دمشق - هدى العبود
تعد الفنانة نبيلة النابلسي واحدة من اهم الفنانات المخضرمات في الوسط الفني السوري، وهي تختلف عنهن في ان بدايتها الفنية كانت في السينما وليس في التلفزيون وذلك في اواخر الستينيات من القرن الماضي بعد ان تلقتها السينما من الاعلانات التي كانت تتفرد بها في التلفزيون السوري ومن ثم التلفزيون اللبناني في تلك الايام، وقد وصلت حصيلتها من الافلام السينمائية الى اكثر من ثلاثين فيلما، لصالح القطاعين العام والخاص على السواء، وبعد ان خف النشاط السينمائي في سورية اواخر السبعينيات اتجهت نبيلة النابلسي الى التلفزيون في بداية الثمانينيات، وزاد رصيدها من الاعمال التلفزيونية الى اكثر من 100 مسلسل، ومئات الاعمال الاذاعية الاخرى.
عن تجربتها السينمائية والتلفزيونية وقضايا فنية اخرى كان معها الحوار التالي:
حدثينا عن بداياتك الفنية؟
البداية كانت في الاعلانات التلفزيونية عام 1969 وبقيت في هذا المجال عامين كاملين الى ان تلقفني المخرج الكبير نبيل المالح فأسند لي دور البطولة في فيلمه «المخاض» وهو من انتاج المؤسسة العامة للسينما، وجسدت في هذا الفيلم دور فتاة فلسطينية ونجحت في الدور ونجح الفيلم وحاز في حينها على جوائز عالمية في الكثير من المهرجانات التي اقيمت في دول اوروبية عدة، ومن هنا كانت انطلاقتي الفنية، حيث بدأت تنهال علي العروض السينمائية في القطاع العام والقطاع الخاص الذي كان ناشطا في تلك الايام وخاصة الانتاج المشترك بين سورية ولبنان، وبعد ندرة افلام القطاع العام وانحسار موجة سينما القطاع الخاص اتجهت للتلفزيون الذي كان الحضن الذي رعانا واعطانا المكانة المرموقة على الساحة الفنية من خلال النص الجيد والمخرج الجيد والامكانات الانتاجية التي توافرت من قبل الدولة.
تميزت في السنوات الاخيرة بأدوار الأم، وسؤالي هل تغيرت صورة الأم في الماضي عنها في أيامنا هذه؟
بالطبع تغيرت ولكن نحو الايجاب، فالمرأة في يومنا الراهن باتت اكثر وعيا وثقافة مما كانت عليه في السابق ولاسيما فيما يتعلق بقضاياها العامة والخاصة على السواء، فانا واحدة مثلا كنت ولاازال ادعو لان تعرف المرأة ما لها وما عليها في مسائل الشرع والقانون والامور الانسانية والاجتماعية والمادية والاقتصادية، ومعي بالطبع مجموعة كبيرة من الزميلات الفنانات اللواتي يؤمن بذلك ويسعين جاهدات لان تنال المرأة حقوقها غير منقوصة لتقف جنبا الى جنب مع الرجل في بناء الوطن والانسان، والام كما تعلم هي المدرسة الحقيقية في تربية الاجيال، وكلما سعينا في تثقيف المرأة وهيأنا لها سبل الحصول على حقوقها سيسعد مجتمعنا بجيل من الابناء يفخر بهم وطنهم، وتسعد بهم امتهم.
هل حاولت الكتابة التلفزيونية؟
نعم، ولي عدة محاولات في هذا المجال الا انها كانت فاشلة في معظمها، حيث كنت اتوقف في اخر لحظة عن استكمال هذه المحاولات لانني كنت اشعر بان التمثيل يحتاج الى تفرغ كامل وذهن صاف، والكتابة قد تؤثر على ادائي ولهذا تجدني احجم عن الكتابة، كما انني أؤمن ايمانا قويا بعملية التخصص في العمل الفني.
يلاحظ اهتمامك الواضح بقراءة كتب الاحلام وقراءة الفنجان، فما سر ذلك؟
بدأ ولعي بقراءة مثل هذه الكتب التي تهتم بالاحلام وتفسيرها منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري، ولازمني هذا الامر حتى الآن ولن ابالغ اذا قلت لك انني اصبحت شاطرة نوعا ما في تفسير الكثير من الاحلام على سبيل التسلية ليس الا، ولاسيما المتعلقة بي او بغيري بحكم المتابعة والمثابرة في فهم هذا الجانب الانساني.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )