مفرح الشمري
عند ظهور فنان العرب محمد عبده على خشبة مسرح «ليالي فبراير» وتقديمه التحية للكويت وأهلها، خص بتحيته شهداءها، خصوصا الشهيد الشاعر فائق عبدالجليل. وقد توقع الجميع ان يغني فنان العرب إحدى أغانيه التي تعاون من خلالها مع فارس الكلمة، يرحمه الله، فخطر على بال الكثير ان يغني «وهم» أو «المعازيم» أو «آخر زيارة» ولكن بونورة أختار «ابعاد» التي صاغ لحنها الموسيقار يوسف المهنا فصفق له الحضور على هذا الاختيار الجميل ولكن لماذا «ابعاد»؟
«ابعاد» التي طرحها في فترة السبعينيات كان لها الفضل في معرفة العالم العربي به كمطرب قادم بقوة من منطقة الخليج العربي والذي كان يطلق عليه لقب «مطرب الجزيرة العربية» أو «فنان الجزيرة العربية» لتعاوناته الكثيرة مع الشاعر الأمير خالد الفيصل، ولكن بعد ان قدم «ابعاد» زادت شهرته في الوطن العربي لدرجة ان أحد المطربين الإيرانيين قام بترجمة هذه الأغنية لـ «الفارسية» بنفس اللحن وغناها بصوته وأيضا ترجمها مطرب هندي وغناها بطريقته، كما غنتها فرقة «عائلة البندلي» فزادت شهرة الأغنية بشكل غير موصوف لدرجة ان بعض الجاليات غير العربية في الخليج تعرفت على فنان العرب محمد عبده من خلالها رغم ان بدايته الفنية كانت في الستينيات، حيث حرصت تلك الجاليات على شراء أشرطته والذهاب بها الى بلدانهم رغم عدم معرفتهم اللغة العربية لتعم شهرة فنان العرب في المشرق والمغرب بسبب أغنية «ابعاد» التي يعتبرها البعض البداية الحقيقية لفنان العرب لأنها أغنية عالمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
الجميل ان فنان العرب لا ينكر ذلك ويحرص في معظم حفلاته على ان يغني «ابعاد» لإحياء ذكرى رفيق دربه فارس الكلمة الشهيد فائق عبدالجليل ليؤكد انه دائما «على باله»، مثلما ذكر لـ «الأنباء»، كبير يا بونورة والوفاء من شيم الكبار.