ندي شيرازي
اذا كان مهرجان الاوسكار بدورته الاخيرة ذا نكهة اوروبية مع فوز الاوروبيين بالجوائز الكبرى للاوسكار، فان مهرجان كان تابع مسيرة تميز الاوروبيين سينمائيا وانما هذه المرة من على ارضهم، كيف لا ومهرجان كان هو المهرجان الاوروبي والعالمي الأهم بعد الاوسكار، اذ سيطر الاوروبيون خلال حفل توزيع جوائز مهرجان كان بدورته الحادية والستين على النتائج وانتزعوا ست جوائز اساسية من اصل تسع واذا احتسبنا جائزة المخرج التركي لاوروبا فيصبح عندها عدد الجوائز للاوروبيين سبع.
فقد حطت الجوائز الثلاث الاهم في المهرجان في رحال فرنسا وايطاليا، ففاز الفيلم الفرنسي «بين الجدران» بالجائزة الاهم السعفة الذهبية، بينما فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان وهي الجائزة الثانية من حيث الاهمية فيلم «غومورا» للايطالي ماثيو غاروني، وذهبت جائزة لجنة التحكيم وهي ثالثة الجوائز المهمة لمواطنه الايطالي باولو سوربنتيو عن فيلمه «ايل ديفو».
واستمر تميز السينما الاميركية في مهرجان كان مع الفوز المستحق والمتوقع والذي كان محل اجماع لكل من شاهد الممثل البرتغالي الاصل الاميركي الجنسية بينيسيو ديل تورو الذي ادى فيه دور الثائر البوليڤي تشي غيفارا، فيما فازت البرازيلية ساندرا كورفيلوني بجائزة افضل ممثلة عن فيلم «لينهادو باش»، ونال المخرج التركي نوري جيلان جائزة افضل اخراج عن فيلمه «القرود الثلاثة».
دورة عادية
مع توزيع جوائز المهرجان واعلان النتائج خلت هذه الدورة من المفاجآت الكبيرة وان خالفت التوقعات مع بعض الافلام، خاصة مع الفيلم التركي «القرود الثلاثة» الذي كان محل شبه اجماع على تميزه وكان مرجحا نيله جائزة لجنة التحكيم الكبرى، فيما اكتفى بأفضل اخراج، وكذلك الامر مع انچيلينا چولي التي ابدعت في تجسيد دور الام التي تبحث عن ابنها بعداختفائه، اما الاخوان داردين اللذان قدما الفيلم الاهم «صمت لورنا» بحسب متابعي العروض والذي كان مرشحا اساسيا للسعفة الذهبية فقد اكتفيا بأفضل سيناريو.
اما جائزة افضل ممثلة فقد فاجأت المتابعين مع فوز البرازيلية ساندرا كورفيلوني عن اول دور تؤديه في السينما بفيلم «لينها دو باش».
حضرت التسويات
يعتبر الفيلم الفرنسي الفائز بالسعفة الذهبية «بين الجدران» قد كسر نحس 21 عاما من غياب هذه الجائزة عن السينما الفرنسية حيث كان فيلم «تحت شمس الشيطان» آخر فيلم فرنسي حاصل على الجائزة الاهم عام 1987، ولكن هل كان فعلا فيلم «بين الجدران» هو الابرز والاهم.
التحليلات بدأت مع ظهور النتائج خاصة مع امتعاض النقاد الذين اعتبروا ان السعفة الذهبية لهذا العام كانت عبارة عن تسوية ما لينال الفرنسيون سعفتهم بعد غياب طويل خاصة ان الفيلم حوى من الكليشيهات والوعظ المباشر حول الهجرة والتعليم والثقافات المتعددة في فرنسا ما كان من المفترض ان يقلل من حظوظه، في المقابل برزت اصوات مضادة تشيد بأهمية الفيلم وتميزه اذ لقي استحسانا كبيرا واثار ردودا ايجابية من العديد من النقاد الفرنسيين والعالميين.
بين الجدران
يصور الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية «بين الجدران» وهو الخامس للمخرج الفرنسي لوران كانتيه الحياة اليومية في صف باحدى المدارس الباريسية حيث يسعى استاذ شاب في اللغة الفرنسية جاهدا لتلقين تلاميذه لغة مختلفة عن تلك التي يستخدمونها في مراسلاتهم الالكترونية.
وقال المخرج انه يصور في فيلمه المدرسة «ليس كما ينبغي ان تكون بل كما هي بشكل يومي».
والفيلم ما بين الوثائقي والتخييلي مستلهم من كتاب يحمل الاسم نفسه كتبه الاستاذ فرنسوا بيغودو بطل الفيلم.
المافيا في كان
ومنحت الجائزة الكبرى لمهرجان كان، أوالجائزة الثانية بعد السعفة الذهبية، الى الايطالي ماتيو غاروني عن فيلمه «غومورا» الذي يرسم صورة حادة للمافيا في كالابريا.
ويصور الفيلم عالم كامورا وهو شبكة الجريمة في نابولي التي تمتد سطوتها من التخلص من النفايات الى مؤسسات الأزياء النسائية.
وفي غياب غاروني، تسلم الجائزة بطل الفيلم توني سيرفيو المشارك أيضا في الفيلم الايطالي الآخر «ايل ديفو» الذي نال جائزة لجنة التحكيم.
ايطاليا الفائز الأكبر
وحصل الفيلم الايطالي الثاني المشارك في المسابقة وهو ايل ديفو الذي يجسد حياة رئيس الوزراء الاسبق جوليو اندريوتي وأخرجه باولو سورينتينو على جائزة لجنة التحكيم.
وقد قدم الفيلم صورة قاسية عن رئيس الحكومة الاسبق جوليو اندريوتي.
و«ايل ديفو» كوميديا حادة تصور اندريوتي الذي يبلغ اليوم 89 عاما كميكافيللي العصر، وتظهره متحجرا، وساخرا، تحيط به حاشية من السياسيين الماكرين، ورجال الأعمال الماديين، ورجال الكنيسة.
ظلموا القرود
كما فاز فيلم «القرود الثلاثة» للتركي نوري بيلج جيلان بجائزة الاخراج في الدورة الحادية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، وقال المخرج التركي لدى تلقيه الجائزة «انها مفاجأة كبيرة وشرف عظيم لي.
أود اهداء هذا الفيلم لبلدي الرائع، بلدي الوحيد الذي أحبه كثيرا».
و«القرود الثلاثة» تراجيديا عائلية عن الغيرة تجري أحداثها بين زوجين وابنهما وتتميز بتصوير رقمي رائع.
تشي غيفارا
فازت الممثلة البرازيلية ساندرا كورفيلوني بجائزة أفضل ممثلة فيما حصل الاميركي - البرتغالي الأصل بنيسيو ديل تورو على جائزة أفضل ممثل.
وتلعب ساندرا في الفيلم دور ربة عائلة ترعى أولادها باهتمام كبير.
وحصل ديل تورو على الجائزة عن دوره في «تشي» لستيفن سودربرغ الذي يؤدي فيه دور الثائر البوليڤي ارنستو تشي غيفارا.
كما فاز الشقيقان دارديني بجائزة أفضل سيناريو، وفاز البريطاني ستيف ماكوين بجائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح للمخرجين الذين يخرجون أفلاما للمرة الأولى وذلك عن فيلم «الجوع»، وفاز فيلم «ميغاترون» بجائزة الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم قصير وهو للروماني ماريان كريسان، كما تلقت كل من الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والممثل والمخرج الاميركي كلينت ايستوود جائزة خاصة من مهرجان كان تتويجا لمسيرتيهما الفنيتين كما أعلن رئيس لجنة التحكيم شون بن.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )