بيروت ـ ريميال نعمة
حدثني عن نفسه شخصيا وشهدته بأم العين من خلال تشبثه بالمقعد كالأطفال او من خلال محاولة قراءة جريدة او ما يشبه ذلك أو من خلال التمتمة بآيات قرآنية يحفظها عن ظهر قلب يتلوها عند اي موقف دقيق، في تلك الرحلة كانت بداية تعارفي مع النجم احمد زكي حيث استمرت العلاقة معه خلال فترة علاجه ومرضه، وهمزة الوصل بيننا هي الصديق المشترك ومصمم الازياء الخاصة بشخصيات افلام زكي، محمد عبدالسلام الذي كان يرافقه في تلك الرحلة.
وكان النجم الكوميدي سعيد صالح موجودا على الرحلة نفسها، جلس احمد على مقعد في الدرجة السياحية رافضا الجلوس في الدرجة الاولى مؤكدا ان وجوده بين الناس على الطائرة يخفف عنه الخوف «فوبيا الطيران والطائرات»، كان ذلك هو حال النجم الاسمر الراحل الممثل احمد زكي في تلك الرحلة التي اقلته من مطار القاهرة الدولي الى بيروت لتسجيل حلقة خاصة من برنامج الزميل زاهي وهبي «خليك بالبيت».
آنذاك وفي العام 1998 كان احمد زكي يفضل ان يبقى بالبيت او بالفندق حيث اعتاد ان يقيم بدل الخوف والرعب الذي كان يعيشه كلما اضطر للسفر بالطائرة الى احد البلدان لتصوير فيلم او للمشاركة في مهرجان للسينما او اي امر ضروري.
وعلى الرغم من المسافة والوقت القصيرين للرحلة من القاهرة الى بيروت والتي لا تتجاوز الساعة تقريبا، فان الخوف والقلق كانا يتملكان احمد زكي خلال الرحلة، وكان يتغلب عليهما بالجلوس في المقاعد الخلفية المزدحمة.
وكان زكي يلتفت طوال الوقت الى النجم سعيد صالح الذي كان يجلس خلفه مباشرة طالبا منه نكتة او سرد موقف طريف لمجرد الكلام وتمضية الوقت، ناهيك عن محاولته شرب الماء بكثرة دون ان يكلف نفسه دخول حمام الطائرة مهما بلغت به درجة الحرج، ليهرع بعدها الى حمام المطار بعد وصوله مسرعا وسط ضحك وابتسامات مرافقيه واصدقائه.
تلك كانت حكاية احمد زكي الذي كان يعاني من «فوبيا الطيران والطائرات» على حد تأكيده يومها، وهو ما يعرفه ويؤكده كل المقربين والمحيطين به، ولعل تلك اللقطات كانت صورا بعدسة الزميلة ريميال نعمة للنجم احمد زكي، وكانت هذه حكاية الصورة.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )