محمد ناصر
مزيج من الكوميديا الطريفة والموجعة في آن برع النجم اللبناني فادي رعيدي في تقديمها لنا يوميا عبر شاشة تلفزيون الجديد «نيو تي ڤي» التي دخلت على خط المنافسة الرمضانية لهذا العام بعدما درجت في الاعوام الماضية على ان يكون برنامج «مايسترو» للمذيع نيشان ديرهاروتيان هو مادتها الاساسية، فراهنت بعد ذهابه لشاشة mbc على برنامجي «فرصة» لطوني خليفة و«جنون» لفادي رعيدي.
وعلى خلاف المتوقع، استطاع رعيدي ان يجير الفوز لصالحه من اولى الحلقات واعطى شاشة الجديد وهجا اضافيا وجعل من برنامجه الاكثر شعبية ومشاهدة بين البرامج اللبنانية وهذا ما اثبتته كمية الاعلانات الكثيرة التي تبث على شاشتها اثناء البرنامج.
أربع شخصيات
نافس رعيدي نفسه في «جنون» عبر 4 شخصيات هي الطفل بيبو والرجل القروي البسيط يوسف قليقل والشاب الثري جان لوك وملكة الجمال المتصابية الثرثارة التي تبالغ في علاقاتها الاجتماعية فاديا الشراقة.
ورغم النمطية والتكرار اللذين اصبحا يغلفان اداء الرجل لشخصيات النساء الا ان رعيدي نجح بدرجة كبيرة في إدخالنا بعالمه الخاص البعيد عن التكرار عبر سيناريو يخيل اليك للحظات انه ارتجال ثم تعتقد انه معد سلفا بطريقة مميزة لتتيقن بعدها انه مزيج من الارتجال والاعداد ما يؤكد براعة رعيدي في الاعداد والتمثيل ورنا ضاهر في الاخراج.
فعندما نقوم بمقارنة بين الشخصيات الاربع لرعيدي في برنامجه التي تملك كل منها تاريخا خاصا بها بدأ مع انشاء محطة «ام تي ڤي»، لابد ان نتوقف ونبحث عن سر الشعبية التي تتمتع بها فاديا الشراقة دون غيرها.
استفزاز الضيف
فهذه المرأة التي هي نقيض الجمال والانوثة والنعومة والهدوء توقعك على ظهرك من الضحك عندما تدَّعي دائما ما لا تستطيع فعله او ما هو غير موجود عندها، فتنافس الضيف وتستفزه وتحاول ان تقنعه بأنها افضل منه كأن تستفز ضيفتها مريم نور بشتمها لمعلمها، او ان تلوِّح لماغي فرح بكتاب ابراج جديد ستصدره الشراقة وستعتزل ماغي بعد نجاح منافستها او عندما تعرض نفسها كوجه فوتوجينيك للمزين بسام فتوح، بل انها فكرت بمنافسة الراقصة اماني، واصرت على كسبها الرهان، اما الحلقة الوحيدة التي ابدت فيها الشراقة خوفا وليونة مع ضيفتها كفانت مع نضال الاحمدية، في اشارة مبطنة من رعيدي المعد الى مقدرة نضال على تجيير اي معركة تخوضها لصالحها.
وزير المالية
وبما انه يحق لفاديا الشراقة ما لا يحق لغيرها، فقد استطاعت دخول السراي الكبير (مقر الحكومة اللبنانية) ولقاء وزير المالية جهاد ازعور في واحدة من اطرف واجمل الحلقات التي حفلت بالعديد من الانتقادات و«اللطشات» حول موضوع الضريبة المضافة «tva»، وكي لا يكون موضوع الحلقة اقتصاديا وسياسيا فقط ادخل رعيدي جوا فكاهيا عندما اوقع فاديا الشراقة بحب وزير المالية من اول نظرة، فبدأت تصدر منها الغمزات والاغماءات والحركات الانثوية الاغرائية التي لا تتمالك نفسك من الضحك وانت تشاهدها.
وان كان من تحية توجه في هذه الحلقة فهي بالتأكيد لوزير المالية جهاد ازعور الذي ارتضى ان يكون اولا بضيافة برنامج كوميدي وثانيا بضيافة سليطة اللسان فاديا التي لا تتورع عن توجيه اسئلة حادة ومحرجة مثل «قديش معاشك» او «ما طالع عبالك تخون مرتك»، وثالثا لأنه لم يكسر قاعدة ختام البرنامج والتي تحتم على فاديا والضيف ان يقفزا معا من على الارض الى اعلى وهو ما اعتقدنا لوهلة ان الوزير سيرفضه ولكن اثبت مرة اخرى انه باستطاعة الوزير ان يخرج من جلباب السياسة ويضفي جوا مرحا ولو لمرة واحدة على اهل السياسة.
ففي زمن عزت فيه البسمة خاصة في لبنان استطاعت فاديا ان ترسمها على الوجوه وان تقدم كوميديا ليست كلاما مجانيا بالإضافة لنجاحها في ابعاد شبح الملل الذي قد يصيب المشاهد بعد 26 حلقة هي عمر البرنامج.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )