دمشق - هدى العبود
تميزت الدراما السورية بوجود مجموعة كبيرة من الفنانات الجميلات، خاصة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان المخرجون يختارون الوجوه الجديدة في اعمالهن، وكان مقياسهن الاساسي جمال الشكل، وكانت تلك الوجوه من خارج المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد استطاعت بعض هؤلاء الفنانات ان يثبتن موهبتهن نتيجة تراكم ادوارهن في الاعمال التلفزيونية، ومنهن من قفزن الى مرتبة النجومية، وفي المقابل هناك فنانات بقين يعتمدن على جمالهن، ولم يتطورن لأنهن في الاساس غير موهوبات، فبات الطلب عليهن قليلا.
وفي موضوعنا التالي نستطلع آراء عدد من الفنانات اللواتي يتحدثن عن اثر الجمال في تجربتهن الفنية والبداية كانت مع الفنانة رندا مرعشلي التي قالت: الجمال عنصر مساعد على النجاح وهو ليس اساسيا على الاطلاق، وليس بالضرورة ان تنجح كل ممثلة جميلة، ان لم تمتلك المقدرة والطاقة اللازمة، فمعايير النجاح كثيرة واهمها حب العمل والاداء الصادق والموهبة والاخلاص في العمل، والجمال يأتي اخيرا، ليس الا، وبالنسبة لي لم يكن جمالي ذا تأثير كبير في نجاحي، وانما ساعدني على ذلك.
اما الفنانة جمانة مراد، فقالت الجمال مهم ومطلوب لدى الممثلة في البداية، لأن الجمهور يتقبل الوجوه الجديدة الجميلة اكثر، ولكنه في الوقت نفسه لا يضمن الاستمرارية لها اذا لم يكن مقرونا بالموهبة، فالجمال قد يساعد الممثلة على الظهور في عملين او 3 اعمال، لكن الاستمرار والنجاح يتطلب توافر الموهبة بالدرجة الاولى.
بدورها اشارت الفنانة ضحى الدبس قائلة: جمال الشكل عند الفنانة يشكل هاجسا رئيسيا عند بعض المخرجين، وهنا اقول بصراحة، ان مسألة الجمال وانتقاء ممثلة جميلة موجود في كل انحاء العالم وليس عندنا فقط، نجد ذلك في هوليوود وفي السينما الاوروبية وكثيرا ما يقف بعض المخرجين العالميين عند اشارات المرور بهدف ايجاد فتاة جميلة تكون بطلة لأعمالهم.
وبالنسبة لي لا اظن احدا يكره الجمال، والمتفرج ليس مضطرا لأن نجبره على متابعة عمل تلفزيوني تكون بطلته قبيحة او غير جميلة بالمنظار الشكلي للجمال، لاسيما ان التلفزيون يقتحم كل بيت ويشكل تسليتنا الوحيدة.
من جانبها، الفنانة لينا كرم اوضحت قائلة: قد اكون اعتمدت على جمالي في بداياتي، بالرغم من انني شغفت بالفن منذ المرحلة الاعدادية، وكنت اجيد تقليد بعض الفنانات في حركاتهن واصواتهن وحتى طريقة تمثيلهن، كما كنت ميالة كثيرا للمزاح وافتعال المقالب للصديقات، ومن هنا أؤكد لك ان موهبة التمثيل موجودة في داخلي اصلا، وتعززت اكثر بعد احترافي، وعموما جمال الشكل يلعب دورا مهما في دخول فنانة ما الى عالم التمثيل، ولكن لن يخدمها طويلا اذا افتقدت الموهبة والاداء وهما المعيار الحقيقي لنجاح الممثلة.
اما الفنانة صفاء سلطان، فقالت: لا أُنكر ان جمال شكلي كان جواز سفر لي في بداياتي بالعمل الفني، وهذا الامر ليس بالمستغرب اذ ان كثيرا من الفنانات وصلن لمرحلة النجومية من خلال جمالهن، ولكن هذا الجمال اذا لم يكن مقرونا بالموهبة فلن يستمر طويلا، وسيكون صفرا على الشمال، بالنسبة للفنانة بمعنى انني لو اعتمدت فقط على جمال شكلي ربما أنجح سنة او سنتين، وبعد ذلك سأنطفئ، فالصورة وحدها امام الكاميرا غير كافية بالعمل الفني، وبالنسبة لي اعتمدت اساسا على موهبتي وافدت من دراستي وقراءاتي للنصوص بشكل جيد وحاولت اعطاء اقصى ما لدي للشخصية التي أُمثلها، ومن هنا كانت استمراريتي في العمل حتى اللحظة.
كما شاركت الفنانة صفاء رقماني قائلة: مخطئ من يظن ان الجمال لدى الفنانة غير مهم في العمل الفني واحيانا يكون سببا في تتبع الجمهور لاعمالها، ولكنه في المقابل ليس هو كل شيء، فالموهبة في العمل الفني اهم من الشكل والامثلة كثيرة في وسطنا الفني المحلي والعربي، وايضا هناك فنانات يعتبرن في القمة على صعيد العمل الفني، لذا لا أعتقد ان الجمال وحده يكفي لخلق فنانة ناجحة.
بدورها ألمحت الفنانة جيني اسبر حيث قالت: أعترف بأن جمالي ساعدني بعض الشيء لكنه في الحقيقة سلاح ذو حدين لأن الناس ترى الشكل وتعتبر انه الوسيلة الوحيدة لوصول الشخص الى ما يريد، متناسين الموهبة، ولكن اؤكد لك ان موهبتي الفنية كانت على الدوام متقدمة على جمال شكلي، فأنا دخلت الفن من خلال عروض الازياء، والاعلانات، ولكنني ومنذ الدور الاول لي في الدراما التلفزيونية لاحظ المعنيون انني لست فتاة جميلة وحسب، بل احمل في داخلي مواهب كثيرة اخذت باستخدامها في اعمالي التالية، فالجمال وحده لا يصنع فنانة ناجحة، وهذا ما تثبته التجارب التي نعيشها ونلحظها في اوساطنا الفنية.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )