عبدالحميد الخطيب
باللونين الأبيض والأسود دارت مساء أمس الاول على خشبة مسرح الدسمة ثاني عروض مهرجان الخرافي للإبداع المسرحي، حيث عرضت مسرحية «صائد الأحلام» لفرقة مسرح الخليج.
البداية كانت مع دخول مجموعة من الأشخاص يهتفون «الشعب يريد تغيير الملك» فيظهر الوزير «عماد العكاري» فيغيرون الهتاف الى «عاش الملك.. عاش الملك» وهنا يتحدث الوزير بلغة غير مفهومة متمنيا ان يموت الملك ليحل مكانه، وفجأة تحدث ضجة في القصر فيستيقظ الملك «ابراهيم الشيخلي» وابنته الاميرة «منى فاضل» مفزوعين ويسأل الملك حاجبه عما يحدث فيخبره الحاجب بأنهم امسكوا بلص يسرق فتعجب الملك من ان يتجرأ أي انسان على القدوم لقصره لسلبه فيأمر بأن يحضروه له وعندما يأتي اللص «ابراهيم بوطيبان» أمامه يسأله: ماذا كنت تسرق؟ فيقول اللص: لا شيء فأنا لست لصا وانما «صائد للأحلام»، فيتعجب الملك وابنته الأميرة من كلام اللص ويطلبان منه ان يصطاد أحلامهما فيبدأ «صائد الاحلام» بالملك ويخبره انه أنقذه من موت محقق عندما هاجمه وحش في حلم مزعج، أما الأميرة فيخبرها بأن أحلامها كلها وردية وسعيدة، وهنا تقع الأميرة في حب «صائد الأحلام» ولكن يعترض الملك على زواجهما.
وفي تحول درامي مفاجئ وغير مقنع يظهر الوزير مرة أخرى وهو يحقق مع «ديك» ويسأله من قتل الملك؟، محاولا من خلال بعض الكلمات «المقحمة» إيهام المتلقين بأن النص يناقش الثورات العربية الحالية، ومن ثم تنتهي المسرحية مع بعض الأصوات التي تقول «مات الملك.. عاش الملك.. مات الملك»، وينتهي الحوار مع «صائد الأحلام» وهو متزوج من الأميرة ويأمر بدخول جميع افراد الشعب الى القصر ليحقق لهم أحلامهم.
صورة جمالية
المسرحية رغم بعض الصور الجمالية فيها والمتمثلة في السينوغرافيا المستخدمة بدقة مثل الديكور الذي جسد لعبة الشطرنج لاعطاء إيحاء باللعبة التي تدور في القصور وبين الحكام والشعوب وكذلك وجود شخصية الجوكر لاعطاء «الرمزية» على الاحداث بالاضافة للاضاءة والمؤثرات الصوتية اللتين وظفتا بشكل سليم الا ان النص لم يخرج من عباءة التكرار في نقد الواقع العربي، فلم يقدم محمد خالد مؤلف ومخرج العرض جديدا يذكر حتى في النقد الذي انتهجته المسرحية فيما يتعلق بالثورات العربية والذي كان فيه بعض من السخرية التي لا تليق بحجم وقيمة التضحيات والأرواح التي استشهدت لنجاح هذه الثورات، ما أفقد المضمون وقاره، كما ان اختفاء الملك فجأة من الأحداث دون سبب مقنع جعل الكثير من الحضور يتساءل كيف مات الملك؟ هل نسيه المؤلف أم لم يجد أفكارا ليقدمها كي تكتمل الحبكة الدرامية للقصة؟
مريض نفسيا
وعلى صعيد أداء الممثلين فجميعهم أجادوا في أداء أدوارهم واستطاع المخرج ان يتحكم في حركاتهم بكل دقة وساعد في ذلك خبرة هؤلاء الممثلين في المسرح الأكاديمي، خصوصا ابراهيم الشيخلي الذي تصدى لشخصية الملك المريض نفسيا، حيث استطاع ان ينقل لنا انفعالات الشخصية بسهولة فتفاعل معها الحضور طوال العرض، ولا نغفل الظهور المتميز للفنان عماد العكاري الذي رغم ضآلة دوره والذي لا يليق بمكانته كفنان الا انه كان تيمة العمل ورسالة العرض للجمهور.