دمشق - هدى العبود
أكدت الفنانة السورية ثراء دبسي وجود عدم توازن في مسألة توزيع الأدوار والفرص على الممثلين السوريين ولكن دبسي قالت انها لا تعرف إذا كان اللوم يلقى على الشركات المنتجة أو المخرجين لأنها بعيدة عما يجري في الساحة الدرامية.
ولعل ما يثير حفيظة الفنانة دبسي أنها لم تشارك إلا بعمل واحد هو المسلسل التاريخي «ابن قزمان» للمخرج محمد فردوس الأتاسي وذلك رغم وجود أكثر من ثلاثين مسلسلا تلفزيونيا سوريا أنجزت في هذا العام، وقد نجد أن بعض الفنانين يشترك بأكثر من عشرة مسلسلات في العام الواحد في حين لا يجد آخرون إلا فرصة واحدة أو اثنتين أو يجدون انفسهم أحيانا خارج اللعبة.
ورغم ذلك أكدت دبسي أنها أحيانا ترفض أدوارا تعرض عليها من قبل المخرجين السوريين لأنها لا تبحث عن العمل فقط بل تبحث عن أدوار مختلفة ومتميزة، وفي هذا السياق تقول: أنا لا أقبل بأي دور وما أرضاه وأبحث عنه لا يعرض علي دائما وإنما يذهب إلى غيري لذلك أفضل الابتعاد وتقليص مساحة حضوري على تقديم أدوار لست راضية عنها ولا ترضيني كممثلة ترى أن الفن رسالة وليس مجرد مهنة يتكسب منها وهو محاولة لتقديم ما هو ممتع ومفيد للمشاهدين.
وعن الدراما السورية بشكل عام تقول دبسي انها سعيدة بما وصلت إليه الدراما السورية من نجاح وازدهار بحيث أصبحت تتصدر المشهد الدرامي العربي ولكنها ترى أن هناك أعمالا سورية تقدم كل عام ليست على مستوى عال وتتمنى لو كانت لم تقدم ولم تحسب على الدراما السورية التي عودت المشاهد العربي على أعمال ذات مستوى فني وفكري راق ومتفرد.
وترى دبسي أنه لا ضير من ارتفاع عدد المسلسلات السورية التي تنتج كل عام «بشرط أن يكون هذا الإنتاج مدروسا ومتنوعا» وهي ضد ما يجري اليوم في الساحة الدرامية السورية من تشابه بالوضع والطروحات.
وأضافت قائلة: إذا نجح عمل تاريخي تكر مسبحة التاريخ وكل الشركات تتجه نحوه وإذا نجح مسلسل فيه الموروث الشعبي نرى عدة أعمال مستنسخة عنه وهذا حدث بالفعل خلال هذا العام فهناك أربعة أو خمسة أعمال في دائرة مسلسل «باب الحارة» وهذا ما حدث مع بداية موضة ما سمي الفانتازيا.
وتعارض الفنانة دبسي المسلسلات ذات الأجزاء المتكررة وكذلك تدعو شركات الإنتاج السورية للتنسيق فيما بينها لكي تتشابه المسلسلات، معتبرة أن هذا سيؤدي إلى نتائج ليست مرضية مع مرور الزمن.
وعن تجربتها الإذاعية قالت: مازلت محافظة على الود مع الإذاعة وأعمل في الإذاعة السورية منذ ستينيات القرن المنصرم ومازلت أقوم بإخراج المسلسلات الإذاعية، وأحاول استقطاب خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعمل في الإذاعة فهي المدرسة التي يتعلم بها الممثل فن الإلقاء.
وترفض الفنانة دبسي فكرة تقاعد الفنان، إذ تؤكد أن الممثل الحقيقي لا يتقاعد لأنه يمثل الحياة وتأسف دبسي للحال الذي يصل إليه بعض الفنانين السوريين والعرب عندما يتقدم بهم العمر ولا يجدون أحدا بقربهم فينتهي بهم الحال إما إلى دور للعجزة أو يجدون أنفسهم فريسة سهلة للحاجة والعوز وبالتالي تكون نهايتهم مؤلمة وتمنت على نقابة الفنانين السوريين أن تأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار وأن تنشط في هذا الإطار أكثر وأن تكون معينا للفنان وخاصة في سنواته الأخيرة.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )