مفرح الشمري
مسرح عبدالعزيز الحداد دائما يتحفنا بنصوص عالمية رائعة من شتى البلدان ليتعرف عليها الجمهور العربي عن قرب فمساء امس الاول وضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته العاشرة قدم لنا المخرج والفنان عبدالعزيز الحداد مسرحية «الشاعر والعجوز» للكاتب الياباني يوكيو هيشيما وهذه المرة الاولى الذي يعرض فيها نص ينتمي الى الشرق الاقصى في دورات مهرجان الكويت المسرحي الامر الذي يحسب لمسرح الحداد للانفتاح على ثقافة عريقة كان الجميع غافلا عنها خصوصا انها الاقرب من بين الثقافات الاخرى التي يتناولها العديد من المسرحيين هذه الايام.
العرض المسرحي «الشاعر والعجوز» والذي جسد شخوصه عبدالعزيز الحداد «الشاعر» وايما «الامرأة العجوز» بالاضافة الى راوية واحمد الكندري هو بمنزلة نص فلسفي يسلط الضوء على الجمال والقبح والحياة والموت من خلال حوار مليء بالجمل الرنانة لتوصيل فكرة المسرحية التي تدور حول قصة حب تجمع بين امرأة عجوز وشاب ليتابع بعدها المتلقي احداث هذا الحب الغريب في اطواره خصوصا ان كل من يحب هذه العجوز التي ترمز الى «الدنيا» يموت بعد ان ينخدع بملذاتها الوقتية.
اما بالنسبة لعناصر المسرحية فقد استطاعت ايما «المرأة العجوز» ان تلفت الانتباه بأدائها المتميز الذي ادته باخلاص كبير اظهر حبها الشديد للمسرح وخشبته، بالاضافة الى تميز اداء الحداد الذي كان متنوعا رغم تجسيده اكثر من دور.
بينما حركة الممثلة راوية واحمد الكندري اللذين كانا يتحركان حول ايما والحداد، فقد سببت نوعا من الارتباك لدى جمهور الصالة، خاصة ان حركتهما كانت من دون كلام.
ديكور المسرحية كان ثابتا، مما اضاف رؤية بصرية جميلة على خشبة المسرح، خاصة انه ساعده على ذلك استخدام الاضاءة بشكل يتماشى مع احداث العرض، اضافة الى الموسقى الحية التي عاش معها الجمهور لحظات جميلة لأنها كانت موظفة بشكل جيد.
بشكل عام فان مسرحية «الشاعر والعجوز» حققت الفرجة المسرحية التي كان يتمناها المخرج والفنان عبدالعزيز الحداد، خاصة انه لا تهمه الجوائز، كما ذكر في برومشن المسرحية، اكثر من اهتمامه بتقديم عمل مسرحي تفهمه جميع العقول.
الندوة التطبيقية
بعد نهاية العرض عقدت الندوة التطبيقية التي ادارتها جُنى الحسن بمشاركة د.منى العميري التي كانت المعقبة الرئيسية على العرض ومخرجها وبطلها عبدالعزيز الحداد، حيث امتدحت د.منى العميري فكرة المسرحية، كما أشادت بالممثلة ايما على ادائها الجميل.
واشارت العميري الى ان اختيار نص ياباني هو امر جيد يحسب للمخرج عبدالعزيز الحداد الذي يحاول دائما اثراء الساحة المسرحية بنصوص جميلة وغريبة الاطوار حتى يتعرف عليها الجمهور العربي من قرب.
وبعد ذلك فتحت عريفة الندوة المجال للحضور ليقدموا آراءهم في العرض المسرحي والتي جاءت في صالحه مع وجود بعض «الهنات» التي اعترف بها مخرج العمل عبدالعزيز الحداد عندما تحدث حيث ذكر ان هذا العرض لا يموت لأنه سيعرضه مستقبلا بعد ان استمع من الحضور للاخطاء التي كانت موجودة في عرضه.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )