لبنان الحـب يا لبنان
يا أحلى غنوة على كل لسان
الصـحـبـة واللــيل سـهـران
والبسـمــة بيـن الخــــلان
فين همه وفين حب زمان
ايه اللي بيجرى في لبنان
لبنان يــا جـريح الله يحميك
دا سحابة وكانت فوق أراضيك
هتفــوت وتمـــر ونفــرح بيـــك
ولا حـدش عمره هيشمت فيك
يا كــل حبايبي صلـوا مــع قلبي
صلـوا.. صلـوا.. صلـوا
وبحـق محمـد وبحـق يسـوع
صلوا لله.. صلوا لله وبكل خشوع
يا إله الكون احمي لبنان من العدوان
يا إله الكون ارحم لبنان من الطغيان
واحمـي الانسـان مـن الانسـان
هذا هو مطلع الاغنية التي كتبها الشاعر الراحل الكبير حسين السيد وقام بتلحينها موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، وغنتها المطربة العظيمة وردة عام 1984 في اثناء الحرب الاهلية في لبنان، هذا العمل النادر الذي غنته وردة مرة واحدة في مصر، والذي جمع بين ثلاثة عمالقة مازال حبيس الادراج بمكتبات الاذاعة والتلفزيون في العديد من الدول العربية، وهو ما يتطلب الافراج عنه حاليا وبشكل ملح خاصة انه يعبر عن الحالة الراهنة التي يعيشها البلد العربي الجريح ويتواكب في الوقت نفسه مع الاحداث المؤسفة التي يشهدها لبنان.
المطربة الكبيرة وردة التي تعيش هذه الايام حالة حزن شديدة تصرخ وتضم صوتها الى كل عربي حر للافراج عن الاغنية قالت لـ «ايلاف» بصوت واهن مشحون بدموع الأسى والحيرة: صعب ان اطلب ان تذاع لي اغنية، ومن المفروض ان يأتي هذا الطلب من الاعلاميين المستنيرين، لكنني أتمنى ان استمع الى أغنية «لبنان الحب» في كل الاذاعات الآن وأشاهدها على كل الفضائيات، لأنها مناسبة جدا للاحداث الجارية في لبنان، هذا البلد الجميل الذي لا يستحق ما يحدث له، والذي احتضنني منذ صباي المبكر بعد عودتي من باريس مباشرة، وبدأت فيه اول مشواري الفني واثناء ذلك استمع اليَّ الموسيقار الراحل رياض السنباطي واعجب بصوتي وطلب مني الحضور الى القاهرة، وبعد ذلك حضر المنتج والمخرج حلمي رفلة وتعاقد معي على بطولة فيلمي الاول «المظ وعبده الحامولي»، وبعد النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم بدأ مشواري الفني، لكن لا أنسى أبدأ ان بداية المشوار كانت من قلب ربوع لبنان، هذا البلد الذي تربطني به علاقة خاصة ومحبة كبيرة لأسباب كثيرة ومتعددة منها أنه بلد أمي، واثناء الحرب الاهلية التي بدأت عام 1975 واستمرت حتى عام 1990 قدمت اغنية «لبنان الحب» تضامنا مع 16 عاما من الاحداث المريرة في حرب بين الاشقاء.
والحقيقة ان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب قدم لها لحنا شجيا جميلا مليئا بالعذوبة والامل والتفاؤل فقد كان ومازال بمنزلة باقة امل ونشيد للترابط ودعم اواصر الاخوة بشكل حماسي يمكن ان يساهم في وقف نزيف الحرب الدائرة الآن، وكذلك الشاعر الكبير الراحل حسين السيد الذي كان موفقا جدا في كتابته لهذه الاغنية خاصة الكوبليه الاخير الذي يقول:
يا شجر الأرز في لبنان ايه اللي بيجرى في لبنان
كـــان ضــلك حضــن الحــيران
وفــروعــك تعـزف ألحـان
ولا أعظـم ريشة فـنان
يا جبال الصبر في لبنان الفجر مصيره مصيره هيبان
وبعلبك هتشوف النور ومصير الايام هتدور
وتــــــداوي كـــــــل الاحــــــزان
ضلك طــول عمـره منـديل يمسح دمعة كـل حــزين
يا فروع الأرز بقالنا سنين شايلين الهم وبإذن الله كلنا راجعين
وهو هنا يطبع في الذاكرة العربية صورة تشكيلية تبرز مفاتن لبنان عندما يكون هادئا وديعا يحمل في ثناياه مواطن الحب والسلام التي تسكن الدروب والجبال والسهول التي تميز وجهه الجميل.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )