رفضت لجنة التظلمات بهيئة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر سيناريو فيلم «لا مؤاخذة» للمخرج والمؤلف عمرو سلامة بشكل نهائي، وذلك بدعوى الحفاظ على الوحدة الوطنية، ومشاعر المسيحيين.
واضاف عمرو انه كان متفائلا أو ساذجا عندما قرر كتابة فيلم سينمائي ساخر كوميدي صادم ليناقش قضية التمييز الصامت – كما يسميها – بين المسلمين والمسيحيين في مجتمعنا، ليحاول فيها ان يبدأ بحل المشكلة، لأن أولى خطوات الحل تتمثل في الاعتراف بالمشكلة نفسها، بحسب صحيفة «الشروق» المصرية. وأوضح انه ذهب ليناقشهم في القرار، وجلس مع الرقباء ساعات عدة، واشار الى ان لجنة الرقابة بررت موقفها بكلام على شاكلة «مراعاة مشاعر المسيحيين» و«الحفاظ على سمعة مصر» و«مش كل ما يحصل في الحقيقة يحصل على الشاشة»، و«مصر عمر ما حصل فيها تمييز لا سلبي ولا إيجابي ولا حتى جوة النفوس». وقال عمرو: أخيرا قالوا لي «احنا يا ابني لو وافقنا على فيلمك نقفل الرقابة أحسن ونشوف لنا كلنا شغل تاني».
وأوضح مخرج الفيلم انه يدرس حاليا ما سيقوم به تجاه تحريك الفيلم، ملمحا الى احتمال رفع دعوي قضائية للحسم في الأمر، معربا عن تفاؤله بتقديم الفيلم في يوم من الأيام، وهو من بطولة وفاء عامر واحمد آدم.
وحول قصة الفيلم أوضح سلامة: القصة ببساطة تتناول حياة طفل مسيحي من الطبقة العليا، عاش حياة مرفهة وكان يتعلم بمدرسة أجنبية، وعندما توفي والده اضطر لدخول مدرسة حكومية، حيث فوجئ بتهكم الأطفال عليه، والسخرية منه في أول أيامه لأنه من طبقة مختلفة، وهو ما يظهر في الملبس والمأكل وكذلك طريقة الكلام.وعندما تأتي حصة الدين يقرأ الأستاذ كل الأسماء ولا يلاحظ ان البطل مسيحي بسبب اسمه المشابه لأسماء المسلمين، فيقول: «الحمد لله كلنا مسلمين»، وهنا يخاف البطل ان يفصح عن كونه مسيحيا، ويتظاهر بأنه مسلم طوال السنة، ويبالغ في تدينه خوفا من كشف أمره. وتتواصل الأحداث في شكل كوميدي ساخر، مما يجعل البطل يكتشف العالم الآخر، ويعلم ما يقوله المسلمون في الأحاديث الجانبية عن المسيحيين، خاصة انهم أطفال لم يتلقوا تعليما جيدا يقبل الآخر، وفي المقابل نشاهد الكلام المستتر من المسيحيين المتشددين.