دمشق - هدى العبود
عرفت الدراما السورية قبل عدة سنوات ماضية، وجه فني جميل اسمه مايا الجاسم، قريبة في الشكل والمضمون من سندريلا السينما المصرية الراحلة سعاد حسني.
بدايتها الفنية كانت في مسلسل «الثريا» ولعبت فيه دور مريم، الفتاة الارمنية الخرساء التي احبت الشاب نديم صديق «عكاش»، وامتاز هذا الدور برهافة الاحاسيس والمشاعر، ومن ثم تتالت اعمالها التلفزيونية الاخرى، ومنها «الهروب الى القمة»، «ابوزيد الهلالي»، «وين الغلط» واعمال فنية اخرى زادت على العشرين مسلسلا تلفزيونيا، وهناك الكثير من الامور جاءت في هذا الحوار:
كيف واجهت الكاميرا لاول مرة؟
كما تعلم بدايتي مع الدراما السورية كانت في مسلسل «الثريا» مع المخرج القدير هيثم حقي، ومثلت فيه دورا مركبا وصعبا جدا، وكان يمثل لي تحديا كبيرا، استطعت ان اجتازه بفضل موهبتي وثقتي الكبيرة فيها، وثانيا بفضل توجيهات المخرج حقي الذي اعطاني المفاتيح الاولى للدور وترك لي حرية التعامل مع الشخصية بالشكل الذي يريحني ويحقق بالتالي النتيجة المطلوبة وهذا ما كان والحمد لله، وبالرغم من كونها تجربة صعبة ولا شك، الا انني استطعت ان اترك بصمات فيها بشهادة المخرج هيثم حقي والعاملين في مسلسل «الثريا».
في العموم شعرت في بداية وقوفي امام الكاميرا بنوع من الرهبة والخوف، لكن هذا الشعور لم يستمر طويلا بفضل وقوف الجميع الى جانبي وتشجيعهم لي، وساعدتني على ذلك البروڤات التي عملتها قبل تصوير مشاهدي، والتعليمات الخاصة من قبل المخرج حقي.
لماذا انت مقلة في اعمالك التلفزيونية؟
منذ البداية قررت ان اختار ادواري بعناية فائقة بحيث تجعلني اصعد السلم الفني درجة درجة وبشكل مدروس، فأنا لا اهتم بالكم من الادوار بل بالكيف، وبما يحقق خصوصيتي في العمل الفني بالرغم من العروض الكثيرة التي تنهال علي، الا انني اسعى لأن اترك في كل دور امثله بصمة خاصة، وهذا ما تحقق لي حتى الآن في معظم الادوار التي جسدتها في الدراما السورية، فالشهرة لا اسعى اليها بالشكل المجاني، اي من خلال تراكم الاعمال بل أتأنى كثيرا في اختياراتي.
مظهرك وشكلك الارستقراطي، هل ترك اثره في اختياراتك لادوارك؟
بالقطع لا، فأنا لم اعتمد على شكلي الخارجي في انتقاء ادواري الفنية، وعلى سبيل المثال دور الخرساء في مسلسل «الثريا»، والفتاة الغليظة في مسلسل «الهروب الى القمة» مع المخرج فردوس اتاسي، والامر ذاته ينطبق على ادواري الاخرى، والتي كانت بعيدة كل البعد عن طبيعتي وشكلي الحقيقي، والذي وصفته بالشكل الارستقراطي الناعم.
ماذا عن دور اهلك في احترافك للفن؟
كما تعلم والدي رجل مثقف، يعمل مدرسا في جامعة دمشق بكلية الاقتصاد، ومنذ عرف برغبتي في احتراف الفن لم يمانع، لكنه نصحني بأن اكون على قدر هذا الحمل، وحذرني من ان طريق الفن مليء بالاشواك والصعوبات والمطبات الكثيرة ويحتاج الى كثير من التعب والجهد والمثابرة الدائمة وقد سررت كثيرا بنصائح والدي، وانا التزم بها دائما في كل خطوة من خطواتي الفنية.
ما سر سفرك الدائم لبلغاريا؟
القصة وما فيها ان والدتي بلغارية الاصل، وقد ولدت اصلا في بلغاريا، حيث كان يعيش والدي هناك، وبين الحين والآخر ازور اقارب والدتي في بلغاريا، كما انني احب هذا البلد كثيرا لأنه يشبه كثيرا بلادنا العربية من حيث الترابط الاسري والعاطفة بين ناسه، ومعظم سكان بلغاريا من القرويين البسطاء، تغمرهم المحبة والود والعواطف الجياشة، وهم يمتازون بقلة الثرثرة وكثرة العمل، فالشغل عندهم مقدس ولا مكان عندهم للعاطلين، ومن جانبي، انا فتاة استمدت الروح الداخلية من الشعب البلغاري والطبيعة التلقائية من صفاتهم وكذلك القلب الطيب واحترام الغير واللياقة وحب العمل.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )