سعود الورع
لا أدري من أين أبدأ ولا أدري أيضا النهاية من أين ستأتي، لا أدري ماذا أقول عنهم ولا أدري ماذا عنه أقول، هم بالنسبة لي مستقبل وهو بالنسبة لي أيضا تاريخ يتحدث عن هذا المستقبل.
لذلك لا أدري كيف لـ «الوطن» ان تذكرنا بالماضي الجميل لهذا الوطن!
قد يقول أحدهم ان ما أكتبه هو لغز لحكاية غير مفهومة! لذلك يجب ان أقول ان المفاجأة عندما تكون غير معلومة بكل تأكيد سيكتب المرء احساسه بطريقة مبعثرة، بعثرها ذهول المشاهدة والمتابعة، والوحيد الذي لملم البعثرة التي كنت أعيشها هو الاستاذ والإعلامي المخضرم أحمد عبدالعال.
نعم هو وحده من استطاع ان يجعلني استعيد ذكريات الماضي الجميل يوم كان اعلامنا نجما كبيرا يتلألأ في سماء المهنية والاحتراف.
كم هو جميل ان تذكرنا «الوطن» تلك القناة الوليدة التي خرجت من رحم الفضاء الكويتي الكبير - بأفكارها وإدارتها ومهنيتها - بهذا الإعلامي الكبير في مهنيته وعطائه.
في هذه الليلة التي عشتها مساء أمس الأول من خلال متابعتي لقناة «الوطن» أيقنت ان «تو الليل» بين لي ولغيري «أن تو الناس على النوم»، فكيف نخلد الى النوم ومحمد المنصور ونادية صقر يستضيفان عبدالعال؟!
فعند بداية البرنامج الجماهيري الناجح ظهر لنا هذا الإعلامي الكبير في أحلى صورة فتارة يذكرنا بإعلامنا يوم كان في الصدارة، وتارة أخرى ينقلنا من واقعنا الذي نعيشه الى واقع عايشه آباؤنا يوم كنا في المقدمة من ناحية الخبر والمهنية واحترام الاعلامي لمهنته الاعلامية.
اعرف تماما ان القدير المنصور والقديرة نادية لم يستطيعا مجاراة هذا الاعلامي الكبير، ليس لأنهما لا يجيدان فن التقديم بل على العكس تماما، لأنه تاريخ في الاعلام والمحاورة لذلك استسلما لمهنيته واكتفيا بأن ينصتا الى احمد عبدالعال وهو يحاورهما ويحاور نفسه ايضا.
نعم هو وحده من يستطيع ان يحاور ذاته لأنه هرم في هذه المهنة.
والشيء الذي شدني وجعلني استسلم لكل ما قاله عندما قال عبدالعال «بهذه الفترة الطويلة من العطاء، الرعيل الاول الذي اعطى الكثير للإعلام تركوهم ولم يستفيدوا منهم لذلك لا تستغربوا عندما ترون الاخطاء الكثيرة التي يقع فيها المذيعون هذه الايام».
وانا اقول لهذا الاستاذ القدير كيف يستغني عمن يملك كنز المهنية والاحتراف؟ ولأني لا اريد ان اخوض في تفاصيل هذا اللقاء «الشيق» بين الاعلامي المخضرم ونفسه والذي استمتعت بمتابعته من خلال برنامج «تو الليل»، كما ان المشاهد يطالب قناة «الوطن» المتميزة ان تعيد عليه هذا اللقاء لكي يستمتع به كل اهل الكويت.
وقبل ان اختم مقالتي اود ان اسجل في هذه السطور كل تقديري واحترامي لقناة «الوطن» لمهنيتها العالية في تقدير الكفاءات الاعلامية، كل الشكر للإدارة العليا في هذه القناة التي يديرها بعقلية كويتية الشيخ خليفة العلي ودينامو «الوطن» المبدع وليد الجاسم.
شكرا من الاعماق لـ«الوطن» التي استطاعت وبكل جدارة ان تستفزني لكي اكتب هذه السطور القليلة في حق هذا الاعلامي الكبير وبالكويتي الفصيح اقول لـ«الوطن»: «الحوار عال العال مع عبدالعال».
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )