- الكل يطمح لأن تكون لديه محطة إذاعية لكن هذا أمر صعب جداً في ظل المبالغ التي تحتاجها هذه المحطات
- السوق الإذاعي في الكويت مهم جداً على الرغم من الزحام الكبير الذي أوجدته «الإعلام» من خلال محطاتها المختلفة
- مستقبل «المارينا» يقع الآن على عاتق الموجودين فيها ويجب عليهم أن يحافظوا على مستواها وجمهورها
عبدالحميد الخطيب
الإعلامي المتميز طلال الياقوت اسم بارز في مجال الإعلام وأحد الوجوه الكويتية التي أثبتت براعتها في المجال الإذاعي من خلال اقامته للغة تفاهم رفيعة مع جمهور محطة «مارينا أف أم» التي كان يتولى إدارتها منذ فترة بسيطة، من خلال محتوى أشاد به الجميع. سبع سنوات هي مدة تولي الياقوت إدارة الـ «مارينا» قبل ان يستقيل منها أخيرا وتوجه الى مجال آخر، قدم فيها الكثير من الانجازات وارتفع بأول محطة خاصة في الكويت الى القمة معتمدا على خبرته وأسس الاعلام الصحيح، وتقديم محتوى يحترم عقلية الجمهور فاستحق ان يكون رقم واحد كمدير والـ «مارينا» رقم واحد كمحطة إذاعية. العديد من الأفكار ينوي الياقوت تطبيقها خلال الفترة المقبلة بعضها يرتبط بالإعلام والاخرى تختص بقطاعات أخرى لعل أبرزها هو شركته الخاصة التي اتخذت من الخدمات الذكية مسارا لأعمالها.
وأكد الياقوت في حوار مع «الأنباء» انه بعد استقالته من «مارينا اف ام» يباشر عمله كرئيس مجلس إدارة لشركته الخاصة التي تحمل اسم «تواصل» هي تعمل في مجال مشاريع المباني الذكية مثل التحكم في التكيف والسلالم وغيرهما، وكذلك التحكم في المنازل عن بعد وتبليغ العملاء بالأعطال في منازلهم، مشيرا الى ان مجال عمل شركته توجه عالمي، وهناك شركات عالمية متخصصة فيه.
وعن ابتعاده عن الاعلام قال: بالعكس أنا ما زلت متواجدا وشركتي «تواصل» تضم شركة «ماديسون» وهي متخصصة في الدعاية والإعلان ومسؤولة عن الحملة الاعلانية لمشروع التعداد العام لسكان الكويت، كما ان لدي بعض العروض التي أدرسها وقريبا سأعلن عن مفاجأة.
سر الاستقالة
وبالتطرق الى سر استقالته من محطة «مارينا اف ام» في أوج عطائه وتفوقه أوضح الياقوت انه أراد ان يستريح بعد فترة طويلة من العمل المتواصل في المحطة اذ وصل في بعض الايام الى 24 ساعة عمل، خصوصا انه كان مديرها العام عليه ان يوفق بين أربعة اتجاهات هي: الجمهور والشركات المعلنة وملاكها والعاملون فيها، وكان يبذل مجهودا كبيرا للمتابعة اليومية، ما جعله يقرر تركها الى شخص آخر يحافظ على مستواها، نافيا ما يقال عن نيته بث محطة اذاعية خاصة به وقال: الكل يطمح لان تكون لديه محطة اذاعية لكن هذا أمر صعب جدا في ظل المبالغ التي تحتاجها هذه المحطات لكي تخرج الى النور ومنها مبلغ يفوق المليون دينار لوزارة الاعلام.
وعن شعوره أثناء تقديمه للاستقالة رد: «المارينا» مثل طفلي الذي ربيته على يدي فقد بدأت فيها وهي «بلكونة» ومع ثقة الملاك الذين أشكرهم من خلال «الأنباء» على ثقتهم التي ساعدتني فتره إدارتي للمحطة على العمل بحرية حتى أصبحت «المارينا» رائدة في الكويت والخليج وهم: محمود الصانع بشركة يونايتد والاخوة في شركة المشاريع، اعتقد ان الخروج من محطة «مارينا» الى مجال آخر كان أمرا محسوما ولابد من حدوثه، مشددا على ان الكثير من العروض جاءته بعد استقالته، ورفضها لأنه لم يكن ينوي عندما ترك «المارينا» الاتجاه الى مكان إعلامي آخر ولكنه رغب في تغيير مجال الاعلام وإنشاء مشروع خاص به.
مستوى المحطة
وبسؤاله عن توقعه لمستقبل «المارينا» أجاب: هذا الامر يقع الآن على عاتق الاخوان الموجدين فيها والذين يجب ان يحافظوا على مستوى المحطة، لأن الوصول الى النجاح سهل لكن المحافظة عليه صعب جدا، فنحن كنا نكافح طوال السنوات الماضية من الناحية التسويقية والاعلانية والجمهور، وذلك من خلال المحافظة على مستوى البرامج والمحطة، وهذا كان هاجسا يوميا موجودا عندنا وهاجسا متعبا جدا لأن عندنا جمهورا لابد ان نرضيه، وأتمنى ان يكون هاجس القائمين على المحطة حاليا لتظل في القمة.
وحول وجهة نظره في ادارة «المارينا» الحالية قال الياقوت: أتمـــنى ان تكون الادارة الحالية أفضل مـــــني وان ترتقي البرامج ويـــــتقدموا بها أكثر وان يكونوا أفــــضل مني بما يصب في صالــــح «المارينا» وجمهورها الكبير.
قرار نهائي
وعما يقال عن ان سبب استقالته إجباري ونتيجة خلافات مع ملاك المحطة أجاب الياقوت: هذا كلام غير صحيح، أنا كنت مرتاحا جدا في عملي والثقة التي حصلت عليها من ملاك المحطة كانت كبيرة لأبعد الحدود، وللعلم عندما قدمت الاستقالة كانت هناك جهود كثيرة لحثي على التراجع، ولكني كنت قد اتخذت قراري النهائي بتغير المجال الاعلامي وإنشاء شركة خاصة بي لها نشاطها الذي من خلاله أحاول ان أثبت نفسي.
وأضاف: عندما بدأت مع وزارة الإعلام أنشأت أنا وبعض الزملاء في عام 1994محطة «سوبر ستيشن» والتي حظيت بنجاح كبير ومن بعدها كان أمامي تحدي «المارينا»، خصوصا أنها اول محطة خاصة في الكويت وهذا تحد آخر، وأيضا محطة «مكس اف ام»، أنا بطبيعتي أحب التحدي واعشق الأشياء الجديدة، ولذلك تركت المجال الاعلامي لدخول تحد جديد في مجال آخر، مؤكدا ان هناك طاقات كويتية كثيرة لديها هذا الطموح ولكنها تحتاج الى فرص، خصوصا في مجال الاعلام وضرب مثالا بالمذيع مايك مبلتع الذي حقق جماهيرية كبيرة بمجرد ظهوره عبر أثير «مارينا أف أم»، وكذلك نوف المضيان التي انتقلت الى تلفزيون «الوطن».
الكرة الأرضية
وكشف الياقوت انه يجهز حاليا لبرنامج سيعلن عن تفاصيله في المستقبل القريب حيث قال: لدي برنامج اعلامي تعليمي عالمي تم تسجيله بحقوق شركة «تواصل» ومن خلاله سنضع بصمة باسم «تواصل» والكويت على الكرة الارضية، لاسيما ان البرنامج يشبه الاختراع ولكن لا أستطيع شرح تفاصيل عنه حفاظا على السرية وسيفتخر به كل كويتي لأن الجميع سيستفيد منه، كما كشف عن تصديه لتقديم برنامج تلفزيوني جديد بلور فكرته وسيعرضه على الجهات المعنية للبدء في تنفيذه.
وعن السوق الاذاعي الكويتي قال: الاحصائيات تقول ان الناس تسمع للراديو من 50 الى 70% وهي في السيارة والكويت لها ثلاثة أوقات زحمة الصبح أثناء الذهاب الى الدوام والظهر وأثناء العودة منه وفي المساء وقت خروج الأسر لقضاء حاجياتها والحمد لله شوارع الكويت مزدحمة، ما يجعل السوق الاذاعي في الديرة مهم جدا على الرغم من الزحام الكبير الذي أوجدته وزارة الاعلام من خلال محطاتها المختلفة والاذاعات الاجنبية، مسجلا عتابه على «الاعلام» لعدم ترك الفرصة للإذاعات الخاصة ومنافستها لها من خلال محطاتها التي تبثها بالمجان.
وأنهى الإعلامي طلال الياقوت حديثه قائلا: أنا عائد قريبا للمجال الإعلامي، خصوصا أنني مفتقد جدا جمهوري الذي أعشقه وأحبه، ومن خلاله استمد وقود الحياة فهو من أنجحني وله الفضل في ظهور اسمي إعلاميا وأتمنى أن تنال مشاريعي الإعلامية المقبلة رضاه.
«تواصل» الياقوت
انتهت شركة «تواصل» التي يملكها الإعلامي طلال الياقوت من تنفيذ وتسليم المشاريع التالية: مشروع ناقلات النفط الكويتية، ومشروع بنك التسليف والادخار، ومشروع بيت الزكاة، ومشروع غرفة التجارة والصناعة.
كما قامت الشركة بالانتهاء من الجزء الخاص بتوريد وتركيب برامج مراقبة أداء الشبكات لمركز التحكم الرئيسي للجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والخاص بالكويت، علما بأن الشبكة الرئيسية التي ستقوم عليها مشاريع الحكومة الالكترونية، حيث يقوم الجهاز من خلال مركز التحكم عن بعد بإدارة جميع أجهزة شبكة الكويت للمعلومات وكذلك خدمات أمن المعلومات وسريتها المتصلة بهذه الشبكة. وايضا قامت الشركة بالانتهاء من تنفيذ مشروعي «السيمفوني، برج التجارية وفندق ميسوني».
هذا بالاضافة لمشروع وزارة المالية، ومشروع شركة البترول الوطنية الكويتية، ومشروع جمان السكني، وعدد من المشاريع التي لاتزال قيد الدراسة والتي تتميز بخدمات تكنولوجية حديثة تعتبر شركة تواصل هي المورد والمنفذ الرئيسي لها.