مفرح الشمري
عبدالحميد الخطيب
في اليوم السابع لمنافسات مهرجان «ايام المسرح للشباب» وبحضور الشيخة شيخة العبدالله الخليفة الرئيسة الفخرية لنادي المعاقين والامين العام للمجلس الوطني بدر الرفاعي، عرضت فرقة مسرح الخليج رؤية من تأليف جواد الاسدي باسم «انسوا هاملت»وهي مأخوذة من واحدة من اهم مسرحيات الكاتب الانجليزي الكبير وليم شكسبير وهي «هاملت»، التي تعتبر من اكثر المسرحيات تمثيلا وانتاجا وهي من كلاسيكيات الادب العالمي، ولعل شهرتها ترجع الى جملة «هاملت»، المعروفة التي كان يقولها لنفسه دائما «أكون أو لا أكون».
ففي تمام الساعة الثامنة فتح ستار مسرح الدسمة على حانة يجلس بها الامير الدنماركي «هاملت» الذي يلتقي حبيبته «اوفيليا» ابنة صاحب الحانة ولكنه يسمع من يقول ان والده الملك قد قتل في ظروف غامضة، فيصاب بالهلع ويعيش في حزن شديد ويتشح السواد وينغمس في الكآبة وما زاد من سوء حالته هو معرفته ان والدته «جرترود» ستتزوج عمه «كلوديوس» الذي اعتلى العرش بعد رحيل والده ما دفعه الى اليأس ومحاولة الانتحار فقد كره امه ورأى فيها الغدر والخيانة، فابتعد عن جميع النساء بمن فيهن حبيبته «اوفيليا» واصبح انسانا لا ارادة له، وهذا ما اراده عمه «كلوديوس» الذي كان يحركه كالدمية.
ولكن يظهر شبح والده الميت ليخبره بحقيقة موته ويقول له ان عمه هو الذي قتله للاستيلاء على العرش وزوجته، ويطلب منه الانتقام.
وهنا يبدأ صراع هاملت مع نفسه.. ينتقم أو لا ينتقم؟ هل ينصاع الى رغبة والده ام يصغي لنداء العقل والحكمة؟ ويبدأ هنا في طرح الاسئلة على نفسه، ما معنى البقاء؟ ولماذا يقتل الانسان؟ وما معنى الحياة والموت والشك والحقيقة؟ وللاجابة عن هذه الاسئلة يضع هاملت قناع الجنون ليكشف الحقيقة، ويواجه امه ويطلب منها ان تتوب وتترك عمه، ثم يواجه الملك ويمثل له هو واصدقاؤه مسرحية تحكي قتل والده، بينما هاملت يلاحظ ردة فعل عمه التي ستدينه بشكل نهائي، وبالفعل يتيقن انه هو من قتله، وتنتهي المسرحية على كلمته المعهودة «أكون أو لا أكون» لتكون هي لب القضية التي دفعت هاملت للتحول من انسان فيلسوف حالم مسالم الى منتقم يبحث عن الثأر لوالده.
لقد استطاع ابطال المسرحية نقلنا الى اعماق المسرحية العالمية وجعلونا نعيش معهم القصة كأننا نشاهدها لأول مرة، وخصوصا الفنان الشاب يوسف البغلي الذي يثبت في كل مهرجان يشارك فيه انه احد المواهب التي سيكون لها شأن في المستقبل القريب، ولعل اداءه لدور «هاملت» اخرج الكثير من مخزونه الفني فاستطاع حتى بقسمات وجهه ونظرة عينيه ان ينقل لنا هذه اللحظات المتفاوتة بين الصدمة والهلع والجنون والذكاء باتقان كبير، وكذلك دور «كلوديوس»، كان رائعا ومتزنا واستطاع ان يشكل هو وهاملت ثنائيا قويا، خصوصا انهما اساس الصراع الدرامي الموجود بالمسرحية.
جدير بالذكر ان مسرحية «هاملت»، قدمتها فرقة مسرح الخليج وجسد شخوصها عدد من الممثلين الموهوبين وأخرجها عيسى ذياب.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )