القاهرة - سعيد محمود
على عكس كل التوقعات، تشهد الايام القليلة المقبلة اعلان توقيع المطرب عمرو دياب مع شركة «روتانا» للمرة الثانية على التوالي، وكان عقده الاول قد انتهى مع طرح ألبومه الأخير «الليلا دي». وجاء تجديد عمرو مع الشركة الخليجية بعد ان قام بتخفيض أجره الى النصف، وهو الشرط الذي وضعته الشركة نفسها مقابل اعادة التعاقد معه، وهذا يعني ان عمرو سيتقاضى مليونا ومائتي الف دولار في الألبوم الواحد، حسب التعاقد الجديد، ورغم تخفيض عمرو اجره الى النصف الا انه لايزال يحتفظ بمقدمة المطربين الاكثر أجرا في العالم العربي.
والسؤال المطروح الآن: توقيع عمرو على عقده الجديد هل ينهي حالة الاحتقان والخلافات التي اندلعت بينه وبين «روتانا» خلال اعداده لألبوم «الليلا دي»؟ من الناحية العملية، وأمام الكاميرات والرأي العام تبدو الامور طبيعية، لكن الواقع النفسي لكل من عمرو و«روتانا» يقول عكس ذلك، حيث يرجع سبب هذا التحليل الى ان «روتانا» لن تنسى ان دياب خلف وعده الذي سبق ان قطعه على نفسه بالتوقيع على العقد الجديد قبل سفره لتسلم جائزة «الميوزك أوورد» التي حصل عليها الشهر الماضي بمساندة كبيرة من «روتانا»، والتي دفعت مبلغا ماليا كبيرا مقابل ذهابها الى احد مطربي روتانا.
الى ذلك فضلت الشركة عمرو بعد ان وعدها بالتوقيع لها، وتخفيض اجره الى النصف في حالة اعلان الشركة انه المطرب الافضل من حيث المبيعات، مما يعني حصوله على الجائزة، وبالفعل نفذت الشركة وعدها ورفض عمرو تنفيذ وعده بالتوقيع قبل السفر، ما جعل روتانا تنسحب من نقل حفل تسلمه الجائزة من موناكو، وتطلب بشكل علني من عمرو تسديد ما دفعته الشركة كمساهمة منها لصالح الجهة المانحة للجائزة، وبالفعل قام دياب بتدبير المبلغ من خلال احد رجال الاعمال المعروفين بنشاطهم في تنظيم الحفلات.
وتوقع الكثير ان تكون هذه هي كلمة النهاية بين عمرو وروتانا الى الابد، خاصة الشركة شديدة الكرامة مع من يحفظون الوعد، وانها شديد العنف ايضا مع من يخلفونه، لذا يرى البعض ان الوليد لن ينسى لعمرو عدم تنفيذ الوعد الاول، وهذا يعني ان هناك مضايقات سيتعرض لها عمرو خاصة ان المشاكل بين الطرفين وصلت من قبل الى مراحل متقدمة خلال اعداد عمرو ألبومه الاخير، كما حدثت اتهامات متبادلة بين الطرفين حول مسؤولية تسريب الألبوم الى الاسواق قبل طرحه بفترة طويلة.
اما عن اسباب توقيع عمرو لروتانا فأبرزها على الاطلاق انه وجد ان سقف الاجور الآن في عالم الكاسيت العربي لن يمنحه اكثر من نصف مليون دولار في الألبوم الواحد، لذلك وجد ان تخفيض أجره الى النصف في روتانا يعني حصوله على مليون ومائتي الف دولار اي اكثر من نصف ما وصلت اليه الاجور في الشركات الاخرى، خاصة بعد ان سحبت شركات كثيرة عروضها بسبب المقابل المادي الضخم الذي يحصل عليه، الامر الذي ادى الى عدم اتفاقه مع جودنيوز، كما ان الشركة الجديدة لرجل الاعمال نجيب ساويرس قررت الاتجاه الى الاصوات الشابة، ودعمهم بالشكل الذي يجعل منها مؤسسة كبرى لضخ مواهب جديدة لسوق الغناء.
يذكر ان الارباح تكون مقبولة، والخسائر ستكون اقل بكثير من المغامرة بالاعتماد على النجوم في ظل تراجع المبيعات، وطرح الألبومات كاملة على مواقع الموسيقى والغناء على الانترنت، لذلك وجد عمرو ان العرض الخاص بروتانا هو الاكثر اغراء له حتى الآن.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )