مفرح الشمري
ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 17 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قدمت فرقة «نان» الأرمينية للاستعراض الجماعي، أمس الأول على مسرح الدسمة عرضا راقصا تعرف من خلاله الجمهور الكويتي على الفلكلور الشعبي الأرميني، حيث قدمت مجموعة من اللوحات الجميلة التي استحقت عليها الإشادة من الحضور الذي تابعها بشغف كبير.
اتسم عرض الفرقة الأرمينية بالتناغم والتنوع في اللوحات الراقصة المستوحاة من التراث الشعبي الأرمني إضافة إلى المزج بين فئات عمرية مختلفة لترسيخ مبدأ تواصل الأجيال وإكساب الفتيات الصغار الخبرة من زميلاتهن المحترفات وبدا واضحا مدى تمكن عضوات الفرقة بشكل عام ولياقتهن والمرونة في تنفيذ العديد من اللوحات الاستعراضية، وازدان مسرح الدسمة بأزياء عضوات الفرقة التي تنوعت تصميماتها واختلفت ألوانها من لوحة إلى أخرى.
والمعروف ان فرقة «نان» هي فرقة يافعة محترفة في الفن الاستعراضي في أرمينيا إذ تمكنت هذه الفرقة من إيجاد مكانة متميزة لها في الفن الأرميني المعاصر بعد دراسة وتجارب طويلة، وتملك الفرقة إرثا فنيا متعدد الأجناس فالرقصات الاستعراضية الوطنية الأرمينية تمتزج بالنغمات القوقازية السريعة حيث يتسابق الراقصون مع الحركات الإيقاعية الصعبة.
وتعود الرقصات الكلاسيكية لتتحد مع نغمات الجاز كما ولدت فكرة جديدة مستلهمة من صوت الفنانة داتيفيك هوفانيستان فأعاد الراقصون صياغة الفن الأرميني الوطني الاستعراضي بتراكيب غريبة من موسيقى الجاز ويتضمن الاستعراض الجماعي أيضا الرقص الإيقاعي والحديث.
وقد نشأ الرقص الأرميني كفن يؤديه كاهن أو ساحر قبالة جمهور المتعبدين، مرتديا زيا خاصا من جلد الماعز. ثم أصبح الرقص يؤدى من قبل الجماعة موقعا من آلة إيقاع لضبط حركات الراقصين. وقد فرض تنوع الأعمال تنوع حركات الراقصين مما استدعى وجود إيقاعات متنوعة للرقصات ترتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الروحية المرافقة للعمل.
والرقصات الأرمينية كثيرة ومتعددة المناسبات منها ذات أصل طوطمي كرقصة شجرة البخور، ورقصة شجرة المشمش، ورقصة النحس والدفن التي تعد من الرقص الجنازي وكانت تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة التي تتجمع حول رأس الميت. وقد تطور مدلول هذه الرقصة فيما بعد إلى إحياء ذكرى الأموات أو المفقودين. وهناك رقصة دينية قديمة «ماخوخابري» تؤدى في الأعياد والمناسبات الحزينة والطقوس والشعائر والعبادات المرتبطة بالحزن والحداد.
أما الرقص الأرميني الحديث، فقد عني بالرقص التعبيري وهو «الباليه» الذي ظهرت بداياته في أرمينيا في منتصف القرن التاسع عشر اعتمادا على المشاهد واللوحات الغنائية الراقصة في المسرحيات الغنائية القصيرة (الأوبريت) ومن الفنانين الأرمن الذين عملوا في تصميم رقصات الباليه آرباتوف.
يذكر ان فرقة «نان» تضم أطفالا تتراوح أعمارهم بين 4 و16 عاما وقدمت خلال السنوات الماضية مئات الاستعراضات الحكومية والخيرية والعسكرية الأرمينية وشاركت الفرقة في العديد من المهرجانات الدولية كما حصدت جوائز عدة تحت قيادة المديرة الفنية للفرقة نارين توبوليان.