بيروت - ريميال نعمة
نادرة هي المرات التي يلتقي فيها الفنانون اللبنانيون من نجوم الغناء بعيدا عن الفن والحفلات والرحلات الفنية والمصالح المشتركة، الا ان ما يجمع نجمي الصورة الموسيقار ملحم بركات المعروف بسلاطة لسانه وخفة ظله ومشاكسته الدائمة لزملائه وانتقاده اياهم، لكنه مع ذلك لا يخفي اعجابه بهيفاء الجميلة، ويقول «احترمها لأنها تعرف حدودها ولا تصف نفسها بالمطربة»، هذا هو ملحم بركات صاحب القلب الطيب واللسان السليط، لكن ما يجمع بين النجم عاصي الحلاني والموسيقار هو علاقة ود عائلية ابتدأت من مهرجان للاغنية اللبنانية دعا اليه الموسيقار مع صديقه الشاعر الراحل عصام زغيب، ورغم ذلك لم يسلم عاصي الحلاني من انتقادات ملحم ونكاته المحببة عبر صفحات المجلات.
وبعد خصام، وقد كانت قطيعة وخلاف بين النجمين ابتدأت بالطبع حينما اتى الموسيقار على ذكر عاصي الحلاني في مقابلة له في احدى الاذاعات واصفا اياه بمطرب «البدو والغجر»، مضيفا عبارات سخرية واستهزاء، طالبا منه تحمل مسؤوليته كمطرب تجاه الاغنية اللبنانية والغناء اللبناني، من هناك انطلقت شرارة الخلاف لتتطور الى تراشق متبادل في الصحف والمجلات التي استغلت حال الخصام لتصب الزيت على النار مرة تقف مع ملحم بركات وتارة تقف مع عاصي الحلاني، لتأتي فكرة مهرجان كبير للاغنية اللبنانية يشارك فيه عدد من الفنانين اللبنانيين اقترحها صديق الطرفين الشاعر عصام زغيب، في نهاية الثمانينيات تجمع عددا من مغني اللون اللبناني وعلى رأسهم الموسيقار ملحم بركات وعاصي الحلاني، المختلف احدهما مع الآخر، وهكذا كان، فقد انجز الموسيقار مجموعة الحان لتلك الامسية، فيما وقف المطربون الثلاثة ينشدون الوطن والحب والحياة في اغنيات لبنانية جميلة سبقها اجتماع للنجمين في مكتب متعهد حفلات صديق للجميع هو ميشال حايك، وسلام فكلام فاعتذار وقبلات من النجم عاصي الحلاني لمن سبقه في الفن والعمر ملحم بركات وصافي يا لبن، فكانت تلك اللقطة، صورة الحكاية.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )