بيروت - ندى سعيد
تطل الشحرورة صباح للمرة الاولى في تاريخها الفني عبر «شاشة التلفزيون العربي» من خلال المسلسل الرمضاني الجديد الذي يتناول سيرة الفنان الراحل محمد فوزي ويحكي قصته ومشواره كأحد رواد الاغنية العربية، حيث يرصد العمل بدقة حياة الفنان الراحل الزاخرة بالمواقف التراجيدية، على رغم البهجة التي كانت تشع من اغنياته وادواره على الشاشة.
عودة صباح لن تكون من خلال اداء دور في المسلسل وانما كراوية للعمل بحكم معايشتها للفنان الراحل ومشاركتها في اغلب اعماله الفنية، وهذا هو سبب اختيارها من قبل منتج المسلسل سمير صبري الذي اراد منح العمل طابعا وثائقيا من مصدر له قيمته الاعتبارية في ساحة الغناء العربي.
المسلسل الذي يتوقع ان يحمل عنوان «غواص في بحر النغم» من اخراج خالد الحجر ومن انتاج الفنان سمير صبري ومحسن علم الدين وقد تم ترشيح الفنان مصطفى قمر لأداء شخصية محمد فوزي، لكن تم استبعاده لعدم درايته بتاريخ الفنان الكبير، واعتبر مصطفى قمر ان تجربته التلفزيونية الثانية تحتاج الى مزيد من التفكير بعد المعاناة التي تعرض لها مسلسل «علي يا ويكا»، لكن قمر لم يخف اعجابه بمحمد فوزي، خصوصا انه كان بين اوائل من قدموا الاغاني ذات الايقاع السريع، وتميز بمدرسة خاصة بين ابناء جيله، ولم يضع نفسه يوما في المقارنة مع عبدالحليم حافظ او فريد الاطرش.
كما سيقدم المسلسل عددا من اغاني محمد فوزي ومنها الاغنية الشهيرة: ماما زمانها جاية، والعصفور سوسو، وسيبلغ مسلسل محمد فوزي اربعين حلقة وسيعرض في رمضان بعد المقبل، حيث سيستغرق تصويره عامين كاملين، وهو من بطولة صباح وسمير صبري ورانيا فريد شوقي وداليا البحيري التي ستقدم دور هدى سلطان في المسلسل وهي شقيقة محمد فوزي التي احترفت الغناء ومن ثم اعتزلته مبكرا للتفرغ للسينما والتلفزيون.
لكن عزوف مصطفى قمر لا يعني ان الطريق بات خاليا امام سمير صبري الذي اعتاد منذ سنوات طويلة ترديد اغنيات محمد فوزي.
اذ بدأت المنتجة ناهد فريد شوقي التفكير في انتاج مسلسل عن صاحب «مال القمر» ليس اعجابا منها بالشخصية فحسب، انما لأن فوزي هو شقيق والدتها الفنانة الراحلة هدى سلطان.
وفي حين تحاول ناهد تطبيق قاعدة الاقربين اولى بالمسلسل، تصر «صوت القاهرة» على الانفراد بالانتاج باعتبار ان فوزي هو مؤسس الشركة نفسها منذ خمسين عاما، قبل ان تؤممها الدولة فيصاب المطرب الراحل بمرض عضال نادر.
يذكر ان الفنان محمد فوزي من مواليد طنطا في محافظة الغربية، وسط الدلتا، عام 1918 حضر الى القاهرة وعمره عشرون عاما، بحثا عن الشهرة والاضواء، وبعد فترة من العمل في الملاهي، عرف طريقه الى السينما في عام 1944 من خلال فيلم «سيف الجلاد».
وبعدها بدأ يعزز حضوره حتى تربع لفترة طويلة على عرش السينما الغنائية في مصر.
تزوج فوزي ثلاث مرات، اشهرها من الفنانة مديحة يسري، وعارض بشدة دخول شقيقته هدى سلطان المجال الفني حتى رضخ في النهاية، وفي عام 1958، احدث ثورة في سوق الاسطوانات، عندما اسس شركة «مصر فون» التي استحوذت على اغنيات كبار المطربين.
ولما صدرت قرارات التأميم عام 1961، استولت الحكومة على الشركة وعينته مديرا لها بمرتب 100 جنيه في الشهر فأصيب باكتئاب حاد، ما ادى الى اصابته بنوع نادر من سرطان العظام، حتى توفي عام 1966 ووزنه لا يزيد على 40 كيلو غراما، لكن شركته استمرت وتغير اسمها الى «صوت القاهرة» التي تريد الآن تكريم مؤسسها، وانتاج مسلسل يروي سيرة حياته.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )