عبدالحميد الخطيب
ندى سعيد
ملايين المشاهدين كانوا في انتظار معرفة من هو النجم المتوج في برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه الخامس والذي شهد الختام مساء أمس الأول خصوصا في لبنان وتونس والأردن، فلم تكن اللحظات سهلة على الجميع سواء الطلاب أو الجمهور الغفير الذي ملأ مسرح الأكاديمية وملايين المشاهدين حول العالم الذين انتظروا من هو النجم المتوج لهذا العام.
وفي لحظة الاستحقاق وصل النهائي ثلاثة طلاب هم محمد قويدر من الأردن، ونادر قيراط من تونس، وسعد رمضان من لبنان، وحسمها لصالحه المتسابق التونسي نادر قيراط، ولعل هذا الفوز له دلالات بعيدة عن الأرقام، فلا يمكن النظر الى وصول المشترك التونسي قيراط الى لقب «نجم ستار اكاديمي 5» بقراءة عادية للأرقام التي احتسبت وحسمت في التصويت، خاصة اثر الكلام الذي يتم تناقله في وسائل الاعلام عن امكانية عودة الموسم الثاني من برنامج «ستار أكاديمي» المغرب وما ترتب في انطلاقته الاولى من مشاكل بين «ال بي سي» و«انديمول » المالكة لحقوق البرنامج والتي كانت اتخذت قرارا مع نسمة تي ڤي منع ستار أكاديمي اللبنانية من استغلال حقوق التصويت في بلدان المغرب العربي، وهو ما اعتبرته قناة «ال بي سي» إعلان حرب.
وتتويج أول تونسي ليحمل اللقب هو بمثابة صفعة محكمة لا بل ضربة معلم لـ «ستاراك المغرب» الذي يراهن على العودة بموسم ثان بعد تصريحات مريم بزازي المسؤولة عن الاتصال بمؤسسة قروي اند قروي بان الدورة الثانية لستار أكاديمي المغاربي ستنطلق الصيف القادم دون أن تعطي تاريخا لذلك وتابعت تقول «كل ما أعرفه أننا بصدد وضع برنامج صلب لإنجاح النسخة الثانية من ستار أكاديمي التي ستكون جاهزة قبل شهر رمضان المقبل.
وجاء القرار بعودة العمل على قاعدة صلبة اثر صدام انديمول مع «نسمة تي ڤي» وانسحاب اثنين من العاملين في برنامج «ستار أكاديمي المغرب العربي» وهما هولنديان من شركة «انديمول العالمية» صاحبة حقوق البرنامج وقد انسحبا بعد أن قدما تقريرا سيئا عن المسار الذي أخذته النسخة المغاربية لستار أكاديمي، وجاء فيه «انها أساءت كثيرا للنسخة الأصلية من ناحية المستوى الفني الضعيف وطريقة التسيير التي أحدثت خلطا كبيرا في البرنامج وتسببت في تسجيل أضعف نسبة تصويت لم يسبق لأي نسخة من نفس البرنامج أن سجلتها».
فيما كان «ستاراك» لبنان محط انظار العالم العربي والعالمي وتمكن من حصد أكبر نسبة مشاهدة يمكن أن يحصل عليها أي برنامج عربي على الاطلاق منذ خمسة مواسم حتى اليوم.
لم تكن المنافسة على اللقب أبدا بالأمر السهل في الموسم الخامس.
وقد وصل الى النهائيات 3 مشتركين أقوياء يتمتعون بموهبة وبقاعدة جماهيرية واسعة.
وفي معلومات خاصة بـ «الأنباء» ان نسب التصويت كانت متقاربة جدا بين كل من نادر ومحمد منذ انطلاق الحلقة الختامية على الهواء، وقد استمرت الاصوات ترتفع بمعدلات قريبة بين الاثنين، وجاءت النتيجة متفاوتة بينهما بنسبة بسيطة جدا.
فتوج نادر قيراط من تونس كنجم ستار أكاديمي في دورته الخامسة بنسبة 34.44% من أصوات الجمهور، وحصل نادر على هدية سيارة اضافة الى مبلغ مادي.
أما محمد قويدر من الأردن، فحاز نسبة 34.04%، وسعد رمضان من لبنان حصد 31.52% من الأصوات.
وقد أصيب محمد بخيبة كبيرة وانهارت أعصابه لأنه كان يتوقع الفوز وحمل اللقب، خاصة بعد أن فتح باب التصويت على مصراعيه مجانا في الاردن لدعم ابن البلد، كما كان وزير الاتصالات في لبنان مروان حمادة قد أعلن عن مجانية التصويت لسعد رمضان من الهواتف الخليوية المحلية.
ووحده نادر كان يتخبط ويواجه من دون دعم من تونس التي تبلغ فيها كلفة التصويت دولارا لرسالة الـ أس أم أس، وهو ثمن مرتفع.
ويبقى التفسير المنطقي الوحيد اتجاه التصويت الخليجي «الغاضب» من محمد قويدر لصالح نادر، مما جعل الدفة توصله الى الفوز.
واللافت اعلان رئيسة الاكاديمية رولا سعد انطلاق جولة الاساتذة اعتبارا من الاسبوع المقبل الى الدول العربية وبالتحديد الكويت والبحرين لاختيار المشتركين للموسم السادس.
وهي المرة الاولى التي تتم فيها الجولة مبكرا.
كذلك اعلن عن أسماء المشاركين في الجولة العربية من دون تحديد تاريخ او الدول التي ستشملها الجولة والطلاب هم: سعد - نادر- محمد أمل بوشوشة - ميرهان ضياء- شاهيناز.
والملفت استبعاد السعودي عبدالله الدوسري الذي انسحب من البرنامج قبل 10 أيام من النهائيات.
وقائع البرايم
وكان جمهور برجا والجمهور اللبناني وصل الى ساحة مبنى الاكاديمية من بعد ظهر الجمعة قبل ساعات على بدء البرايم ليفترش الارض، ووضعت شاشة عملاقة في الباحة الخارجية تتيح للاعداد الهائلة من الناس الذين لم يحصلوا على بطاقات للدخول الى المسرح لمتابعة وقائع البرايم الاخير.
من جهة أخرى حضر نجوم من طلاب ستار اكاديمي الدورات السابقة ليدعموا زملاء جددا لهم.
دخلوا على السجاد الأحمر، فكان الدخول لنجوم متألقين (ريم غزالي، كارلو نخلة، مايا نعمة، سنتيا كرم، أحمد داوود، ليلى اسكندر، سامر ضومط، تينا يموت، وعلي السعد، ومنال طحان).
داخل المسرح جمهور تكدس ليصل عدده لما يفوق الـ 500 في صالة تسع عادة لـ 300 مشاهد.
وقد وزعت الأعلام على الحضور بالمئات.
وفي حين كان الحضور الاعلامي الاجنبي والعربي خجولا، مقارنة مع العام الفائت حيث حضر براد سدلر شخصيا تتويج العراقية شذا حسون اضافة الى اعلاميين خليجيين واجانب.
فيما كان الاعلام اللبناني حاضرا بقوة في هذا الموسم مع حضور إعلامي لإذاعي تونسي واحد في غياب ملفت للإعلام الأردني وحضور لـ «رويتر»ز و«أ.أف.بي».
وكانت مفاجأة السهرة وقوف الموسيقار ملحم بركات للمرة الاولى على مسرح الاكاديمية، حيث أشعل الحماس في الحضور المتعطش له.
وأطلق الموسيقار من «ال بي سي» أغنيته الوطنية الجديدة «من دمي ما بشيلك»، ورافقته فرقة راقصة بثياب تقليدية لبنانية وحمل الرجال البارودة في خدمة الجندارية.
والموسيقار الذي اعتاد أن يطلق «صرخة» بعد كل أحداث يمر بها لبنان، تقول كلمات أغنية ابومجد الجديدة:
بالـحرب بغنيـلك وبالسـلم بغنيـلك
وطني أنت الدرب ومن دربي ما بشيلك
كل ما بتشرق شمس عليك وكل مرة بتغيب بصليلك
يـــا وطـني انـــــت بــدمي ومــن دمــي مـا بـشيلك
يـــا وطـني انـــــت بــدمي ومــن دمــي مـا بشيلك
نـــاس العـمر بتوقف حــدك ونــاس مــش معقول
لا تخـافـي مــن بكـرا الجـاي مهما اللـيل يـطول
وكلمات الاغنية لم تكن كافية لتشفي غليل الموسيقار الذي أراد أن يوصل رسالة أخرى الى السياسيين فأجاب على هيلدا خليفة عندما سألته عما اذا كان قد أوصل من خلال الأغنية كل ما يريده فقال: هذا البلد لا يمكن إلا أن تحبينه، فصفق الجمهور الحاضر حتى كسر الأرض للموسيقار، وشكر أبومجد أمير قطر وشعب قطر الذين تحملوا قصة لبنان الكبيرة، فانتهينا على سلامة.
كذلك كانت مشاركة للفنانة اللبنانية إليسا في البرايم الأخير، فتألقت حضورا ومشاركة وأناقة، وغنت «ايامي بيك » مع شاهيناز، وفي اطلالة ثانية قدمت «كنا في أواخر الشتا» مع شاهيناز وميرهان، «بتمون» منفردة.
كما حل النجمان العالميان تينا أرينا وأكرم ضيوفا، غنت تينا أرينا مع امل بوشوشة lun pour lautre ومع نادر aimer jusquá limpossible أما الفنان التونسي أكرم فغنى مع نادر أغنيتين هما night fever ومع ضياء unidos para la musica take me higher
وتخللت البرايم لوحات استعراضية رائعة رسمت الديكور المميز يارا عيس الخوري ونفذت رقصاتها اليسار كركلا اضافة الى روبورتاجات مصورة عن الطلاب الثلاثة.
الصحافة الأردنية
الاردن جيش كل أصوات ابنائه مجانا لدعم محمد قويدر، في حين غاب الإعلام الأردني عن حضور حفل النتائج وقد أثار الأمر استغراب الاعلاميين خاصة ان الاردن بلد مجاور ويمكن الوصول الى لبنان بالسيارة، وقد كتبت الصحف الأردنية والمواقع الالكترونية، كل على طريقتها النتائج.
تحت عنوان: «قويدر يخسر لقب ستار اكاديمي ويكسب محبة جمهوره»، وقد عنونت صحيفة «الغد»، وأشارت الى فوز نادر بفارق بسيط عن محمد، اشارت الى أن الجمهور ومحبو قويدر الملقب بـ «الوالي» احتشدوا أمام شاشات التلفزيون في البيوت والمقاهي والساحات لمتابعة الحلقة الأخيرة من البرنامج، اشارت الى أن قويدر مرشح بقوة لاحراز اللقب لصوته الجميل والقوي بالاضافة الى الدعم الكبير من جمهوره ومحبيه في الاردن وخارجه.
أما موقع «سرايا» الاردني فعنون صفحته الرئيسية: محمد قويدر يسقط أمام نادر قيراط في البرايم الأخير من ستار أكاديمي، ونقل الموقع أن النتائج أعلنت وسط ترقب كبير ساد جميع انحاء العاصمة عمان، والتي انتهت امس وسط ذهول الشارع الأردني رغم التناقض الكبير الذي يسود الشارع بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من البرامج، وكان قويدر قد اثار خلال مشاركته ردود افعال اردنية و عربية متناقضة وصفه حينها البعض «بممثل الاردن» فيما قال البعض الاخر بان قويدر اساء للاردن بطريقة تعامله مع مديرة واساتذة وطلاب الاكاديمية».
أما موقع «عمون» الذي لم يقف منذ انطلاق الموسم الخامس كداعم لمحمد قويدر ابن بلده، فكتب تحت عنوان» في حلقة مسجلة من برنامج ستار أكاديمي، اعلان نادر في المركز الاول وقويدر ثانيا وسعد ثالثا» وتابع الموقع: لم تكن نتيجة برنامج ستار اكاديمي مفاجئة حيث علم بها عشرات الذين حضروا تسجيل الحلقة النهائية في بيروت قبل ان تعلن رسميا بنصف ساعة.
وخيمت سحابة من الحزن على جمهور البرنامج في عمان عندما حل قويدر في المركز الثاني.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )