عبدالحميد الخطيب
وسط حضور فني واعلامي انطلقت مساء امس الأول على مسرح الدسمة، انشطة الدورة الثامنة لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي، حيث وجه كلمة الافتتاح عضو مجلس أمناء المهرجان الفنان جمال الردهان طالبا من الحضور في البداية الوقوف دقيقة حدادا على ارواح الشهداء من ابطال الثورات العربية، وحمد الله على نعمة الامن والامان التي تعيش فيها الكويت في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد.
وتابع: مهرجان الخرافي هو متنفس حقيقي للابداع الشبابي الكويتي وقد حرصنا على ان تتزامن دورته الثامنة مع احتفال الديرة بـ 50 سنة على الاستقلال و20 على التحرير و5 على تولي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، مضيفا: كما ان استمرار المهرجان يأتي لجدية الدعم والرعاية التي غمرتنا بها اسرة الخرافي متمثلة في رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي الذي يمنحنا الكثير من وقته وجهده لدعم هذا العرس المسرحي الذي انتج الكثير من الاعمال التي شاركت باسم الكويت في الخارج مثل مسرحية «تاتانيا» لمسرح الخليج.
وذكر الردهان اسماء لجنة التحكيم والمكرمين، ثم اعلن افتتاح الدورة الثامنة، ليفتح الستار مع بداية اول عروض المسابقة الرسمية وهو مسرحية «الحل بالحرب» لفرقة المسرح الكويتي.
وتدعو المسرحية من خلال احداثها الانسان إلى ان يقتنع بحاله ولا يطمع فيما ليس من حقه وذلك من خلال قصة بسيطة نقلها بطلا المسرحية الفنان عبدالمحسن القفاص وحمد اشكناني اللذان قدما حكاية شخص عجوز لا يري بسبب انفجار قنبلة في احد البنوك التي كان يسرقها بمساعدة صديقه الاصم والذي يحاول الحصول على المال لاجراء عملية جراحية يستطيع بعدها ان يسمع، ولحظهما العثر يقعان في قبو البنك ويتجادلان بخصوص تقسيم المال الذي سيسرقانه، وكيف سيتصرفان فيه ولكن جدالها يطول فيأتي شخص غريب يجد خزنة البنك مفتوحة فياخذ المال ويذهب لتنتهي المسرحية مع فقدانهما املهما وبقائهما على حالهما وندمهما جراء تناحرهما دون جدوى.
ومن هنا، تبين لنا المسرحية كيف يصنع الانسان احلامه ومتى تتسرب الامال من بين يديه من خلال تراجيديا السقوط والهزيمة بفعل الخوف من الاخرين، كما عكست لنا خنوع الانسان وجداله الذي لا ينتهي واستسلامه للهموم بفعل الانتظار والشكوى والتذمر.
ان العرض الذي قدمته فرقة المسرح الكويتي اهتم ببعض عناصر العمل المسرحي واغفل البعض الاخر ما اثر في شكل العرض ككل، فقد ركز محمد الفرج في اولى تجاربه الاخراجية وثاني تأليف مسرحي له على امكانات الفنانين عبدالمحسن القفاص وحمد اشكناني وهما صاحبا خبرة في المسرح الاكاديمي، حيث اجادا في ايصال انفعالاتهما وجذبا الحضور من خلال حوار محبوك ونجحا في تجسيد دوري الاعمى والاصم رغم بعض الهفوات من حمد اشكناني والذي كان يفهم كلام الاخرين من شفاههم لانه اصم، حيث كان يكمل الحوار مع القفاص دون ان ينظر الى شفتيه، ولا نغفل دور السينوغرافيا، حيث استخدم الفرج الجانب الصوتي والحسي والذي ساند في تنظيم إيقاع العرض فوصلت الفكرة بسهولة للمتلقين.
ولكن ما شاب العرض من قصور هو ادخال بعض الحوارات التي استخدمت ايماءات والفاظا بدت وكأنها مقحمة على النص خصوصا في جدال البطلين على محبوبتهما فكانت الحالة غير مناسبة مع اجواء الفزع التي يعيشانها، خصوصا انهما محبوسان في قبو والحرب محيطة بهما، والنقطة الاخرى هي النهاية «المبتورة» للمسرحية، حيث فوجئ الحضور بتحية الممثلين لهم بمجرد ان سرق شخص اخر النقود التي تجادلا عليها، ما اعتبره البعض قصورا من مؤلف العمل وانه نسي ان هناك علاقة جدلية بين العالم الخارجي والعالم المفترض المحدود داخل الفضاء المسرحي، لذلك كان لابد ان يجد نهاية اخرى تكون اكثر اقناعا.