مفرح الشمري
«سفر العميان» كان عنوان العرض المسرحي الذي قدمته فرقة مسرح الخليج العربي مساء أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة، وذلك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي العاشر حيث كان الجمهور على موعد مع رحلة ترفيهية أبطالها «5 عميان» دون معرفة المكان ولا الزمان بعد ان تركهم «دليلهم» يواجهون مصيرهم الضائع وسط محطات الحياة.
البصر والبصيرة
«سفر العميان» التي شهدت عودة الفنانة القديرة هيفاء عادل بعد غياب طويل عن خشبة المسرح هي بمثابة صرخة مدوية أطلقها هؤلاء «العميان» في وجه التغيرات الحالية، مشيرين الى ان البصير أصبح فيها أعمى من هول ما يراه من مفاجآت في حياته التي يعيشها، وذلك في واقع مرير، ما نبه الى ان مسرحية «سفر العميان» ليس المقصود فيها عمى البصر، وانما عمى البصيرة.
من جانبهم بذل الممثليون المشاركون في هذه المسرحية وهم هيفاء عادل، ناصر كرماني، نواف القريشي، نصار النصار ومنال الجارالله جهدا كبيرا في توصيل فكرة المسرحية المختلفة عن نصها الأصلي الذي كتبه الاماراتي ناجي الحاي.
«سفر العميان» أظهرت لنا العديد من الشخصيات الموجودة بيننا مثل شخصية «الملا ياسر» كنموذج لعالم الدين الذي يستخدم الخطاب الديني المباشر ليعبر من خلاله عن رفضه لأشياء كثيرة يقرها مجتمعه الذي يعيش فيه، حيث ظل في صراع مع الآخرين دون محاولة جادة منه لايجاد الحلول البديلة وبالتالي يريد من الآخرين ان يخضعوا لتعليماته، كذلك شخصية «عبود» وهو نموذج لشاب بسيط بدون يروي مأساته ليجد بلدا يتساوى فيه الجميع بعد ان يعيش في صراع نفسي مع «الشرطي» لأنه لا يحمل هوية البلد الذي يعيش فيه.
اللافت في هذا العمل ان شخصيات «سفر العميان» أضحكت وأبكت في الوقت ذاته بعض الحضور وذلك من خلال مواقف كوميدية كان يصاحبها في أكثر الأحيان الغناء مع الفرقة الموجودة على خشبة المسرح وهي أغان حديثة وقديمة تتماشى مع الأحداث في العرض المسرحي.
رؤية إخراجية
من جانبه قدم المخرج نجف جمال رؤية اخراجية مغايرة لمسرحية «سفر العميان» خصوصا انها عرضت سابقا وذلك باعتماده على «5 عميان» مع ان عدد «العميان» في نص الحاي كان 6 أشخاص الأمر الذي أثار استغراب الحضور وتحديدا الذين شاهدوا هذا العرض سابقا ولا أدري لماذا هذا الاستغراب، ليشار الى ان نجف جمال من المخرجين المميزين على الساحة الفنية وسبق له ان قدم العديد من الأعمال الناجحة، ويبقى علينا احترام رؤيته الاخراجية خاصة انه سلط الضوء على قضايا معاصرة نعيشها حاليا وهي بمثابة رسائل تحذيرية من المستقبل الذي ينتظرنا ولكن جمال لم يستفد كثيرا من الاضاءة والديكور الجميل الموجود على خشبة المسرح الذي قام هو بتصميمه، ولو انه وظف هذا الأمر، لكان عرض «سفر العميان» حفرت مشاهده في الذاكرة.
في اطار العمل نلاحظ ابداعا مختلفا للفنانة القديرة هيفاء عادل وذلك من خلال تجسيدها لشخصية «خديجة خاتون» رغم غيابها الطويل عن خشبة المسرح، كما ابدعت الجوقة المسرحية المكونة من بدر سالمين، خالد البلوشي، فهد البحري وأحمد الدوسري.
الندوة التطبيقية
عقب انتهاء العرض المسرحي عقدت الندوة التطبيقية التي كان عريفها د.حبيب غلوم وبمشاركة د.عبدالعزيز الحافظ ومؤلف المسرحية ناجي الحاي والمخرج نجف جمال، حيث ذكر المعقب الرئيسي على العرض د.عبدالعزيز حافظ ان النص الذي قام بقراءته لم يكن هو العرض المسرحي نفسه الذي شاهده، موضحا ان العمى ليس إعاقة جسدية، ولذلك كانت فكرة العرض ينقصها النضوج في الرؤية الاخراجية، خاصة انه استخدم الفواصل الغنائية بشكل مبالغ فيه دون الولوج في تفاصيل القضايا الموجودة في النص الأصلي.
عريف الندوة د.حبيب غلوم فتح المجال للحضور ليدلوا بدلوهم في الحديث عن المسرحية، حيث أجمع البعض منهم على ان المخرج نجف جمال شوه النص الذي كتبه ناجي الحاي، بالاضافة الى ان البعض منهم استغرب الاستعانة بناقد ادبي يعقب على عرض مسرحي!
المؤلف ناجي الحاي عبر عن شكره لفرقة مسرح الخليج العربي على اختيارهم لنصه الذي يتعارض مع ما قدمه في السابق، وتمنى ان لو قام المخرج نجف جمال بكتابة ان النص مستوحى من نص ناجي الحاي!
وعقب معد ومخرج المسرحية نجف جمال على سعادة الحضور وشكر الجميع على آرائهم وانتقاداتهم، مؤكدا لهم انه سيأخذها بعين الاعتبار.
المؤتمرات الصحافية
المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي العاشر عقد مؤتمرا صحافيا للممثلة نجلاء سحويل التي تزور الديرة للمرة الاولى، خاصة انها غادرتها وهي في السنة الثانية من عمرها، حيث عبرت عن حبها للديرة وأهلها، متمنية لهم التقدم والازدهار.
وتحدثت نجلاء عن بدايتها الفنية التي كانت في عام 1991، حيث قدمت في مشوارها الفني اكثر من 70 عملا تلفزيونيا و10 مسرحيات، مشيرة الى انشغالها حاليا بتصوير مسلسلها البدوي «نيران البوادي» الذي ستشاركها فيه المطربة سميرة توفيق وهو انتاج كويتي.وشكرت ادارة المهرجان على دعوتها لها، مؤكدة انها بنت الكويت التي تتمنى ان تعيش في أمن وأمان دائما.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )