مفرح الشمري
بعد مرور اربعين يوما على وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الفنان غانم الصالح «بوصلاح»، اقامت فرقة مسرح الخليج العربي امسية تأبين تحت رعاية الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي وبحضور مديرة ادارة المسرح بالمجلس الوطني كاملة العياد والرئيس الفخري لفرقة مسرح الخليج العربي عبدالعزيز السريع والشيخ دعيج الخليفة ونخبة من نجوم الفن الذين عاصروا الفقيد خلال مشواره الفني منهم: الفنانة القديرة حياة الفهد والفنان القدير محمد جابر ورئيس مجلس ادارة فرقة مسرح الخليج العربي الكاتب القدير محمد الرشود والفنان القدير احمد الصالح ود.نورية السداني والكاتبة القديرة عواطف البدر وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم بالاضافة الى الزملاء الصحافيين والاعلاميين واسرة الفقيد.
انطلقت الامسية من خلال جولة الحضور في معرض الصور الخاص بالفقيد والتي عبرت عن مسيرته الفنية، بالاضافة الى صور شخصية نادرة تعرض للمرة الاولى نالت استحسان الجميع الذين بدا عليهم التأثر وهم يشاهدونها، لانها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الجميلة التي كانت موجودة في قلب الفقيد الراحل «بوصلاح».
وبعد ذلك توجه الحضور الى خشبة مسرح الدسمة لمتابعة الفيلم التوثيقي الخاص بالفقيد والذي تضمن العديد من المشاهد التلفزيونية والمسرحية لبعض من اعماله والتي اختارها مخرج الامسية عبدالله العابر بدقة لتتماشى مع اجواء ابيات الشعر التي كتبها الشاعر المخضرم عبداللطيف البناي وحملت عنوان «ورحل غانم» وصدح بها الفنان القدير سليمان الياسين والذي ابدع في إلقائها لدرجة ان الحضور لم يتمالكوا انفسهم وتأثروا بها خاصة في مشاهد دفنه التي «أبكت» الجميع.
ومن ثم تم تقديم بعض اللوحات المعبرة من بعض النجوم الشباب لفرقة مسرح الخليج العربي الذين استغلوا بعض ملابس الشخصيات التي قدمها الراحل في مشواره الفني مثل «باي باي لندن، رقية وسبيكة، بيت بوصالح، الكرة مدورة» وغيرها من الشخصيات المحفورة في عقول محبيه.
وبعد ذلك تحدث عدد من رفاق دربه من خلال الندوة التي حملت عنوان «غانم الصالح كما عرفناه» والتي شارك فيها كل من الفنانة القديرة حياة الفهد ود.نورية السداني والكاتب القدير محمد الرشود ونجله بسام وتصدى لادارتها الزميل محبوب العبدالله حيث كانت البداية مع الفنانة القديرة حياة الفهد التي قالت: كم تمنيت الا تأتي هذه اللحظة وارثي الاخ والزميل والصديق الذي كانت صفاته الانسانية تتخطى مواهبه الفنية وقدراته على اداء ادواره وتقمصه للشخصيات التي يجسدها سواء على المسرح او في التلفزيون.
واضافت: كان رحمه الله ودودا وحنونا وانسانا قبل ان يكون فنانا، لا يبخل على من حوله بما يحتاجه من عون ونصيحة ورأي وكان يضفي من خلال وجوده مع جميع العاملين معه سواء في كواليس المسرح او في الاستديو ومواقع التصوير جوا ابويا وعائليا حيث كان يتفقد ويسأل عن جميع العاملين من فنيين وفنانين واداريين وكان متعاونا لأبعد الحدود مع فريق العمل المشارك معه وملتزما بمواعيده وكان رحمه الله اول الحاضرين وآخر المغادرين.
وتمنت ام سوزان في نهاية حديثها ان تكون سيرة الفنان الراحل غانم الصالح الحياتية ومسيرته الفنية مثالا وقدوة لجيل الشباب، لانه كان نموذجا نادرا بين فناني جيله من الرواد.
ومن جانبها كشفت د.نورية السداني للحضور عن بعض ذكرياتها التي جمعتها بالفنان الراحل عندما كانت تعمل في التلفزيون ووصفته بانه من الفنانين القلائل الذين يستطيعون تجسيد الشخصيات بكل مرونة وكان تعامله مع الجميع باحترام وبرحيله فقد الفن الكويتي احد اعمدته ورموزه.
بدوره قال الفنان القدير محمد جابر انه لم يفارق الراحل بوصلاح طيلة مشواره الفني وذلك للعلاقة الوطيدة التي تجمعه به حيث كانا يلتقيان يوميا حتى وفاته وكان حريصا على العمل حتى لا يعاني ابناؤه مثلما عانى هو في حياته.
اما رئيس فرقة مسرح الخليج العربي الكاتب القدير محمد الرشود الذي عمل معه من خلال مسرحية «الكرة مدورة» بعد اعتذار الفنان داود حسين عن دوره المرسوم له فوصف تعامل بوصلاح معه بالراقي وبانه من الفنانين الحقيقيين الذين يحرصون على تقديم الافضل لجمهورهم.
واستطرد قائلا: عندما ابلغت بوصلاح بان دوره في «الكرة مدورة» مرسوم للفنان داود حسين الذي اعتذر عن تجسيده قال: «ماكو دور يفصل على احد فأنا فنان والفنان لازم يأدي جميع الادوار، مستذكرا علاقته به عندما كان ناظرا في المدرسة وبوصلاح يأتي اليه للسؤال عن ابنائه.
وطالب الرشود الجهات المسؤولة بوضع اسمه على احد شوارع الكويت لعطاءاته الكثيرة لوطنه والحركة الفنية.
ومن جانبه تحدث نجل الفنان الراحل غانم الصالح بسام عن الجانب الابوي والاسري في حياة بوصلاح حيث قال: على الصعيد الانساني كان والدي بمثابة الاخ والصديق مع اسرته ويعشق الجلوس معهم دائما خاصة عندما لا يكون مشغولا في عمل فني وانه كان «بيتوتيا» وحريصا على اخذ رأينا في الاعمال التي يقدمها وكان يسأل عنا دائما وعن احوالنا.
وقد شاركه في هذا الحديث عمه الفريق المتقاعد مساعد الغوينم الذي قدم الشكر لفرقة مسرح الخليج العربي لاقامتهم هذه الامسية التأبينية متمنيا التوفيق للحضور والرحمة لشقيقه غانم الذي قدم الكثير لوطنه وحمل في قلبه حبه لرفع اسمه عاليا في شتى المهرجانات الفنية والثقافية.
وفي نهاية الامسية اعلن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم انه سيطلق اسم الفنان الراحل على احدى قاعات المعهد وذلك ليكون اسمه عالقا في عقول الطلبة الذين احبوه وعشقوا اعماله المسرحية والتلفزيونية.
ومن ثم قدمت فرقة مسرح الخليج العربي درعا تذكارية لنجله تسلمها من مديرة ادارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد بمشاركة الرئيس الفخري لفرقة مسرح الخليج العربي عبدالعزيز السريع ومستشارها الفنان القدير منصور المنصور.
لقطات من الأمسية
- التنظيم كان رائعا والكثير من الفنانين غابوا عن حفل التأبين.
- وضعت لوحة للفنان الراحل غانم الصالح رسمها الشاب أحمد مقيم في عمق المسرح وكانت مؤثرة كثيرا.
- في مشهد دفان بوصلاح بالفيلم التسجيلي بكى العديد من الحضور.
- شباب فرقة مسرح الخليج العربي كانوا شعلة من النشاط وعلى رأسهم يوسف البغلي وناصر الدوب.
- حضر أمسية التأبين عائلة الفقيد وكان التأثر واضحا عليهم.
- استطاع المخرج عبدالله العابر أن يقدم من خلال مشاهد الفيلم التسجيلي مشاهد رائعة، بالاضافة الى اللوحات المعبرة التي أداها بعض شباب الفرقة.
- ألقى الشاعر محمد قبازرد قصيدة رثاء باللغة العربية الفصحى، بينما ألقى الشاعر حافظ الرسن قصيدة باللهجة الشعبية واستحقت القصيدتان التصفيق الحار من الحضور.