بيروت – ندى مفرج
هو بطل أعمال منصور الرحباني المسرحية المطلق منذ سنوات، غسان صليبا من ابن قريبة مجدل عاقورة في جبل لبنان الذي بدأ حياته الفنية من برنامج «ستديو الفن» حيث فاز حينها بالمرتبة الاولى عن قسم الاغنية اللبنانية، وكان اول ظهور مسرحي غنائي له مع الاخوين رحباني في مسرحية «بترا» 1977 بدور رئيس القافلة ومن ثم في «حكاية امل» مع روميو لحود، وهو لايزال حتى اليوم بطل الرحابنة الذي يطل في اعمالهم، وكان آخرها «عودة الفينيق».
لقب غسان صليبا لجمال صوته ودفئه بـ «خوليو العرب» وهو الذي كانت انطلاقته الفنية من خلال الاغاني الشعبية التي اشتهرت كثيرا «يا حلوة شعرك داري» و«وجه السعد» ولكن المسيرة الفنية الحقيقية له والتي بينت قدرات صوته الجبارة بدأت في عام 1988 عند لعب دور البطولة في المسرحية الغنائية «صيف 840» لمنصور رحباني ومن ثم توالت ادوار البطولة لغسان في مسيرته مع منصور رحباني وبقية العائلة الرحبانية في عدد كبير من المسرحيات والاعمال.
ويقول غسان عن سر هذه العلاقة التي جمعته مع الرحابنة منذ العام 1977 في مسرحية «بترا» وصولا الى «عودة الفينيق» اليوم: لقد ازالت تجربتي الرحبانية حال الغربة القائمة بيني وبين الوسط الفني اللبناني، وتابع: هذه التجربة التي يشتهيها الآخرون كما ينظرون اليها بإعجاب واكبار، هي تجربة ساحرة وباعثة على النشوة وخلق الاعاجيب، ومن حظي الكبير ان اجد نفسي في قلبها، ذلك انني اشعر فيها بالراحة والمكانة والقيمة.
يعتبر غسان صليبا انه حقق في تجربته الرحبانية ما سعى اليه دائما، اي المحافظة على حيوية التواصل اثناء وضع الجماعة في بوتقة التجربة، وحيوية التواصل بالمدار الفني من زاوية ثقافية مختلفة، ويصف غسان علاقته بالمسرح الرحباني بأنها كالخميرة التي تنضج دائما، وبنضوجها تقدم الى الجمهورين اللبناني والعربي خبزا طازجا وطيبا، وكذلك بأنها علاقة بالنغم والصوت في الوقت ذاته.
ويعبر غسان عن فخره ورضاه بالتجربة الرحبانية، مشيرا الى انه لم يشعر يوما بانه متفوق، بل بأنه ينتمي الى هذه التجربة كما تنتمي هي اليه.
وحول تعاطيه مع السيناريو المسرحي يقول غسان: اقرأ المسرحية اولا، بعدها اقرأ دوري فيها بروح تبادلية مفتوحة، لان الدور ليس مثالا منفصلا عن القماشة الكلية، اقرأ بروح التأثير المتبادل بين الشخصية والمسرحية، ويتابع: العلاقة بيني وبين التجربة الرحبانية قائمة على الرضا الكامل، حيث تركت كل شخصياتي تنغرس في بارتياح، واستسلام، وهكذا اترك شخصياتي تنمو في المسرح الرحباني بقدرتي الذاتية المكتسبة، انه نماء العلاقة بالتجربة او بالمؤسسة الرحبانية، وهي علاقة ستصبح قوة قادرة على تحريضي ودفعي الى سلوك خاص ضمن الجماعة المسرحية، بما يؤكد ويجسد الفكرة الرئيسية في المسرحية، وبما يجسد الاحساس الرئيسي فيها.
ومن المعروف ان غسان صليبا صاحب الاصدارات الغنائية الرائعة الا انه صاحب صوت جميل في المسرحيات الرحبانية، اكثر من الشرائط الغنائية التي اصدرها، وحول الجامع بينهما يقول: تجاربي واحدة سواء في المسرح الرحباني او في الاصدارات الغنائية، الجامع بينها هو غسان صليبا نفسه، انا في قلب المعجم الموسيقي دوما مع منصور واسامة وغدي الرحباني، هذا لا يتوافر للكثيرين، انهم اصحاب تجربة لغوية في الموسيقا وموسيقية في اللغة، واحد ابرز المداخل العريضة الى صناعة الموسيقى والغناء، وحين ادخل في تجارب الرحابنة، كأنني ادخل في المعارف الشاملة للموسيقا العربية وللتراث الموسيقي الشرقي.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )