مفرح الشمري
بـدأ مســاء امـس الاول بــمسرح الـــدسمــة أول عروض مهرجان الكويت المسرحي العاشر، مــع العــرض المسرحــي الــزائــر الاماراتي «البقشة» تألــيف اسماعيل عبـــدالله واخراج احمد الانصاري وبطولة مرعي الحليان، حسن رجب، موسى البقيشي، جمال السميطي وآخرين.
مسرحية «البقشة» الفائزة بالجائزة الكبرى بمهرجان ايام الشارقة هي بمنزلة حالة من الهذيان السياسي الذي يعيشه المواطن العربي تبدأ احداثها بعد العثور على «بقشة» غامضة في احد المقاهي ليبدأ زبائنه: المثقف، الكفيف، المدير، الشاب، العامل الفقير في تبادل الاتهامات من هو صاحب هذه «البقشة» التي تحتوي على مجموعة متنوعة من «البشوت» ليبدأ بعدها زبائن المقــهى في صراع درامي لتحديـــد هويتها هل هي لتجار ام لوزراء او لمسئولين؟
ليتضح للجميع أننا امام «لعبة البشوت» والخوف الاجتماعي منها وهي لعبة اتاحت لكل ممثل في العرض ان يعبر عن ذاته حسب ارادته وواقعه ليعيش معهم الحضور لحظات جميلة، خاصة ان الموضوع الذي تطرحه «البقشة» نعيشه في الواقع.
يحسب للمخرج احمد الانصاري اختياره لـ «المقهى» ليكون فضاء مسرحيا، حيث يعتبر مكانا عابرا ومأوى للغرباء والمغتربين، خاصة انه لا يملك احد سلطة فيه ويختاره هؤلاء لـ «التنفيس» والثرثرة والتسلية البريئة من هموم النفس والوطن الذي يعيش فيه.
العرض المسرحي «البقشة» يعتبر طفرة مهمة للمسرح الاماراتي الذي بدأ يهتم كثيرا في السنوات الاخيرة بان يكون متنفس الجميع ليعبروا عن آمالهم وأحلامهم الضائعة في وطنهم العربي.
وقد نجح ممثلو هذا العرض جميعهم في توصيل فكرة النص الذي كتبه اسماعيل عبدالله، خاصة من خلال ادائهم الاكثر من رائع في استخدام بعض الافيهات والاسقاطات المتماشية مع احداث «البقشة» التي اشاد بها الكثيرون بعد نهاية عرضها.
المؤتمر الصحافي
بدأ الممثل القطري غانم السليطي مؤتمره الصحافي بالترحيب بالجميع، مؤكدا ان بدايته كانت في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، الا انه لم ينه دراسته فيه.
حيث انتقل للقاهرة وأنهى تعليمه هناك في معهد الفنـــون المسرحية، ومن خلال بحث التخرج عن التأليف فــي المسرح الكويتــي عام 1979.
ولم يغفل السليطي عن توجيه الشكر لمن كرموه قائلا: «التكريم لحظة عاطفية ودافئة وتشع بالإنسانيات، وسواء انا او زملائي من المكرمين، قد يشعر الجمهور لحظة سلامنا على الوزير او الامين العام للمجلس او غيره بصلابتنا ولكن في الحقيقة ان بداخلنا يكون موجودا الكثير من الشجن، فهذا التكريم يمس اوتار الفنان الداخلية فيجعله مليئا بالطاقة وقادرا على العطاء بشكل اكبر، وايضا يستشعر منه انسانية من كرموه، لذلك أوجه الشكر لهم ولكنه منقوص، لأني شخصيا أشعر بان الكويت مدرسة ومعلمة لذلك فجميل جدا ان يأتي تكريمي من الكويت، الصرح المسرحي الكبير».
واضاف: «انه خريج قسم نقد ويستعرب ان عدد المؤلفين قليل رغم انهم يتخرجون باعداد كبيرة من المعهد، والمتعة عند التأليف تكمن في اصطياد الفكرة، ولكن حينما يبدأ المؤلف في تفريغها تصبح بالتالي عقابا له، فهي تتحول الى انكشاف للمستور».
وعن الفرق بين التلفزيون والمسرح قال «المسرح هو وسيلة التقابل مع الجمهور، ولكن الممثل الجيد في التلفزيون هو من يكون قادرا على استحضار المشاهدين ورد فعلهم اثناء تجسيده للدور امام الكاميرا، وهذا ما يسمى قابلية الممثل.
وحول متى قرر التمثيل اكد قائلا: التمثيل هو من قررني، فلم يحدث العكس، فكان الاقارب يهربون من زيارة بيتنا بسببي لاني اقوم بتقليدهم، وكان الفريج هو صالة العرض الاولى.
وتعليقا على مقولة ان التلفزيون يسحب البساط من المسرح قال: من الصعب جدا ان يحدث هذا، فعلى الرغم من كثرة الدكاكين الفضائية، الا انه لا يمنع ان المسرح هو الوسيلة الاولى للمس رد فعل الجمهور، والتلفزيون لن يمنع من الالتقاء بالجمهور من حين لآخر، لانك اذا اردت ان تصل للناس فعليك الدخول لصدورهم، والمسرح هو الحياة، ولكن الدولة اصبحت تهمل المسرح.
وعن طبيعة علاقته مع عبدالعزيز جاسم والثنائي المتكون معه في فترة من الفترات قال: ما بيني وبينه مشاكل او خلافات.
وارفض ان تقال كلمة ثنائي او غيرها لان معنى ذلك ان هناك اثنين في العمل بينما يجب ان يكون هناك شخص واحد هو القائد سواء انا او هو او النص.
وعن جديده قال: سأعيد عرض مسرحيتي «عنبر و11 سبتمبر» لانه كانت هناك ظروف صعبة خلال عرضها في مهرجان الدوحة الثقافي اثر تعرضي لازمة صحية، وهي من بطولتي بالاشتراك مع سعد الفرج الذي اتشرف بالتعاون معه للمرة الثانية بعد مسرحية «زلزال» وخاطبت الرقابة في الكويت واجازوا العرض ومن المتوقع ان يتم العرض في الكويت، وهناك مسلسل جديد وهو ثلاثون حلقة منفصلة وبالتأكيد سيعرض على تلفزيون قطر ومحطة خليجية اخرى والصعوبة لم تكمن في التأليف ولكن في كتابة النص، فالافكار تتوالد من الواقع الذي نعيش فيه، والكتاب والفنانين مثل البكتيريا تعيش على الألم.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )