مي محمود
حل الشاعر والاعلامي «حمد العزب» ضيفا على برنامج «حياكم مع بركات» الذي يبث على قناة الوطن حاملا معه «الموروث الشعبي» الذي أصبحنا نفتقده اليوم في ظل «العولمة» التي سيطرت على الكثيرين، خاصة في دول الخليج العربي الذي اصبح يتعطش لمثل هذا التراث، بوعبدالله من الشعراء المتميزين بدأ مشواره بجانب الراحل سليمان الهويدي عام 64 من خلال «فنون من الصحراء» وهو برنامج شعبي يضم مجموعة من الشعراء وبعد ذلك انتقل كعضو في برنامج «ديوانية شعراء النبط» التي امر بتأسيسها الراحل جابر الاحمد رحمه الله، وبدأ يسلك مجال التقديم لهذا النوع من البرامج لفترة طويلة اكسبته شهرة أكبر.
الشعر والتقديم
اعــترف العـــزب في بـــداية الحـــديث عن عدم رغبته بتـــقديم الحلقــات والاكتـــفاء بإلــقاء الشعر النبطي ذلــك لحبه الكبير لحفــظ هــذه القصائد التي اصبح البعض يجهلها وهذا ما جعل بركات يسأله عن العــزف بين الشاعر والقصاد كما يطلق عليه «البدو» فتبين لنا ان القصاد هو من يحفظ كما كبيرا من الابيات اي لا يتعدي الاثني عشر بيتا اما الشاعر اصبح يطلق اليوم على من يقول بيتين او ثلاثة.
ربح الفضائيات
وأكد العزب ان معظم المحطات الفضائية أنشئت لمكسب تجاري وليس بغرض خدمة الموروث الشعري وهذا ينطبق على المحطات الشعرية المنتشرة هذه الايام ففي نظره اصبح من «هب ودب» يدخل هذه الفضائيات ويسوق نفسه والمؤسف كما قال ان الموجودين حاليا هم من كانوا ينتقدون برامجه الشعرية بعدم التطوير والتكرار، واليوم نرى معظم الشعراء واصحاب الربابة الذين انتقدوا وجودهم معي هم معهم اليوم ويكررون باستمرار وعن التطوير رأى العزب ان برنامجه لا يسمح بالتطوير المطلوب الذي يتعلق بالديكور لان البرنامج تراثي كما قال ولن يفعل كغيره يقدم برنامجا شعريا بفندق فهذا سيبعد نكهة التراث الشعبي.
الألوان البدوية
كما تطرق بوعبدالله الى الالوان الشعبية المفقودة اليوم والتي نادرا ما نراها في مناسبات الاعراس ويذكر منها لون «الرزيف» وهو اطول صف ثابت في الغناء الجماعي والكثير من الالوان بالتأكيد ومن خلال هذا الحديث وجه نداء الى المسؤولين لاعادة هذا التراث الاصيل التي تحتاجه الكويت اليوم وهو بدوره قدم عدة أفكار لتلفزيون الكويت ولكن لا حياة لمن تنادي وعن سؤال لو سلمت له الامانة الشعرية ماذا سيفعل، اجاب سأقيم مهرجانات شعبية ضخمة تحيي هذا التراث كما فعل الغير ونجح وهذا ينطبق على مهرجان «الجنادرية» في المملكة العربية السعودية.
مقدم البرامج
لم يخل الحديث مع بركات في الاســـئلة المهـــمة والتــي تخــدم الساحة الشعرية وأهــمها ما طــرح على العــزب عن مواصــفات المذيع الذي يســـاعد في انــجاح هذا النوع من البرامج الشعرية حيث اعتبر بوعبدالله ان من أهم الشروط ان يكون ملما بالشـــعر ومجـــاله ويعــرف كيف يحاور من أمامه بخلفية الثقافة الشعرية التي يتحلى بها كما نصح المحطات باختيار المذيع الجيد وعدم التكرار.
اتهام موجهة
من بين الاتهــامات الــتي وجهت للشاعر حــمد العزب استضافته لأكبر كم من أقاربه ودعمهم إعلاميا وهذا ما انكره.
شاعر المليون
واعتبر بوعبدالله برنامج «شاعر المليون» الذي شارك بإحدى حلقــاته كضـــيف شــرف من أنجح برامـــج المسابقــات الحاليـــة ويتسم بالمصداقية بعـــكس باقــــــي البرامج التي تضم اعضاء لجان تحكيم غير مؤهلين ويعتمدون على العلاقات الشخصية للحصول على مراكزهم.
المسلسلات البدوية
وعن مسلسلات اليوم قال انها لا تمثل الحــياة البـــدوية مضيفاً: لأســباب أهـــمها المشــاهد المصورة والتي لا تمثــل الواقع، ومثال على ذلك كما قال في احد المســلسلات كان هــناك رجل بدوي أراد ان يهــدي «عطية» لرجــل من المديــنة فصــدمت عندما رأيته يحــمل «بطة» على ظــهر الجمل ويقـــدمها للآخر، وهــذا شــيء عار عن الصـــحة، فالبــدوي معروف عنه أنه كريم وعطـــاياه مختلــفة ومن ثم من أين جاء بـ «البطة»! والمصيبة ان معظم هذه الأعمال محلية.
نمر بن عدوان
وعن رأيه في مسلسل «نمر بن عدوان» قال ان الأخطاء فيه كانت كبــيرة ومــثال على ذلك رؤيته لمشهد تختلط فيه الماشية مع الجمال وهذا غير موجود في حياة البادية، وكذلك شن الغزوات في الليل غير صحيح فهي تشن في النهار وحتى القصائد لم تسلم في هذا العمل.
مهرجان الدوحة
وعمّا لوحظ في السنوات الأخيرة حول الضجة الاعلامية الكبيرة التي أثيرت في مهرجان الدوحة بعد كتابة أحد الصحافيين مقالا بعنوان «الشعراء يحيون الأمسية والعزب يقتلها» سأل بركات ضيفه عن هذا الموضوع، فاوضح ابوعبدالله ان هذا الامر يعد انتقادا موجها للشعراء من قبل هؤلاء ورأيا خاصا بهم، لافتا الى تجاهلهم دوره الفعال بعد مشواره الطويل.
موقف لا ينسى
ومن المواقف الجميلة التي لا ينساها العزب اوضح لجوؤه للأمير الراحل جابر الأحمد - رحمه الله - لإعادة توقيت عرض برنامجه الشعري الذي تم تغييره من قبل أحد المسؤولين.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )