عبدالحميد الخطيب
وسط حضور فني وإعلامي كبير، أقامت جمعية الفنانين الكويتيين أمسية خاصة للفنون الشعبية، حاضر فيها الموسيقار غنام الديكان مستعرضا أهم مراحل تطور «الفن البحري» الكويتي.
وفي بداية الامسية أعلن الفنان القدير صالح الحريبي عن تبنيه لاقتراح إنشاء صندوق لإعانة بعض الفنانين الشعبيين الذين تواجههم ظروف معيشية صعبة، متبرعا بـ 1000 دينار كقاعدة للصندوق، متمنيا من الجميع المشاركة في هذا العمل الذي يهدف الى الخير، وقال: المطلوب هو دينار واحد في الشهر لمساعدة اخواننا الذين لا يملكون ما يعولهم وأسرهم.
من جانبه، قال المطرب القدير عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج): نبذل أقصى جهد لتأكيد دور الجمعية على الساحة الكويتية بهدف تحقيق تطلعاتنا في خدمة الفن والحفاظ على التراث وعلى أصالة الاغنية الكويتية، كما نحاول تذليل الصعاب والمعوقات لنتمكن من تحقيق ما نصبو اليه في الفترة المقبلة، مثمنا مبادرة الفنان القدير صالح الحريبي بإنشاء صندوق لمساعدة الفنانين المتعسرين في حياتهم، مستدركا: سندرس هذا الاقتراح مع أعضاء مجلس ادارة جمعية الفنانين الكويتيين في أقرب وقت لما له من أهداف خيرية نبيلة تنصب في مصلحة الفن والفنان الكويتي.
ومن ثم تحدث الموسيقار القدير غنام الديكان، حيث فند بدايات الفنون الشعبية الكويتية، خصوصا «الفن البحري» قائلا: «الفن الشعبي» بدأ على يد جورج هنري فارمر أول باحث في الموسيقى العربية، وتطور حتى وصل الى الملحن أحمد باقر الذي أضاف له الكثير، ملمحا الى ان هناك بعض الفنون الشعبية لا أحد يعرف من أين أتت حتى يتم تصنيفها.
واستطرد: لقد تطور الفن البحري نتيجة لحاجة ضرورية له وهي مساعدة البحارة على القيام بالاعمال الشاقة التي تتطلبها الرحلات الطويلة على سفنهم ما ينسيهم التعب الذي يتعرضون له، ويساعدهم على القيام بواجباتهم بكفاءة وإخلاص.
وتابع الديكان: لقد اختص كل نشاط من أنشطة البحارة بنوع معين من الغناء البحري، فطلاء السفينة يصاحبه فن «السنكني»، أما التجديف فله فن «اليامال»، ورفع الشراع يصاحبه فن «الخطفة»، ملمحا الى ان الكويت لديها العديد من الطاقات التي تحاول الحفاظ على التراث الشعبي من الاندثار ومنها د.يوسف دوخي الذي قدم أهم رسالة للإنسان في الفن الكويتي، حيث كان اول من اقتحم هذا المجال ورسالته تناولت الفنون الكويتية خصوصا الفن البحري، وتلته د.حصة الرفاعي التي دونت للفن البحري.
ومن ثم قدم الديكان نبذة مختصرة عن فرقة العميري احدى أبرز الفرق الكويتية التي تقدم الفن البحري، مثمنا دور مؤسسها الراحل محمد سعد العميري، وكذلك إبداع رئيسها حاليا خليفة العميري الذي استطاع أن يحافظ على هذا التراث بكل مفرداته الموسيقية دون أي تحريف.
بعد ذلك قدمت فرقة العميري مجموعة من الفنون البحرية منها «رأس طبلة» وهو فن حمال التمر، وكذلك «نافلين بالكرامة»، وأيضا فن «سنجني»، ثم قدمت لفن «الحدادي» الذي تنوع ما بين «الحدادي والمخالف والحساوي»، وذلك بصوت النهامان الفنان سليمان العماري وفيصل مال الله، وبعد ذلك اختتمت الفرقة السهرة بمجموعة من أغاني «فن الصوت» التي نالت استحسان الحضور.