أحمد الوسمي
شهدت السنوات الاخيرة مجموعة من المحاولات السينمائية تبناها عدد من المنتجين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية اعادة صناعة الفن السابع والذي توقف قبل عشرات السنين رغم ريادة الكويت له في المنطقة، وعلى الرغم من ضعف الامكانيات وندرة عناصر ومقومات الفيلم السينمائي الا ان حقبة الستينيات حتى اواخر الثمانينيات كانت زاخرة بمجموعة من الانتاجات السينمائية صنفت حينها على انها «تحف» ثمينة ومنها «العاصفة» لمحمد السنعوسي، «بس يا بحر»، «عرس الزين» لخالد الصديق و«الصمت» لهاشم محمد و«الفخ» لعبدالرحمن المسلم و«الفجر الحزين» لعبدالله المحيلان وغيرها من الافلام.
وفي السنوات الاخيرة وتحديدا في عام 2004 اقدم المنتج حمد بدر على انتاج فيلم «شباب كوول» والذي حاول من خلاله تقديم فيلم يعيد الحركة الى عجلة السينما لكنها كانت تجربة متواضعة اعقبتها تجارب مماثلة وذلك لعدم وجود النضوج الفني الحقيقي في صناعة السينما، كانت محاولة بدر بمثابة خطوة حركت المياه الراكدة من تحت اقدام المنتجين الآخرين حيث اقدم الفنان الراحل محمد الامير على انتاج فيلم «الدنجوانة» والشاب محمد الحملي على تقديم فيلمه «مسرح بلا جمهور» وهو عبارة عن سهرة تلفزيونية حملت مسمى فيلم دون وجه حق ولن ننسى ايضا محاولة المخرج سامي الشريدة في فيلم «جسوم اي شيء» الذي منع من العرض بسبب اساءته للشباب الكويتي حسب تقرير رقابة الافلام. وظلت المحاولات والتجارب تسير بخطى متعثرة تقف وراءها الكثير من الاسباب المعلومة منها والمجهولة ويأتي في مقدمتها عدم فهم وادراك اللغة الحقيقية للسينما فهي ليست مجرد نص تلفزيوني ومسرحي يمكن تقديمه وتصويره بكاميرا ثم نصفه بالفيلم الى جانب غياب الوعي الواضح في الثقافة السينمائية وهذا ليس انتقاصا من اصحاب التجارب السابقة انما لغياب التواصل بين الضالعين في الفن السابع وعدم وجود جهات حقيقية تعي المسؤولية بضرورة احياء صناعة السينما، لان الجهود التي يبذلها القائمون على نادي الكويت للسينما او الانشطة التي يقيمها كل دهر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لا تسمن ولا تغني من جوع، وهنا لابد من الاشادة بتجربتين قدمهما الفنان طارق العلي الاولى في فيلم «معتوق في بانكوك» والاخرى في فيلمه الاخير «هلوو كايرو»، فقد اثبت العلي انه فعلا يملك الرغبة الصادقة في تقديم سينما حقيقية بدليل اصراره على الاستفادة من تجربته الاولى في التجربة الثانية التي تعتبر الاكثر نضوجا وادراكا للمفهوم السينمائي فهو المنتج الوحيد الذي سعى من اجل ان تتوافر في افلامه جميع مقومات الفيلم السينمائي من ناحية المعدات الفنية والتقنية وحتى على مستوى الممثلين عندما طرق ابواب السينما المصرية باختياره لمجموعة من نجومها أمثال احمد بدير وحسن حسني وعلاء مرسي، فقد احسن الاختيار الامر الذي يدل على خطة واضحة المعالم نحو غزو السينما العربية المصرية في عقر دارها وهو الحق المشروع له، وكل من تابع او حضر الفيلم سيكشف ان العلي تمكن من تقديم تجربة سينمائية متكاملة الملامح. واخيرا لابد من التطرق الى التجارب الشبابية في تقديم الافلام السينمائية القصيرة وحضورهم اللافت في المهرجانات المحلية والخليجية لاثبات وجودهم لكن دائما النوايا الطيبة لا تؤتي ثمارها ولابد من ان نشيد بدور الشركة الكويتية للسينما في دعم التجارب السينمائية والدليل على دورها الفاعل هو المساهمة في اكمال نضوج فيلم «هلوو كايروو».