مفرح الشمري
يفاجئ المؤلف الشاب حمود المزيعل في كل عام جمهور المهرجانات المسرحية بتقديم عمل اجتماعي يحاكي الواقع الذي يعيشه الانسان، في مسرحيته «الباحثين عن..» التي يشارك بها في مسابقة مهرجان ايام المسرح للشباب ونجد الكثير من العبر والمواعظ للإنسان الذي يظلم اخاه الانسان خاصة ان احداث مسرحيته تدور في احدى المقابر دون تحديد لمكانها.
الاحداث تدور في حديقة دور الرعاية حيث حولها مخرج العمل يحيى عبدالرضا الى «مقبرة» بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وذلك من خلال الديكور و«صفّة» كراسي الحضور التي كانت تشبه «صفّة» القبور، الاحداث تدور حول «ابوايوب» الرجل المسن الذي اختار هذه المقبرة ليشعر فيها بالأمان بعد ان تجرع من ظلم ابنه الكثير، والتقى بالشاب «مسمار» الذي «طار» عقله من زوج امه الذي كان يضربه ويعذبه لدرجة انه ترك امه واتجه الى «المقبرة» ليعيش مع الاموات لأنه «ميت» وهو حي في هذه الدنيا وبعد معرفته بأبوايوب الذي اعتنى به وعوضه الحنان الذي كان يفتقده احب المقبرة واحب الاموات خاصة ام ايوب التي كان يناجيها دائما ابوايوب ويشكو لها الحال الذي اوصله الى هنا.
يرصد الاثنان بكل دقة ما يحدث في المقابر من بعض العابثين الذين يفضلون ان «يسكروا» فيها ويتقاسم «الحرامية» مسروقاتهم حتى فوجئا ذات مرة بوجود صحافي يريد ان يعرف سبب وجودهما ولماذا يعيشان في هذه المقبرة، ولكن «يقتل» من قبل بعض «الحرامية» دون معرفة السبب الحقيقي لوجودهما في هذا المكان.
الاضاءة المستخدمة في هذا العرض كانت «حية» واضافت جوا جميلا على العرض بالإضافة الى المؤثرات الصوتية التي كانت موظفة توظيفا جيدا مع احداث المسرحية المأساوية.
ما ينقص العرض المسرحي هو العنصر النسائي بالإضافة الى الاطالة في الاحداث التي كانت سببا في تسرب الملل الى نفوس الحاضرين.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )