاقة على المسرح سواء من ناحية التمثيل أو الاستعراض.
رؤية إخراجية
أولت مخرجة المسرحية ناديا القديري اهتماما واضحا لتطويع قدرات الشباب و«الصبايا» المذهلة ومزجتها مع اللوحات الغنائية التي كانت تحكي عن أحداث مهمة حصلت في حياة «عمر الخيام» ووضح ذلك كثيرا في لوحات «المؤامرة»، و«الطقوس»، و«العرس» التي نالت استحسان الجميع ساعدها في ذلك الأزياء والإضاءة والمقطوعات الموسيقية المتنوعة والمتناغمة والموظفة دراميا بالشكل الصحيح.
مشكلة اللغة
ما يعيب عرض «أيام عمر الخيام» هو «اللغة» وتشكيلاتها المتعددة خاصة في حوارات الممثلين مع بعضهم البعض، وهذا الأمر بحاجة الى اهتمام كبير من القائمين على «لوياك» حتى تكون أعمالهم المسرحية أكثر تميزا وهذا يتطلب اقامة العديد من الورش للقضاء على هذه المشكلة التي تعاني منها هذه الفرقة في مشاركاتها في المهرجانات المسرحية المحلية.
وأخيرا يبقى ان نقول ان مسرحية «أيام عمر الخيام» اعتمدت بشكل أساسي على الاستعراض فكان عرضا ممتعا حقق الفرجة المسرحية التي كنا نتمناها في ان تكون بمهرجاناتنا المسرحية خاصة ان الفرقة حققت جائزة أفضل عرض مسرحي متناغم في الدورة الخامسة من هذا المهرجان فهل تحققها في هذه الدورة؟!
في الحلقة النقاشية الخاصة بـ «أيام عمر الخيام»
إشادات كثيرة رغم غياب الدعم!
|
الكاتبة القديرة عواطف البدر في الحلقة النقاشية بمشاركة نجوم «لوياك» (أنور الكندري) |
|
مدير المهرجان عبدالله عبدالرسول يتوسط الزميلة ليلى احمد والنجمة هدى الخطيب والمخرجان احمد الخلف وهاني النصار |
اكدت العضو المنتدب لفرقة «لوياك» فارعة السقاف ان الشباب المشاركين في هذا العمل ليسوا محترفين وانما هواة حاولوا تقديم عمل مسرحي يليق بقيمة الشخصية التاريخية التي يتناولها النص.
جاء ذلك في الحلقة النقاشية الخاصة بمسرحية «ايام عمر الخيام» والتي ادارتها باقتدار الكاتبة القديرة عواطف البدر وشهدت حضورا كثيفا من النقاد والاعلاميين بالاضافة الى الجمهور من مختلف الاعمار. واضافت السقاف التي كانت سعيدة بما قدمه شباب «لوياك» في مشاركتهم الثانية في أنشطة مهرجان ايام المسرح للشباب قائلة: واجهنا الكثير من التحديات لانجاز هذا العمل اهمها غياب التمويل اللازم لانتاجه وندرة الكفاءات التي نحتاجها لتدريب شباب ليسوا محترفين وهم جميعا من الطلبة الهواة.
وبعدها فتحت عريفة الحلقة الكاتبة القديرة عواطف البدر الحديث للنقاد والجمهور المتواجد في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، حيث اشادوا بما قدمته «لوياك» من عمل حقق الفرجة المسرحية التي افتقدوها في هذا المهرجان من خلال هذا النص الذي يتحدث عن شخصية تاريخية قدمت الكثير للحضارة الانسانية. ومن جانبها شكرت مخرجة العمل ناديا القديري جميع من شارك في هذا العمل وعلى رأسهم مصمم الاستعراضات والازياء والديكور الفنان اللبناني ابراهيم مزنر وجميع الممثلين الشباب الذين عملوا ليلا ونهارا لتقديم عمل يليق بسمعة «لوياك» التي تدعم المواهب الشبابية.