مفرح الشمري
ضمن أنشطة مهرجان ايام المسرح للشباب اقيمت ندوة مساء امس الاول للمخرج د.حسين المسلم وذلك في مركز عبدالله السالم لاعداد القادة أدارها د.نديم المعلا.
تحدث د.حسين المسلم عن تجربته في الفضاء المسرحي البديل حيث قال:
«البحث عن جديد هو الدافع وراء القيام بهذه التجربة والعرض في المسرح الفضاء يعتمد على المتلقي، وعندما لا يتفاعل هذا المتلقي فإن المسرح يعتبر مسرحا جامدا، فأنا لديّ مفهوم عنه وهو انه ليس الهروب من العلبة الايطالية وانما هو كل ما يرتبط العرض به بنائيا في طبيعة المكان تجد ان المتفرج يُعتبر مشاركا به ومعايشا له وليس متلقيا فقط».
واضاف: «العرض في المسرح الفضاء بدأت فيه من ثلاث مراحل كانت الاولى هي البحث عن مكان العرض وكان هذا في أواخر الستينيات مع مجموعة من الشباب الذين يشاركون في الاندية الصيفية ولأن هذه الانشطة تحتاج لأن تتواصل مع الناس، وكنا نضع الطاولات ونفرشها بالسجاد وأخذنا الطلبة الى المستشفى وعندما قدمنا العرض هناك أحاط بنا الجمهور، وكانت هذه الفترة هي فقط البحث عن مكان بديل».
«أما المرحلة الثانية فكانت أثناء دراستي في القاهرة فكانت مرحلة البحث عن عمل فني ذي قيمة وكان معي مجموعة من الطلبة المصريين الذين اصبحوا فيما بعد نجوما، فقمنا بطرح الفكرة على دكتورة قامت بتبني الفكرة وقامت بترؤس الفرقة، وقدمنا عرض هنري الرابع ولكن باللهجة المصرية وأجمل ما في العرض هو أننا فتحنا الباب لهذه النوعية من الاعمال وبحثنا عن الاماكن الاثرية وقدمنا عرضا في قصر الزمالك وكنا نطوع هذه الأماكن لخدمة العرض».
وتحدث د.المسلم عن المرحلة الثالثة وهي مرحلة البحث العلمي والدراسة، فقال عن هذه المرحلة:
كنت أخصص أكثر من خمس ساعات يوميا للبحث والدراسة في مكتبة الجامعة، وقمت بتكوين فرقة من الأميركان، وأخذنا «سردابا» مهملا في الجامعة، وعملت اعدادا لإحدى مسرحيات «وليم شكسبير» وبدأ العرض وكوني مخرج المسرحية ومنشغلا بأمور الاخراج والاعداد عملت ديكورا من الحبال حتى يتناسب مع النص، وعند العرض كان هناك عدد من الناس يقول: من هذا العربي الذي يريد ان يقدم اعمالا شكسبيرية، والجميع كان مستهزئا بي ولكن بعد العرض وقف الجميع وصفقوا لي لدرجة انني لم اجد تصفيقا بحياتي اكبر من التصفيق الذي نلته عن تلك التجربة وهو الامر الذي دفع ادارة الجامعة الى إعطائي الفرصة لعرض آخر فقمت بتقديم بحث آخر وهو ان يقوم الجمهور بالمشاركة في الاحداث وقدمنا عدة عروض في عدد من المدن، والعمل نجح بكل المقاييس.
وأضاف: يجب ان يكون العرض في الفضاء البديل موظفا دراميا ومختزلا لخدمة العرض، وهذا البحث كان علميا، فنحن عندما نبحث عن الفضاء البديل يجب أن يكون لدينا هدف ورؤية.
وتحدث عن دور المخرج في المسرح الفضاء فقال:
المخرج يستطيع احياء النص حتى ان كان النص تقليديا ولا يصلح للعرض في مسرح فضاء.
وتحدث ايضا عن دور المسرح العربي قائلا:
البحث في المسرح العربي الحي هو بمنزلة البحث عن عرض مسرحي يتفق بمضامينه وأشكاله مع طبيعة الانسان العربي، فهو لا يقدم احتفالات أو تجمعات شعبية بمناسبات معينة مجسدة في أماكنها التي اعتيد على تقديمها بها بقدر ما هو اختيار لأماكن يمكن للمتفرج ان يشعر بحميميتها وشعبيتها كالمقهى أو السوق أو البحر أو غيرها من الاماكن المألوفة لدى هذا المتفرج، فنحن نعيش على المسرح العربي، وطوال خمسين عاما والمسرح العربي لا يؤثر في الناس لأنه لم ينورهم، وهذا دليل على ان المسرح العربي مسرح خاطئ.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )