خالد السويدان
في اليوم السادس من مهرجان ايام المسرح للشباب في الدورة الرابعة عرضت مسرحية «لعبة الدبابيس» التابعة لمسرح ادارة مراكز الشباب وهي من تأليف سعد الله ونوس ومن اخراج الشاب ابراهيم بوطيبان، والتي كانت «غير مؤلمة» في رؤيتها الإخراجية.
قدمت المسرحية على اسوار المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث قام ببطولتها الشاب محمد الفيلي، يوسف البغلي، وضحة البني، ياسر ملا علي أما السينوغرافيا فتصدى لها م. بدر المهنا.
تدور احداث المسرحية بين شخصيتين اساسيتين وهما شخصية ازدواجية فيتحدث عن مغامراته وذكائه وتحدث مشادات كلامية بينه وبين ضميره غير المرئي الذي يتحدث معه وفي النهاية يكتشف ان دوام الحال من المحال والحياة مستمرة ولا وجود للانسان في طوال هذه الفترة.
اعتمد المخرج بوطيبان على اساسيات مسرح العبث الذي يتميز بالسيميترية والفصل بين وحدات المسرح، حيث جعل الممثل على مستوى اعلى وهو سور المعهد العالي وحركته كانت متكررة معظم الاوقات، أما الشخصية المماثلة كانت موجودة على الارض وحركتها اختلفت تماما عن الشخصية المماثلة لها، حتى ان صعدت الى السور ووجدت نفسها تتحرك بالطريقة السابقة نفسها.
كان الملل والرتابة عنصرين فاعلين في هذا العرض ربما لأنه اعتمد على منهج العبث وفي هذا الوقت وهذا الزمن الجمهور اصبح اكثر نضجا ويحاول ان يفهم ما يدور من خلال سرد الجمل المتتالية من غير وضوح للحالات الانفعالية للممثل وهذا ما جعل ايقاع العرض المسرحي في هبوط مع ان الفنان الشاب محمد الفيلي اثبت في البداية انه يمتلك خامة جميلة، ولكن مثل هذه العروض لا يستطيع توظيفها بشكل سليم، أما علاقة المكان بالنص فهذا كان غير واضحا لأن شعار المهرجان هو الفضاء المسرحي البديل، لذلك اختار المخرج سور المعهد العالي مع حديقة بسيطة ولو نقلنا المسرحية الى العلبة الفرنسية مع كامل الديكور لا نجد هناك اي فرق.
السينوغرافيا
لعبت السينوغرافيا في هذا العمل دورا اساسيا في هذا العرض من حيث الازياء والاضاءة وبعض القطع المستخدمة كالديكور الذي استطاع المخرج ان يوظفها بشكل سليم وجيد، حيث كانت الاضاءة تنتقل من فترة الى أخرى حسب الحالات التي يمر فيها الفنان او الممثل من خلال شخصيته.
التعبير الحركي
استطاع المخرج ابراهيم بوطيبان مع مصمم الاستعراض ان يخلقا جوا جميلا من خلال لوحات التعبير الحركي والاستعراضي بشكل متناغم وموظف لكل حالة نراها في العمل المسرحي وهذا ما كسر اجواء الرتابة والملل للمشاهد.
الندوة التطبيقية
بعد انتهاء العرض اقيمت ندوة تطبيقية قام المذيع والفنان عبدالعزيز الصايغ بإدارتها مع مخرج العمل، حيث كانت المشاركات جدا ايجابية لهذا العمل، وحتى الانتقاد الذي كان موجها من قبل الناقد علاء الجابر كان في محله والمخرج اجابه بكل وضوح.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )