بيروت - ندى مفرج سعيد
يتوجه الفنان وديع الصافي الى اميركا وكندا واستراليا في جولة فنية على الجالية العربية. وقد اعرب الصافي عن تقديره الكبير اثر تكريمه في مهرجان الاسكندرية الدولي الخامس للاغنية، مشيرا الى ان مصر شهدت بداياته الفنية حيث حصل على شهادته في الغناء منها.
وتابع: لم يكن غريبا ان اغني لمصر وفي مصر، وانا في هذه السن نظرا لما المسه من حب الجمهور من مختلف الاجيال، معتبرا ان الشعوب العربية بحاجة الى بناء جسر من التواصل مع جميع شعوب العالم عن طريق الفنون والادب والثقافة، مؤكدا على وجوب ان يكون الفنان في طليعة امته من خلال الدعوة الى الاتحاد ونبذ الخلافات عبر دعوة خير ومحبة لجميع ابناء الامة.
مضيفا أن الاغنية الوطنية هي ضمير الامة العربية، ومؤشر مهم لكل الاحداث التي تمر بها.
والصافي يرى ان الغناء في ايامنا اضحى مهنة ولم يعد فنا، اذ اضحى العديد من اهل الفن لا يهتمون الا بجمع المال عبر تقديم اعمال بلا مضمون او قيمة، مما يعني ان عمر هؤلاء سيكون قصيرا مقارنة بجيل عظيم من اهل الفن القديم.
وبحسرة يقر الصافي بانه يشعر بمرارة تجاه هؤلاء مؤكدا انه عندما يختلي بنفسه يستمع الى الاصوات الجميلة امثال ام كلثوم وعبدالوهاب وليلى مراد، وفريد الاطرش والراحلة سعاد محمد والمطربة نجاح سلام.
ومن وقت لآخر يستمع الصافي الى «بعض الفنانين الشباب اذ من بينهم من يتمتع بالموهبة لكن اغلبهم لا يعرف كيفية استثمار هذه الموهبة بالطريقة الصحيحة اذ في اغلب الاحيان يقتصر الفن على التجارة والازياء».
والفنان وديع الصافي الذي وهب الغناء ستين عاما من عمره يعتبر ان صوته ثروته وكذلك جمهوره، فابن السادسة والثمانين، فنان اعطى الاغنية العربية اكثر من ستة الاف لحن، وكانت بدايته الفنية اوائل الاربعينيات، مقتنعا بأن الاغنية التي اطلقته الى عالم الشهرة هي «اللوما» ومن بعدها اغنية «طل الصباح» وبعد ذلك بدأ الناس يتكلمون عن وديع الصافي.
هذا العملاق دخل الفن عبر الاذاعة اللبنانية وهو ابن السابعة عشرة، حيث كانت الاذاعة تنظم مسابقة كبيرة وقد شجعه شقيقه توفيق على الاشتراك فيها، وكان مترددا لأنه اعتبر ان ابن القرية والجبل لن يتمكن من منافسة ابن بيروت، لكن بعد خوضه الاختبار اختارته اللجنة.
ويتذكر وديع الصافي ما رافق هذا اليوم من طرائف حين جاءه الملحن الكبير ميشال خياط قائلا له ان صوته مؤثر وجميل لكن لم تختره اللجنة، فحزن الصافي وانهمرت الدموع، لكنه قال له انه كان يمازحه، وقد صنف الاول على اربعين مشتركا.
وكانت اول اغنية خاصة من تأليفه وكتابة هادي زهير وحملت عنوان «رتلي لحن هواك».
الفنان الكبير وديع الصافي عرف بتشجيعه الفنانين الشباب ووقوفه الى جانبهم ومنهم خوسيه فرنانديز ورويدا عطية ونجوى كرم، ويقول حول اختياره للاصوات التي يتعامل معها: انا سيد نفسي وخياراتي واختار الصوت حسب اللحن والخامة، اذ من المهم ان يتمتع الفنان بخامة جيدة ليتمكن من مجاراة صوتي، انا اهتم بالاحساس، لانه اذا كان الصوت جميلا لكن بدون احساس تأتي الاغنية من دون نكهة.
يذكر ان الصافي الذي شارك عددا من الفنانين في الغناء سواء عبر مسرحيات او ديو أكان مع السيدة فيروز او نصري شمس الدين او صباح وغيرهم من فناني الجيل القديم او الحالي، يؤكد ان صباح هي الصوت الذي كان الاكثر ملاءمة ومجاراة لصوته.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )