مفرح الشمري
«بوخريطة»، عنوان المسرحية التي قدمتها فرقة الجيل الواعي في اولى مشاركتها في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي بعد ان فتحت ادارته الباب للفرق الخاصة للمشاركة فيه.
مسرحية «بوخريطة» كتبها واخرجها د.حسين المسلم، وحملت بين طياتها هموم الانسان العربي الضائع بما تحمله هذه الجملة من معان كثيرة من خلال رؤية اخراجية مميزة اوصلت الفكرة للمتلقي بسلاسة ودون تعقيد.
الحبكة الرئيسية في هذا النص السياسي تنطلق من خلال حامد «بوخريطة» الذي جسد دوره الفنان عبدالله التركماني والذي يعيش لحظاته الاولى مع عروسه عبير (احلام حسن)، وتبدأ أحداث المسرحية عندما يحكي بوخريطة لزوجته عن اسرته التي اشتهرت برسم «الخرائط»، وذلك لاعتزازهم الكبير بخارطة الوطن العربي على الرغم من انها تتمزق مع مرور الزمن، في اشارة الى ما يحدث في فلسطين ولبنان والعراق، لافتا إلى وجود «خرم» كبير فيها، مشيرا بهذه العبارات الى الكيان الإسرائيلي الذي جعله الكاتب والمخرج كأنه سرطان مدمر يغزو جسد الانسان العربي.
وباستمراره في الحديث عن هذا الاعتزاز والافتخار، يفاجأ «بوخريطة» بدخول العسكر عليه دون ان نتعرف على هويتهم، حيث كان يقودهم يوسف الحشاش وهو يتكئ على عكازين ويتم القبض عليه في ليلة دخلته بعد ان جردوه من ملابسه التي كان يرتديها.
في المشهد الثاني يظهر لنا الطبيب (علي كاكولي) الذي كان يتحدث بأكثر من لهجة حتى يوضح المخرج للمتلقي انه ليس عربيا ولا يمت للعرب بأي صلة، حيث يقوم بعملية غسيل مخ لـ «بوخريطة» مع مساعده عبدالمحسن العمر، حيث تم تحويل «الشهيق» الذي كان يخرج منه الى «نهيق» بالاضافة الى اجراء عملية تطهير كاملة حتى ينسى «بوخريطة» خارطة اجداده التي كان يعتز بها كثيرا.
اما المشهد الثالث والاخير فجسد عودة «بوخريطة»، بعد ان تم تحويله نفسيا وفكريا وجسديا، الى بيته، الامر الذي لم تتعرف عليه، زوجته لتكتمل بذلك دائرة اغترابه عن قضايا وطنه العربي.
استطاع العرض ان يجذب الجمهور من خلال الرؤية الاخراجية التي جاءت متماسكة في جميع عناصرها الاضاءة، الديكور البسيط، اداء الممثلين وحركتهم التي كانت متناسقة لأبعد الحدود.
بقي ان نقول ان مسرحية «بوخريطة» سلطت الضوء كثيرا على ما يجري في الوطن العربي الذي يعاني حاليا من الويلات بسبب دول الغرب التي تسعى دائما لغسل ادمغة شعوبه متى يسيطرون عليهم.
الندوة التطبيقية
بعد نهاية العرض المسرحي اقيمت الندوة التطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة والتي أدارتها النجمة السورية سوزان نجم الدين بمشاركة مؤلفها ومخرجها د.حسين المسلم ومعقبها الرئيسي د.عمر دوارة الذي قال ان النص يتعرض لشقاء الانسان وهي قضية تكررت في المسرح العربي، ولكن لا توجد هناك مشاكل من تكرارها «بتيمات» مختلفة، خاصة ان هذه القضية التي تتطرقت لها المسرحية تكررت منذ الستينيات.
واضاف: د.حسين المسلم مخرج اكاديمي محنك، وكونه هو مؤلف المسرحية ومخرجها وجدته كمخرج ينقذ نصه كمؤلف من عدة اشكاليات ويعالجها بحرفية وواقعية لأنه كتب النص وعينه على خشبة المسرح.
واشار الى ان العرض والنص لهما اهداف جميلة لأنهما يحملان روحا وطنية استمتع بها الجمهور جميعه.
وبعد ذلك فتحت النجمة سوزان نجم الدين باب المداخلات للحضور الذين طرحوا أسئلتهم بين مؤيد ومعارض للعرض المسرحي الامر ولذا رد عليهم الكاتب والمخرج د.حسين المسلم باختصار قائلا:
الرسالة وصلت للجميع وبحرية وقدرة على تجسيد هذه المفردات لأنها رسالة «الجيل الواعي» والاهم من ذلك كله ان من قدم هذه المفردات دماء جديدة، وانما قيل عن العرض فإنه لا يقدم ولا يؤخر عندي، فهنيئا لأمتنا بهذه الندوات الحافلة بالصراعات والخطابات الرنانة، وهنيئا لوطننا الذي يحافظ على خريطته العربية!
المؤتمرات الصحافية
عقب المركز الاعلامي لمهرجان الكويت المسرحي العاشر صباح الاول من امس مؤتمرات صحافية للنجمة السورية سوزان نجم الدين التي تحل ضيفة للمرة الاولى على المهرجان والفنان القدير علي البريكي بصفته احد المكرمين في هذه الدورة ود.حبيب غلوم ومؤلف مسرحية «البقشة» اسماعيل عبدالله حيث عبرا عن شكرهما لادارة المهرجان، خاصة انهما يعشقان الكويت واهلها.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )